نبرات الصوت مؤثر قوي، يخاطب المشاعر ويصل إلي القلوب ويؤثر في السلوك. فهل سألت نفسك ذات مرة، لماذا يصل صوتٌ دون غيره إلي قلبك، يخاطب مشاعرك يصيبك أحيانا بالحماس والإصرار، يبث داخلك الإقدام ويمدك بالطاقة والتحدي؛ لاستكمال ما بدأت.. إنها نبرات الصوت ذات الأثر العميق الذي يأخذ بالألباب، ويسحر القلوب ويستولي على الشعور.
أجرت إحدى الجامعات الألمانية بحثا، حول ما إذا كانت نبرات الصوت توضح بعض الجوانب في الشخصية أم لا.
حيث أوضحت دكتورة جوليا شتيرن، أستاذ علم نفس الشخصية البيولوجية في إحدى الجامعات الألمانية، أنه يمكن لأصوات الأشخاص، أن تترك انطباعا هائلا وفوريا علي المحيطين.
وتضيف شتيرن لو سمعنا للتو صوت شخص ما، دون أدلة مرئية عبر الهاتف -علي سبيل المثال- فإننا نعرف ما إذا كان المتحدث رجل أو امرأة أو طفل أو شخص أكبر سنا ومعرفة.. ما إذا كان الشخص يبدو ودودا أو حزينا أو عصبيا. أو يملك صوت جذابا والصوت أيضا له دلالات حول الثقة والهيمنة. فالناس يعبّرون عن بعض جوانب شخصياتهم بأصواتهم بالفعل.
فـلكي تكون مُؤثرا ولديك القدرة علي الاقناع- لابد أن تعرف أن الكلمات لها تأثير يصل إلى 7%، ونبرة الصوت تؤثر بنسبة 38%، ولغة الجسد توثر في الآخرين بنسبة 55%. وذلك طبقا لدراسات وأبحاث أجريت في جامعات عالمية.
وهناك دراسات وأبحاث، أكدت أنه يمكن تحليل الشخصية، من خلال نبرات الصوت، ومدي تأثير نبرات الصوت في الشخص الآخر وإقناعه بما تريد بيعه.
إن الصوت شيء فريد أكثر من البصمة، إنه يكشف عن شخصيتك ومزاجك واتجاهاتك ومشاعرك. إن نبرات الصوت تنقسم إلى حادة ورخيمة وعالية ومنخفضة وعميقة.
نبرة الصوت الحادة: قد تكون دليلا علي حب المغامرة.. ففي الأغلب أصحاب هذا الصوت هم من محبي الاكتشاف والبحث.
نبرة الصوت الرخيمة: فهو ذلك الصوت القوي الذي يعبر عن الوقار والكبرياء وقوة الشخصية.
نبرة الصوت المرتفعة أو العالية: قد تدل علي أشخاص يميلون إلى التحرر، وبالأخص إذا رافق الصوت المرتفع سرعة في التحدث. كما يدل علي الشعور بالأريحية (خَصْلة تجعَل الإِنسان يَرْتاح إلى الأَفعال الحميدة وبَذْل العَطاء) والقوة وحب المسئولية، فمن لديهم صوت عالٍ بالفطرة، يتمتعون بثقة عالية بالنفس، ولا يفكرون بالخجل بل هم أكثر قوةً وصلابةً.
نبرة الصوت المنخفضة: من يمتلك نبرة صوت منخفضة، فقد يدل هذا علي تمتعه بالمشاعر الفياضة والأحاسيس المرهفة. وغالبا يتمتعون بصدقٍ عالٍ كما أنهم من محبي الوفاء.
نبرة الصوت العميقة: غالبا ما يكون هؤلاء الأشخاص ممن لا يمكنهم التفكير إلا بأنفسهم فقط، فيكون لديهم حب الذات والمصلحة الشخصية. حب المطالعة، فهم في معظم أوقاتهم يبحثون على بعض الكتب لقراءتها والندوات لحضورها. كما يتمتعون بقوة الشخصية ولديهم القدرة العالية على المنافسة.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “أظل أهاب الرجل حتي يتكلم، فإن تكلم سقط من نظري أو رفع مكانته عندي”.
وقال الإمام علي بن ابي طالب -كرّم الله وجهه-: “الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام”.
ولاحظ الفيلسوف اليوناني سقراط -ذات مرة- أن كل تلاميذه أجابوا، عدا واحد فقط، فتوجَّه إليه قائلا: “تكلّم حتي أراك”.
وهناك من الناس من يرتدي أغلى الملابس، ويقتني أحدث السيارات، ويحتفظ لنفسه -دائما- بمظهر لامعٍ وجذاب- ولكنه حين يتحدث تجده ذا شخصية فارغة، فقير من حيث المضمون والفاعلية ومدي التأثير، وكأنه كان متخفيا وراء المظهر الخادع والشكل البرَّاق.
في الاخير.. علينا أن ننتبه حين نقدم أنفسنا للآخرين؛ فنختار الكلمات المناسبة، ونناقش بهدوء وننصت باهتمام.. نتحاور دون تعصب لرأي بعينه فـ “كل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر” يعني الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم.