لم يكن أكثر المتفائلين ليتوقع فوز النادي الأهلي ببرونزية مونديال الأندية المقام في الإمارات؛ لأسباب عديدة بدأت بتحديد موعد البطولة الذي تعارض مع موعد بطولة كأس الأمم الإفريقية المقامة بالكاميرون، ما حرم الاهلي من جهود لاعبيه الدوليين في المباراة الأولى أمام “مونتيري” المكسيكي، التي استطاع الأهلي اجتيازها بأداء دفاعي محكم، واللعب على الهجمة المرتدة التي أسفرت عن هدف الفوز بقدم مدافعه محمد هاني.. ورغم وصول اللاعبين الدوليين قبل مباراة الدور نصف النهائي أمام “بالميراس” البرازيلي، إلا أن مشاركتهم لم تكن ذات فائدة كبيرة بسبب الإصابات والإجهاد الشديد؛ فكانت الهزيمة من البرازيليين متوقعة، حيث لم يؤد الأهلي المطلوب في ظل خطة “موسيماني” العقيمة التي اعتمدت على الانكماش الدفاعي، دون القدرة على الارتداد الهجومي السريع؛ فمُني مرمى الفريق بهدفين من خطأين ساذجين؛ في ظل غياب التركيز عن المدافعين وحارس المرمى؛ لتصبح إفاقة الفريق في الشوط الثاني بعد “فوات الأوان” في ظل تحكيم غير منصف من الحكم الفرنسي “توربان” الذي أشهر الكارت الأحمر في وجه أيمن أشرف في لعبة كان يكفي فيها الإنذار، كما تغاضى عن ضربة جزاء صحيحة للأهلي بعد إسقاط المدافع “دودو” لأحمد عبد القادر متعمدا، وأخرى في نهاية المباراة بعد التدخل العنيف مع محمد هاني، كما ألغى “توربان” هدفا لمحمد شريف الذي أودع الكرة المرمى بعد ارتدادها من الحارس البرازيلي– بداعي التسلل، فيما تكفّلت العارضة برد كرة وليد سليمان، ليخرج الأهلي مهزوما، ليلعب على البرونزية كما حدث في العام الماضي.
الأهلي في مواجهة الهلال
بصعوبة خسر الهلال مباراته في نصف النهائي أمام “تشيلسسي” بهدف دون رد، بعد أداء أكثر من جيد.. وكان الهلاليون قد اجتازوا الدور الأول بفوز مريح على الجزيرة منظم البطولة بستة أهداف لهدف واحد.. لذلك صبت معظم التوقعات لصالح فوز الهلال الذي دخل المباراة وهو في وضعية أفضل، مع ميزة إضافية بتعيين الفرنسي “توربان” لإدارة المباراة بعد أدائه غير الموفق في لقاء “بالميراس”.
بدأ الأهلي المباراة بالرباعي الدولي “السولية وحمدي فتحي وشريف وعبد المنعم” الذين قدموا مستويات ممتازة في المباراة التي تسيدها الأهلي منذ اللحظة الأولى في مقابل أداء هزيل (غير مبرر) من الهلال الذي لم يقدّر خصمه حق قدره بل تعامل بتعالٍ منذ البداية.
يتقدم الأهلي في الدقيقة الثامنة من عمر المباراة بهدف من ضربة رأس لياسر إبراهيم من عرضية متقنة لمعلول، ويشهر الحكم البطاقة الحمراء في الدقيقة الرابعة عشرة لماثيوس بيريرا البرازيلي، بعد لعبة عنيفة ضد السولية.. وقبل أن يفيق لاعبي الهلال من صدمة الهدف والطرد؛ ينجح ياسر إبراهيم في زيارة شباكهم مجددا في الدقيقة السابعة عشرة، بعد متابعته لتسديدة محمد هاني القوية التي تصدى لها العويس لتتهيأ له ليودعها المرمى برأسه بسهولة.
وفي الدقيقة السابعة والعشرين يشهر الحكم الفرنسي البطاقة الحمراء مرة أخرى في وجه لاعب الهلال محمد كانو الذي تعمّد ضرب ياسر إبراهيم داخل منطقة جزاء الأهلي دون كرة، ليكمل الهلال المباراة بتسعة لاعبين فقط متعرضا لضغط شديد من هجوم الأهلي الذي تبارى لاعبوه في إهدار الفرص السهلة قبل العودة للتهديف في الدقيقة الأربعين التي شهدت تلاعب مهاجم الأهلي أحمد عبد القادر بدفاع الهلال المستسلم، قبل أن يسدد الكرة في شباك العويس؛ لينتهي الشوط الأول بثلاثة أهداف دون مقابل بعد ست دقائق احتسابها الحكم وقتا إضافيا بدلا من الضائع.
في الشوط الثاني انخفض أداء الأهلي بسبب إخراج “موسيماني” لطاهر وهاني المتألق، وإشراك كريم فؤاد، وحسين الشحات الذي يظل علامة استفهام كبيرة بإهداره كل الفرص السخية التي يمنحها لها “موسيماني” دون تقديم أداء جيد، وقد تسبب أداء الشحات السلبي في تعطل العديد من الهجمات الأهلوية.. حتى الفرصة الأسهل في المباراة التي أتيحت له من تمريرة لشريف وهو منفرد تماما على بعد خطوات من المرمي، سددها برعونة غريبة أعلى المرمى.
وتشهد الدقيقة الخامسة والستين هدفا رابعا للأهلي من تسديدة صاروخية لعمرو السولية لم يستطع العويس التصدي لها. وتشهد الدقيقة السبعين هدفا خامسا للأهلي بقدم أحمد عبد القادر يلغيه الفرنسي بداعي التسلل، بعد أن قطع عبد القادر الكرة من منتصف الملعب وأوعها الشباك أثناء خروج الحارس.
ويحاول لاعبو الهلال تعديل النتيجة بإحراز هدف شرفي، لكن إصرار لاعبي الأهلي على الخروج بشباكهم نظيفة حال دون ذلك.
وفي لفتة طيبة من “موسيماني” يشرك كابتن الفريق وليد سليمان بديلا للمالي “إليو ديانج” المتألق الذي يبدو أن أيامه في الاهلي باتت معدودة، بعد تزايد العروض المقدمة للأهلي بخصوص انتقاله لأندية الدوري الإنجليزي… كما أشرك “بيتسو” قبيل نهاية المباراة محمود وحيد بديلا لمعلول، الذي لم يقدم مستواه المعهود منذ فترة.
لتنتهي المباراة بنتيجة قاسية بأربعة أهداف مقابل لا شيء ليحصل الأهلي على برونزيته الثالثة في مونديال الأندية في مشاركاته السبع ليكون أول فريق في تاريخ البطولة يحقق المركز الثالث ثلاث مرات.. وليكون أكثر الأندية مشاركة في البطولة من حيث عدد المباريات بـ (18) مباراة وبمجموع أهداف قدره (17) هدفا.
كما كان انتصار الأهلي اليوم على الهلال هو الفوز الاكبر له في البطولة، وأكبر فوز له على أندية المملكة العربية.. كما حقق “موسيماني” رقما خاصا بالمشاركة في ثماني مباريات من مباريات البطولة (مباراتان مع صنداونز وست مع الأهلي).
بهذا الفوز وهذا الأداء وهذه الميدالية يثبت فريق الكرة بالنادي الأهلي المصري، أنه فريق كبير بحق، ويستحق تصنيفه العالمي (المركز السادس والعشرين) وأنه دائما قادر على تحقيق الإنجاز حتى حين يتوقع له الجميع السقوط.. وكم أنت كبير يا أهلي!