عن سالف الأيام عن عمر مضى
مذ كان حلمي تافها يا بابا
.
مذ كان حلمي أن أدفيء لعبتي
وتشدني أيدي المساء غيابا
.
قد كانت الأيام تحنو بالتي
هي فيّ طبع حير الألبابا
.
هل كانت الأيام تعرف أنني
سأقابل الكون الفسيح إيابا
.
وأقول هذا ملء قلبي ذا الذي
خارت قواي أمامه فتصابى
.
إن شئت تحيُيني فكم أحييتني
فالنبض دون قراركم قد غابا
.
وبعين كل العاشقات أراك لي
بالبـال دومـا قائمـا أوّابا
.
ما ضرني شوق ألمّ بخاطري
آلاه شوق لم أقل إرهابا
.
يكفي لشمسي أن تكون الراعي أنتَ
وللنجـومِ الآتيـات سحـابا
.
تتبدل الأحوال رمشـاً ما بها
أين الذين عهدتهم أحبابا؟
.
ماذا جرى، الأمس يصعق لهفتي
والباقيات من الجوى أعتابا
.
ماذا جرى الأمس يحرق دفتيّ
الناجيات طلاسماً وضبابا
.
ماذا جرى الأمس يُدمي مقلتيّ
من النوى إذ جاءني المحرابا
.
يا نفس يكفي كم وكم كررتها
لكن ربوعي تستحيل خرابا
.
ما إذ هممت لكي أنوء َبقوةٍ
حتى تئن جوانحي إضرابا
.
قد ضل قلبي بليل في تشتته
كالذئب يهدي للورى أعنابا
.
عقم بدمعات الفراق يحفني
كم حال حول والحنين نصابا
.
ما كان ذنبي يازمان تواجدي
وأراه حالي بالدنا مرتابا
.
فلتنبئوا عني لحيظة مولدي
أني كرهتك غلّقي الأبوابا