رياضة

كولر ينجح أخيرا.. في إقصاء الأهلي من كأس أفريقيا!

إلى السيناريو الأسوأ للمباراة.. قاد مارسيل كولر فريق الأهلي بأداء لم يقدمه من قبل في القاهرة.. دفاع عشوائي طوال المباراة، من أمام مرمى الشناوي.. لم يكن من الممكن أن ينجح في الحفاظ على شباك الأهلي نظيفة.. أمام فريق مثل صنداونز.. لديه من الإمكانات الفنية الكثير.. لا ندري من أقنع كولر أن نجاحه بالخروج متعادلا دون أهداف في بريتوريا، كان نصرا نهائيا يجب المحافظة عليه في القاهرة بأداء دفاعي بائس، مع تمكين الخصم من الاستحواذ على الكرة بنسبة تتجاوز الـ 60%.

خطة دفاعية عقيمة قررها كولر.. كان من الصعب أن توفر له عبورا آمنا نحو النهائي السادس على التوالي.. فريق لا يثق في قدرته على الحسم في ملعبه أمام أكثر من 70 ألف مشجع، لا يستحق الفوز والصعود للنهائي.. ليس هذا فحسب بل إن أداء الأهلي لم يعرف الإفاقة طوال المباراة، سوى بضع دقائق متفرقة، أحرز خلالها هدفه الوحيد من تسديدة قوية لطاهر محمد طاهر شبه المنفرد، بعد تمريرة سحرية من إمام عاشور.

كارثية خطة كولر امتدت بطول المباراة، ويكفي أن نقول أن أسوأ أداء للأهلي كان في الدقائق الخمس عشرة الأولى من الشوط الثاني، والتي شهدت استحواذا تاما على الكرة من لاعبي المنافس، دون أدنى محاولة من لاعبي الأهلي للتواجد الصحيح في منطقة المناورات لتقليل حجم الخطورة على مرمى الشناوي، الذي لعب المباراة تحت ضغط كبير.

هذه الفترة من عمر المباراة (الربع ساعة الأولى من الشوط الثاني) يعلم القاصي والداني أنها الفرصة الذهبية لقتل المباراة بهدف ثان، قبل أن يشرع الخصم في التعويض.

بدأ كولر المباراة بالثلاثي ربيعة وداري وياسر إبراهيم، وعلى الطرفين العش وهاني، وفي منتصف الملعب لعب مروان إلى جانب إمام عاشور وأحمد رضا، وفي الهجوم طاهر وجراديشار.

في الدقائق العشر الأولى تعمّد لاعبو صنداونز اللعب الخشن مع إمام عاشور وجراديشار، وحاول عاشور أكثر من مرة بناء الهجمات مستغلا سرعته، لكنه لم يجد المعاونة ولا الاستجابة المناسبة، اللهم إلا في كرة الهدف في الدقيقة 24.

الثلث ساعة المتبقية من الشوط الأول بعد الهدف مرت دون فرص حقيقية، لينتهي الشوط بتقدم الأهلي بهدف دون رد.

في الشوط الثاني كما ذكرنا أخرج كولر أسوأ ربع ساعة لعبها الأهلي في البطولات الإفريقية على ملعبه منذ زمن، ورغم خطورة هجمات صنداونز، واقتحامهم منطقة جزاء الأهلي أكثر من مرة، وإخفاقهم في هز الشباك في اللحظة الأخيرة؛ إلا أن كولر لم يحاول فعل أي شيء لوقف تلك الخطورة، ولم ينفع لاعبي الأهلي تشتيت الكرة، وعدم الاحتفاظ بها في أكثر فترات المباراة صعوبة.. هذا الأداء العقيم لم يكن من شأنه بث الثقة في لاعبي الأهلي وإقناعهم بإمكانية الخروج فائزين، حتى في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، كان طابع العشوائية، والتشتيت والتخلص من الكرة بأي صورة هو السائد بين لاعبي الأهلي، ليكمل مستر كولر “جريمته” في حق الفريق بإخراج إمام عاشور اللاعب الوحيد الذي كان يخفف الضغط على دفاع الأهلي باحتفاظه بالكرة لبعض الوقت، وإرسالها إلى الأمام، دون “تطفيش” ويدخل بدلا منه أكرم توفيق الذي لم يلعب كرة واحدة بشكل صحيح منذ نزل إلى نهاية المباراة.

كما أخرج كولر طاهر (صاحب الهدف) وأدخل بن شرقي، الذي لم يدركه الوقت لفعل شيء، وكان التغيير بعد إحراز صنداونز هدفه في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، عن طريق ياسر إبراهيم الذي أنقذ أكثر من كرة، وكان أكثر المدافعين تألقا في المباراة- بدخول الشحات وأفشة وخروج هاني ورضا. لتنتهي المباراة بالتعادل بهدف لهدف، ويخرج الأهلي من البطولة الأفريقية بعد احتساب قاعدة الهدف في ملعب الخصم بهدفين في حالة التعادل، وهي القاعدة الجائرة التي تخلصت منها أوروبا وتمسّكت بها القارة السمراء.

بنسبة كبيرة يسير الأهلي نحو موسم صفري، عن جدارة واستحقاق، بعد عناد غريب وغير مبرر من إدارة النادي التي صمَّت أذنيها عن كل الأصوات التي نادت بإقالة كولر قبل “خراب مالطة” لكن المجلس “ركب رأسه” دون مبرر، ونسي أن الصفقات الجيدة التي أنهاها هذا الموسم؛ استعدادا لكأس العالم للأندية- تظل بلا قيمة في عدم وجود مدرب قدير على أعلى مستوى.. أما السيد مارسيل كولر الذي أبعد لاعبين كثر، كان الأهلي في حاجة إليهم مثل ديانج وعبد القادر- فنقول له يكفي هذا وشكر الله سعيكم!

 

ماهر الشيال

باحث وكاتب ومحرر مصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock