في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين، فاز مركز دراسات الوحدة العربية بجائزة “أفضل ناشر عربي” وهي جائزة استُحدثت مؤخرا ضمن الجوائز التي يمنحها المعرض، وذلك بالتعاون بين اتحاد الناشرين العرب، والهيئة المصرية العامة للكتاب. وقد تسلّمت المديرة العامة للمركز “لونا أبو سويرح” الجائزة ظهر الخميس الثالث من شباط/فبراير 2022، في معرض القاهرة الدولي للكتاب بحضور وزيرة الثقافة المصرية “إيناس عبد الدايم” ورئيس اتحاد الناشرين العرب “محمد رشاد” ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب “هيثم الحج علي” وذلك خلال حفل مميّز ضمّ ممثلين عن أهم دور النشر العربية وكبار الكتّاب والمفكرين العرب في أجواء ثقافية مميزة وحفاوة لا مثيل لها.
وفي عرض حيثيات اختيار الفائز، اعتبرت لجنة التحكيم- برئاسة الدكتور “شريف شاهين” وعضوية كل من الدكتور “جورج نوبار” والكاتبة “زينب عفيفي” والكاتب “عزت القمحاوي” – أنها اختارت المركز للفوز بالجائزة بعدما أجمعت على تميُزه بإصداراته السياسية والثقافية الضرورية لمستقبل الأمة العربية. وحيَّت المركز على إصراره وتمسكه بخياراته في المُحتوى وعلى الهوية البصرية المميزة، والتطور الملحوظ في تصميم الأغلفة.
وكانت اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب قد قرَّرت لأول مرة منح جائزة لأفضل ناشر عربي، وهي الجائزة الأولى في نوعها ضمن جوائز هذا المعرض. وقد فاز مركز دراسات الوحدة العربية بهذه الجائزة التي تصل قيمتها إلى 40 ألف جنيه مصري، مع العلم أن القيمة المعنوية للجائزة أهم، لأنها تصدر من بلد عربي ومن عاصمة عربية يمثلان قلب الوطن العربي وعموده الفقري ومركز الثقل الثقافي والحضاري فيه، فضلاً عن المكانة الفكرية والثقافية العالية التي تحتلها الجهة المانحة، أي اتحاد الناشرين العرب والهيئة المصرية العامة للكتاب. ويقدّر مركز دراسات الوحدة العربية هذه الجائزة عاليًا، كونها تؤكد قيمة الدور الفكري والثقافي الذي يقوم المركز به عربيًا وعالمياً و”صوابية” الخيارات التي يتبناها، وقيمة الإصدارات العلمية المحكّمة التي ينشرها، سواء الكتب، التي تجاوز عددها الألف وثلاثمئة كتاب، والتي قدمت بتنوع موضوعاتها وبعمق بحوثها وبجدية التزامها الموضوعي بقضايا الوحدة العربية والتنمية والتحديث والعقلانية والاستقلال الوطني والتحرر والديمقراطية والعدالة، كنزًا فكريًا وعلميًا ومعرفيًا لم تقدمه أي مؤسسة بحثية أخرى على الساحة العربية؛ أو المجلات العلمية المتخصصة، وعلى رأسها مجلة المستقبل العربي، التي تصدر شهريًا ومن دون أي انقطاع أو تأخر منذ خمس وأربعين سنة.
ونوّهت “أبوسويرح” بأهمية التكريم في القاهرة تحديداً “مدينة الفن والأدب والثقافة والتاريخ” مضيفةً أن التكريم “له مذاقه وقيمة خاصة جداً إذ يأتي من مصر حاضنة الأمة العربية ومركز ثقلها فذلك يمنحنا زخما، ويحفزنا للاستمرار بتزويد العقول العربية بالثقافة والمعرفة النوعية التي نأمل أن تساهم في طرح حلول للتحديات التي تواجه الأمة العربية”. كما نقلت تحايا جميع العاملين بالمركز، ومجلس أمنائه للجهات المانحة للجائزة والقيمين عليها ووزارة الثقافة المصرية ممثلة في الوزيرة “إيناس عبد الدايم”.
ونال مركز دراسات الوحدة العربية سابقاً العديد من الجوائز، نذكر منها جائزة الشارقة لدور النشر عن أفضل دار نشر لعام 2013.
ونجح مركز دراسات الوحدة العربية في المحافظة على إنتاجيته في ظل جائحة كورونا التي داهمت العالم منذ مطلع العام 2020، وتركت أثراً سلبياً على جميع القطاعات بما فيها قطاع النشر، فعمل المركز منذ بداية الجائحة على تطوير أدوات التواصل الرقمي وتكثيفها وعَقد شراكات مع كبرى المؤسسات العالمية والإقليمية للنشر الإلكتروني. كما نجح المركز في المحافظة على إنتاجيته في ظل الأزمات المالية والاقتصادية والسياسية والمعيشية المتشابكة التي يعيشها لبنان منذ نهاية عام 2019.
وفي إطار تطوّره المستمر وتحقيقاً لأهدافه استحدث المركز أواخر عام 2021، برنامج التدريب مساهمة منه في تقديم خدمات وبرامج التدريب والتأهيل وردم الفجوة المعرفية على المستوى العربي؛ فضلاً عن تأسيس وحدة “التفاكر” وتحليل السياسات وغايتها إعادة المركز إلى وظيفته الأساس بوصفه مركز فكر.
وسيظل مركز دراسات الوحدة العربية، الذي تأسس في بيروت عام 1975، من أعرق مراكز الأبحاث العربية كمركز متخصص في قضايا الوحدة العربية، يساهم في تعميق الوعي وتراكم المعرفة في قضايا الأمة العربية والتحديات التاريخية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، الداخلية والخارجية، التي تواجهها الأمة.