رغم أداء المنتخب الوطني المشرف أمام منتخب البرتغال في لقائهما ضمن استعدادات خوض غمار منافسات كأس العالم في روسيا يونيو 2018، الذي شهد تألقا متوقعا من نجمنا محمد صلاح، بهدف رائع أحرج به برازيل أوروبا، إلا أن صحوة البرتغال المتأخرة في الوقت بدل الضائع ليقلبوا الطاولة علينا بثنائية كريستيانو رونالدو أفسدت علينا فرصة ثمينة للتفوق لا يسهل تعويضها.
وبعيدا عن إيجابيات التجربة التي يدركها الجميع، علينا أن نعي جيدا الدروس المستفادة من مواجهة البرتغال، والتي نسعى لرصدها في التقرير التالي:
1 – كوكا بديلا لمروان وليس العكس
منح الأرجنتيني هكتور كوبر المدير الفني للفراعنة عدة فرص لأحمد حسن كوكا مهاجم سبورتنج براجا البرتغالي، آخرها مباراة البرتغال، التي أكدت أن طريقة لعب كوكا لا تناسب أداء المنتخب.
عادة ما يلعب الفراعنة على التكتل الدفاعي، باستغلال سرعة محمد صلاح، ما يستدعي خروج الكرة من الدفاع في حالة الهجوم إلى محطة قبل وصول إلى صلاح أو تريزيجه، ودائما ما يفشل كوكا في أداء هذه المهمة، فطريقة تسلمه للكرة تحتاج لوقت كبير لن يسمح به أي دفاع، على عكس مهاجم الأهلي مروان محسن، الذي يجيد هذا الدور ويتمتع بمهارة كبيرة تسمح له بتشكيل خطورة هجومية.
لا يعني هذا الاستغناء عن خدمات كوكا، لكن الاستفادة به تكون أكبر في المباريات التي نحتاج إلى استغلال الكرات العرضية، وهي مهارة يمتلكها وتعد من أكبر مميزاته.
2 – تخفيف الضغط على تريزيجيه
أظهر محمود حسن تريزيجيه مجهودا خارقا طوال المباراة، يحتم على كوبر البحث عن حلول بديلة، فلا يمكن استمرار هذا الأداء طوال مباريات المونديال في مواجهات الفراعنة مع الأوروجواي ثم روسيا ثم السعودية، ما يجعل من المستحيل على تريزيجيه الأداء بنفس الطريقة وبذل نفس المجهود مع الفاصل الزمني القصير بين المباريات.
3- بديل عبد الله السعيد
أدى عبد الله السعيد مباراة متوسطة، بالنظر إلى وضعه غير المستقر عقب ازمته مع النادي الاهلي على خلفية توقيعه لنادي الزمالك وغضب الجمهور منه سواء في إقدامه أو تراجعه عن هذه الخطوة. وإذا ما استمر اللاعب على هذه الحال، محروما من خوض مبارايات النادي الأهلي في الدوري، أو حسم موقفه بالانضمام إلى نادي آخر سيفقد بالتأكيد حساسية المباريات، ما يحتم على كوبر سرعة تجهيز بديل عبد الله السعيد في الفترة المقبلة، في حال تراجع مستواه.
4- الهروب من فخ التكتل الدفاعي
ظهر المنتخب متوازنا طوال 90 دقيقة في مواجهة البرتغال، إلا أن لجوء كوبر إلى تكتل اللاعبين في منطقة الجزاء زاد الضغط على الدفاع، وحملنا الخسارة في آخر الدقائق.
لم تكن هذه المرة الأولى التي نتعرض فيها لمثل هذا الموقف، فقد تكرر ذلك في عدة مباريات سابقة أبرزها الخسارة من الكاميرون في نهائي إفريقيا، وأفلتنا منه بصعوبة أمام الكونغو في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ما يحتم البحث عن خطط مختلفة تجنبنا تكرر مثل هذا المأزق.
5 – عدم التفريط في استمرار صلاح للنهاية
من حق كوبر أن يبحث عن أفضل البدائل لمحمد صلاح، تحسبا لغيابه في أي مباراة لأي سبب، ما يمكن أن يبرر خروجه في مباراة ودية باعتبار مباريات تجريبة، لكن التجربة تثبت دائما أهمية بقاء صلاح في الملعب حتى صافرة النهاية في المباريات الرسمية، للإفادة من مهاراته العالية في منع دفاع الفريق المنافس من التقدم للمهام الهجومية مخافة انطلاقاته، ما يخفف الضغط على دفاع المنتخب.
6 – أزمة الكرات العرضية
دائما ما تمثل الكرات العرضية سواء من وضع الثبات او الحركة صداعا مزمنا للمنتخب في كل الاوقات، كما بدا في المباراة الأخيرة أمام البرتغال، ما يتطلب إيجاد حلول في هذه المرحلة، خاصة مع مواجهة المنتخب ثنائي هجومي خطير في المباراة الأولى امام أوروجواي، متمثلا في أديسون كافاني ولويس سواريز. ولا يواجه كوبر مشكلة في الاعتماد على اللاعب الأطول في هذا المركز مع توافر البدائل المتاحة، خاصة ثنائي وست بروميتش الإنجليزي أحمد حجازي وعلي جبر، لكن الأزمة تكمن في التركيز والتمركز الصحيح خلال اللحظات الاخيرة.