ثقافة

كيف تتجنب فخ «الإضافة»؟

يواجه متصفح المواقع المختلفة بعض العناوين التي يحس أنها غير صحيحة، لكنه قد لا يعرف السبب بالضبط. ومن ذلك مثلا:

* 10 أخطاء يجب تجنبها في حال وقع هاتفك في المياه

* شاب يرفض تسليم أسد للسلطات ويهدد بالانتحار في حالِ أُخذ منه بالقوة

* سأقطع رأس من يقطع رزقي وسأرتدي تنورة في حال حدث هذا

* التوريث الرئاسي يمكن أن يحصل في حال كان العهد ناجحا

هذا التركيب يتكون من عبارة (في حال) + (فعل)، وهذا تركيب عامي يستخدمه بعض اللهجات العربية.

ويجب هنا أن أشير إلى نقطتين متعلقتين به.

النقطة الأولى هي: أن الحالة المقصودة من وراء جملة مثل:

* ١٠ أخطاء يجب تجنبها في حال وقع هاتفك في المياه

حالة لم تحدث بالفعل، فالهاتف لم يقع في المياه. ولكننا يجب أن نتجنب أمورا  إذا حدث ذلك مستقبلا .

وهذا نعبر عنه في اللغة بأسلوب ”الشرط“، فنقول:

* ١٠ أخطاء يجب تجنبها إذا وقع هاتفك في المياه

فأداة ”الشرط“ إذا (ظرف لما يستقبل من الزمان) أي تفيد باحتمال حدوث أمر في المستقبل.

أما النقطة الثانية: فهي أن من يستخدم هذا التركيب، متأثرا بلهجته، أو بتكراره في بعض المواقع الإخبارية، خالف قواعد اللغة الفصيحة. والمصيبة أن بعض المتعلمين، بل المثقفين، يستخدمونه.

والخطأ يكمن هنا في أن من يستخدم هذا التركيب (في حال وقع هاتفك في المياه) أضاف كلمة (حال) إلى الفعل (وقع). وهذا لا يجوز في اللغة العربية الفصيحة.

ويرجع السبب في ذلك إلى أن أي تركيب إضافة في العربية يكون بين اسمين. فنقول :

* جواز سفر (بين اسمين كلاهما نكرة)

* هنود بريطانيا (بين اسمين نكرة + معرفة)

ولكن لماذا لا تتم الإضافة بين الاسم والفعل؟

يرجع السبب في ذلك إلى الفرق بين طبيعة الاسم وطبيعة الفعل. فالاسم كلمة تشير إلى ذات، كأن يكون شخصا عاقلا، مثل رجل وإنسان، أو حيوان أو جماد، مثل كلب ونبات.

أما الفعل فكلمة تدل على وقوع حدث معين في زمن معين، مثل (كتب) فحدث الكتابة وقع في زمن مضى. ومثل (يكتب)، فحدث الكتابة يقع في الزمن الحاضر.

ومن علامات الاسم أنه إذا كان نكرة، مثل، (رجل) و(إنسان)، و(كلب)، و(نبات)، يمكن أن نعرفه بإدخال (ال) التعريف فنقول:

* هذا الرجل أعرفه

* الإنسان ضعيف بطبعه

* الكلب الذي في بيتي مريض

* النبات الذي ذكرته معروف في العراق

ومن علامات الاسم أيضا أنه يضاف إلى غيره من أسماء. وفائدة الإضافة هي أنها تخصص، أي تحدد، معنى الاسم أو تعرفه. فـ(كتاب) تلميذ، محدد أكثر من (كتاب) وحدها. أما في (كتاب التاريخ) فالتاريخ عرفت (كتاب)، وكتاب اسم وهو هنا (مضاف) والتاريخ اسم أيضا وهو هنا (مضاف إليه).

أما الفعل فله علامات أخرى، ولا يمكن أبدا أن يكون نكرة، أو معرفة، ولا مضافا، ولا مضافا إليه، لأنه ليس اسما.

محمد رياض العشيري

محاضر في اللغة وأكاديمي وصحفي

Related Articles

Back to top button

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker