رؤى

التاسعة بتوقيت الوصول.. روشتة علاجية للتخلص من القيود والوصول للهدف المنشود.

ليس بالسهل ولا باليسير أن تصل إلي قمة الجبل، وأن تضع شارتك وتكتب بحبات العرق والجهد المبذول رسالتك، وأن تعلو رايتك خفاقة في أعالي السماء؛ كي يسترشد بها من ضلوا طريقهم أو تاهوا، وهم يبحثون عن ذواتهم  أو غيبوا عن عمدٍ أو قصد.

ليس بالسهل ولا الهين.. أن تصل إلي قمة الجبل، دون أن تمر عبر السفح وتحاول وتفشل وتعيد المحاولة من جديد، وفي كل محاولة تكتسب مهارة جديدة وخبرات مختلفة وعمق ذاتي يقودك نحو الهدف.

وأن تستمر وتدافع عن ما وصلت إليه، وأن تسعي نحو هدف أعمق وأكبر وأن تسعي جاهدا نحو تحقيقه.

فللنجاح لذة وللوصول لذتان؛ فبمجرد الوصول تشعر بالراحة، ويزداد لديك الشعور بالأمان والاطمئنان، بعد عناء طويل وجهد شاق،  وسفر مليء بالمخاطر والصعاب، ومعاناة في البحث عن دليل وشعاع أمل تستنير به،  والتعلم واكتساب مهارات جديدة وخبرات مختلفة ولذة الشعور بالإنجاز والتحقق واكتمال الذات.

التميز هو الخطوة التي تلي النجاح، والدافع نحو الاستمرار والسعي والبحث والتفتيش في داخلك أولا، ثم في تجارب الآخرين، وفي مجالات الحياة المختلفة؛ كي تجد النور وسبل الهداية والإرشاد، وأن تساعد في  التيسير علي  الآخرين، وتوفر لهم خطوات قد قطعتها، وأن تضعهم علي الطريق الصحيح؛  كي يحققوا ذواتهم ويصلوا إلي أهدافهم.

إن الفشل والمحاولة والتجربة.. هي أساس أي نجاح، وهي الوقود الذي يدفع صاحبه نحو التحقق والوصول.

في احدي اللقاءات الصحفية، سأل أحد الصحفيين، توماس أديسون مخترع المصباح الكهربائي،  الذي حوّل حياة الملايين من البشر إلي النور بعد الظلام، وهو مخترع أمريكي، ولد عام  1847، ووصف بأنه الرجل الذي أضاء العالم  في 21 اكتوبر عام 1879، بعد 999 محاولة فاشلة لاختراع المصباح الكهربائي عن  مدي شعوره بالفشل والإحباط بعد كل محاولة؟!

ولكن كانت إجابته مبدعة وملهمة.. وقال أنا لم أفشل 999 مرة، ولكني اكتشفت 999 طريقة خطأ لا تقودني لاختراع المصباح كي لا أكررها.

تشارلي شابلن من فقير معدم إلي أفضل ممثل سينمائي صامت علي مر التاريخ.

عانى تشابلن في حياته كثيرا حيث ولد في عائلة فقيرة جدا، وتخلّى عن الدراسة في السنة الثانية حيث لم يقدم له والده أي دعم مادي، وفي سن السابعة من عمره أجبر على العمل في ورشة، مرضت أمه  وهو في التاسعة من عمره، دخلت المصحة العقلية وبعدها بعامين توفي والده (المدمن على الكحول) بسبب تليف الكبد، عانت أم تشابلن لسنوات عديدة، كان يبقى بلا أكل لأيام عديدة هو وشقيقه، وخلال هذا الوقت لم تمنعه تلك الظروف من ممارسة مواهبه الكوميدية، حيث عزز موهبته المسرحية إلى جانب قدرته على الرقص، وجد طريقه إلى هوليود واشتهر بفنه الصامت المضحك، وبهذا أصبح أفضل ممثل سينمائي صامت على مر التاريخ.. أبراهام لنكولن من محامي فاشل إلي الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية

تشارلي تشابلن

فشل في عمله وطرد منه عام 1831، وأصيب بانهيار عصبي عام 1836، فشل في انتخابات 1856، قال “لم يكن لدي رفض للفشل؛ باعتباره عامل محفز لعدم الاستسلام” حيث واصل ولم ييأس في سعيه نحو النجاح، ترشّح مرة أخرى للانتخابات الأمريكية عام 1861، وفاز بها ليكون الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية، حيث الرفض الذي تلقاه في حياته لم يجعله يتوقف عن السعي نحو تحقيق هدفه ليكون رئيس البلاد.

وهناك الكثير والكثير من النماذج المهمة التي حوّلت فشلها إلى وقود وطاقة دفعتهم نحو النجاح وتحقيق الذات.

التاسعة بتوقيت الوصول إلي الهدف المنشود وتحقيق الحلم  والانطلاق نحو تحطيم القيود، هي عبارة عن تسع خطوات مترابطة، عليك اتباعها إن أردت أن تصبح ناجحا مؤثرا ومتميزا.

فهي عبارة عن روشتة علاجية أو وصفة طبية مختصرة للتخلص من القيود والوصول للهدف المنشود.

1- ترتيب الاولويات

علي الرغم من التطور التكنولوجي الذي توصلت إليه البشرية – إلا أن عدد ساعات اليوم مازالت كما هي 24ساعة فقط،  وعليك إنجاز الكثير من المهام في تلك الساعات القليلة، من عمل ومذاكرة وبحث وأعمال منزلية وغذاء وممارسة الرياضة ومقابلة الأصدقاء والنوم والراحة لكي تستطيع المواصلة والاستمرار.

عليك أن ترتب أولوياتك بتدوين كل الأمور التي يجب عليك فعلها. ثم أن تسأل نفسك أي المهام هي الأولي والضرورية والاكثر أهمية بالنسبة لك، التي تضعها رقم واحد، ثم التي تليها في الترتيب ثم التي تليها مستعينا بنظام (A,b,C,d).

2- وضع خطة مكتوبة محددة موضّح بها المهام المطلوبة مرتبة حسب الأهمية.

3- تحديد الزمن المحدد للتنفيذ والوسائل المستخدمة لتنفيذ كل مهمة علي حسب ما يناسب طبيعة المهمة المراد تنفيذها.

4- ضع لنفسك دافع وحافز شخصي لاستكمال المهام علي أكمل وجه.

كمكافأة شخصية كالذهاب للتنزه أو شراء شيء تحبه أو ترغب في اقتنائه أو عمل اتصال هاتفي مع شخص تحب التحدث معه أو شراء شوكولاتة، والحصول علي مشروب دافئ.

5- احلم وتخيل ولا تتنازل عن الوصول.

احلم ودافع عن حلمك بالسعي إليه، وخذ خطوات جدية وفعالة نحو تحقيقه، وتخيل مكانتك ومن هم أصدقائك ومدي تأثيرك في من حولك، وقراراتك المؤثرة واختياراتك المفضلة ومن هم شركاؤك في هذا الحلم، ووضعك المادي والاجتماعي بعد الوصول.

6- حطِّم كل القيود والعقبات التي تقف في طريقك ودافع عن أحلامك حتي تصل إليها.

إذا أغلقت في وجهك الطرق والأبواب؛ فتوقف عن اللوم والعتاب، وفكر في أسباب الغلق والحكمة من المنع، وحاول أن تتفادها وتتجنها وتصلح من ذاتك، وأن تجد مفتاحا حقيقيا يساعدك في العبور أو ابحث عن طريق مختلف آخر كي تعبر وتصل.

7- صاحب من يؤمن بك، ويدفعك نحو الأمام وتجنب المحبطين.

شخص واحد فقط يؤمن بك ويقدر إمكاناتك ويعزز ويدعم مواهبك ويدفعك دائما نحو التطور والتقدم ومواصلة السير هو المكسب الحقيقي في هذه الحياة؛ فتشبث به ولا تفلت يده.

8- ضع أهدافا جديدة وأحلاما مختلفة وتعلّم من تجارب الآخرين، واكتسب أدوات تساعدك علي تحقيق تلك الاهداف واكتسب المهارات التي تقدِّم لك الدعم  وانطلق نحو هدفك.

9- خيركم من تعلَّم العلم وعمل به وعلَّمه. لا تبخل علي أحد بمعلومة أو نصيحة.

ولا تنسي إنك كنت  في مكانه ذات يوم، وأرسل الله لك من قدّم لك يد العون والنصيحة وتتلمذت علي يديه.

وفي الأخير.. النجاح إرادة والتميز قرار، وبعد الليل “بييجي” نهار. فاصنع نهارك وتحرر من القيود التي تعيقك عن مواصلة المسير، وادفع سفينتك نحو الضوء تنجو وتصل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock