في الرابع عشر من فبراير كل عام يحيي ملايين المحبين والعشاق في مختلف مناطق العالم “عيد الحب” أو “يوم الفالنتين”، . هذا اليوم يراه البعض حيلة تسويقية لبيع كميات هائلة من الشوكولاتة وبطاقات المعايدة والورد وغيرها من الهدايا التي تتفق وهذه المناسبة. بينما يراه آخرون بمثابة فرصة للتعبير عن مشاعرهم لمن يحبون. في كل الأحوال إذا كنت ممن ليس لديهم نية للاحتفال فعليك تجنب النزول إلى الشارع المصري في هذا اليوم، حيث يتحول كل شيء إلى اللون الأحمر، وتنتشر القلوب بمختلف أنواعها في الأنحاء رغم الزحام، ولكن هل تحتفل البلاد الأخرى على الطريقة المصرية؟ إليك أكثر الطرق تفردًا للاحتفال بهذا اليوم حول العالم.
اليابان.. يوم الشوكولاتة
يحتفل اليابانيون بأكثر الطرق غرابة على الإطلاق، فبدلًا من إهداء الرجال الشوكولاتة للنساء كالمعتاد، يجب على الفتاة اليابانية شراء الشوكولاتة في هذا اليوم لإهدائها ليس فقط لمن تحب وإنما أيضًا لجميع زملاء العمل الذكور. وهناك نوعان من الشوكولاتة ترمز كل منهما لطبيعة العلاقة بين الطرفين وهي: “جيري شوكو” وترجمتها “الشوكولاتة الإلزامية” ويذهب ذلك النوع إلى زملاء العمل كأداء للواجب ليس إلا، و”هونمي شوكو” وتعني الشعور الصادق والتي تعطى فقط للحبيب أو الزوج.
هذا لا يعني أن الرجال يتلقون الهدايا فقط، فمن أخذ “هونمي شوكو” يجب عليه رد الهدية أضعافا مضاعفة في اليوم نفسه من شهر مارس فيما يعرف ب “اليوم الأبيض” نظرًا لشراء الشوكولاتة البيضاء فيه، وهو ما يصب في مصلحة مصانع الشوكولاتة التي تحقق أعلى المبيعات في المناسبتين لارتفاع الطلب على منتجاتهم، حيث تقدر سوق الشوكولاتة في اليابان بما يفوق الخمسة مليارات دولار وفقًا لأرقام شركة “يورمونيتور إنترناشونال”.
كوريا الجنوبية.. مكرونة سوداء
يحتفل مواطنو كوريا الجنوبية يوم 14 من كل شهر وليس فقط في فبراير، فهناك يوم للحب ويوم للورد ويوم للنبيذ وهكذا، وتماثل طريقة احتفالهم بعيد الحب اليابان، إلا أن ما يميزهم هو “اليوم الأسود” وموعده 14 إبريل، ويكون مخصصًا للشباب الأعزب الذي لم يتلق أي هدايا سواء في عيد الحب أو في اليوم الأبيض، حيث يرتدون في هذا اليوم ملابس سوداء ويأكلون “الجاجانجميون” وهي نوع من المعكرونة الصينية التي تقدم مع صوص الصويا الأسود، وتعتبر واحدة من أرخص الوجبات ،والتي تقدمها بعض المطاعم مجانًا، وتعتبر تلك ممارسات شائعة يومها للتعبير عن حزنهم وحدتهم.
الفلبين ..موسم للزواج
لا يمثل هذا اليوم عيدًا للحب فقط في الفلبين، وإنما أيضًا للزواج، حيث يعتبره العشاق الفرصة الأنسب للزواج، وبالتالي تقام حفلات زفاف جماعية تضم مئات وأحيانًا آلاف الأزواج في مكان واحد، كما يشارك بعض المتزوجين أيضًا في اليوم لتجديد عهود زواجهم، وغالبًا ما تشارك الحكومة في نفقات تلك الحفلات كنوع من أنواع الخدمة العامة للمواطنين.
إيطاليا.. أقفال للحب
تعرف إيطاليا بأنها البلد الأكثر رومانسية في العالم لذا تقام فيها أروع الاحتفالات بعيد الحب حيث يعتبر يوما خاصا جدًا هناك. من بين عادات المحبين في هذا اليوم شراء أقفال وربطها في السلاسل الموجودة على الجسور بعد حفر أسمائهم عليها، ومن ثم رمي المفاتيح في النهر من جسر ريالتو، حيث يعتقد الإيطاليون أن الحب سيكون قويًا ومتماسكًا تمامًا كالقفل، بالإضافة إلى جلبه للسعادة والحب، من الهدايا المشهورة يوم عيد الحب في إيطاليا تبادل حبات الشوكولاتة بالبندق الصغيرة واسمها (baci perugina)
الدنمارك.. لغز وبيضة
أما في الدنمارك ،فيحتفل الدنماركيون بطريقة مبدعة وغريبة في آن واحد، حيث يكتب الشباب أشعارا مرحة وبسيطة ولها قافية، ويرسلونها لمن يحبون ، ولكن دون كتابة أسمائهم، وبدلًا من ذلك يضعون في التوقيع عددا من النقاط وفقًا لعدد حروف أسمائهم، فإذا تمكنت الفتاة التي تلقت الرسالة من توقع أو تحديد اسم صاحب الرسالة يعطيها بيضة في عيد الفصح، أما إذا لم تتمكن من كشف هوية المرسل فيكون عليها أن تشتري له البيضة في العيد ذاته كنوع من الاعتذار.
فرنسا.. حب وانتقام
قديما كان لدى الفرنسيين عادة مثيرة للفضول، حيث كان الشباب والفتيات يشكلون مجموعات في منازل مواجهة لبعضها البعض، ومن ثم ينادي كل شخص باسم من يحب من خلال النافذة ليلتقوا ببعضهم البعض. ولكن إذا لم يعجب الشاب بالفتاة التي اختارته يتركها تقف في الشارع، وبعد انتهاء مرحلة الاختيار تتجمع الفتيات اللاتي رُفضن ليحرقن صور من رفضوهم في الشارع كنوع من الانتقام منهم، إلا أن تلك العادة الغريبة خرجت عن السيطرة فحظرتها الحكومة الفرنسية في الخمسينيات لتعود فرنسا مرة أخرى إلى طابعها الرومانسي الهادئ حيث يتبادل العشاق الزهور والشوكولاتة وغيرها من الهدايا.
وعلى الرغم من تنوع طرق التعبير عن الحب في مختلف الثقافات، إلا أن لكل طريقة ما يميزها، حيث يرغب الجميع في الشعور بأنه محبوب، ليس بالضرورة بالمعنى الرومانسي، ولكن حتى بين العائلة والأصدقاء كما يحدث في بلدان مثل فنلندا التي تخصص اليوم لهذا النوع من الحب. ومع أنه لا يمكن تخصيص يوم بعينه للحب لأنه حاضر في تفاصيل حياتنا كل يوم، إلا أن فكرة التركيز على معاني الحب في يوم معين يمكن أن تهون على الناس مصاعب الحياة بإدخال شيء من البهجة والفرح على من حولنا.