الصدفة وحدها.. جمعت بين مجموعة شهادات، في وقت متقارب، حول ما جرى ويجري.. على أرض قطاع غزة.
الشهادة الأولى: جاءت على صفحات جريدة الغارديان البريطانية، حيث شن الكاتب سيمون تيسدال، هجوما حادا على مجرم الحرب الصهيوني بنيامين نتنياهو، واصفا إياه بـ الانتهازي.
ومضى تيسدال في مقاله؛ ليؤكد أن فكرة “النصر المطلق” التي يرددها المجرم المذكور، على مدار أكثر من عام.. هي فكرة واهمة، وأن سياسته هي مجرد “هياج عنيف كذاك الذي يمارسه همجي سكير”.
ويخلص الكاتب.. إلى أن المجرم الصهيوني، يُمعن في سياسة “حافة الهاوية” القائمة على الغريزة، وإن لعبته الدموية سترتد عليه وعلى دولته.
الشهادة الثانية: كانت على صفحات جريدة نيويورك تايمز الأمريكية، التي أكدت صعوبة “هزيمة” قوات الاحتلال للمقاومة في غزة.
وأرجع تقرير للصحيفة سبب هذه الصعوبة، إلى أسلوب حرب العصابات الذي اتبعته المقاومة الفلسطينية، والقائم على قيام مجموعات صغيرة العدد، بمهاجمة قوات الاحتلال بشكل مباغت، والانسحاب فورا بعدها.
وأكد التقرير أن أسلوب المقاومة المشار إليه أعلاه؛ يُشكّل خطرا على قوات الاحتلال، لاسيما في قطاع غزة المحاصر، من قبل الاحتلال. واستشهدت بواقعة تمكّنت فيها المقاومة الفلسطينية، من قتل ضابط في الجيش الصهيوني برتبة عقيد.
أما الشهادة الثالثة: فنشرتها مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية التي أكد تقرير لها أن مقتل القائد القسامي السنوار، لا يعني نهاية المقاومة في قطاع غزة.
وأوضح التقرير أن أسلوب “قطع الرأس” كما أسماه، بمعنى اغتيال القيادات.. لا يجدي عادة مع مقاومة منظمة، وأن لهذه المقاومة القدرة على إعادة تنظيم صفوفها والاستمرارية.
وفي لفتة هامة.. يؤكد التقرير أن سر قوة المقاومة الفلسطينية هي “روايتها للأحداث” وتقديمها ذاتها ككيان يتصدى للعدوان الصهيوني، ويمثل آمال وتطلعات الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن رواية المقاومة ورؤيتها لدولة الاحتلال- صار لها أنصار حول العالم، وخاصة من الناخبين الشبان في الولايات المتحدة، كما أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤخرا مؤسسة غالوب الامريكية، وأوضح أن غالبية الأمريكيين، ينظرون للحكومة الصهيونية الحالية نظرة سلبية للغاية.
الشهادة الرابعة: كانت على الموقع الإلكتروني لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في مقال لمراسلها في المنطقة العربية عمر عبد الباقي، الذي اعتبر أن الشهيد السنوار حقق في موته – على الأغلب- نتائج لا تقل عن تلك التي حققتها في حياته بل لعلها تفوقها.
وأوضح أن الصورة التي رافقت استشهاد السنوار، والتي تظهره وهو يقاتل قوات الاحتلال حتى الرمق الأخير قد سبب حرجا بالغا للاحتلال.
وأشار إلى أن الحرج هنا ليس قاصرا على الاحتلال؛ وإنما يمتد أيضا إلى ما أسماه بـ “الأنظمة الحليفة” للولايات المتحدة في المنطقة العربية، والتي تجد نفسها في موقف محرج، حين ترى شعوبها تمتدح السنوار، وترفع صوره.. وحين تجد خطباء المنابر في المساجد يشيدون به في خطبهم.
من اللافت حقا أن تأتي هذه الشهادات -المذكورة أعلاه- من قبل وسائل إعلامية امريكية وبريطانية، وهي صحف ومجلات لم يعرف عنها تاريخيا؛ تأييد المقاومة الفلسطينية؛ بل على العكس.. فقد اتخذت منذ بداية معركة “طوفان الأقصى” في أكتوبر من العام الماضي موقفا معاديا، وتبنت بشكل شبه تام الرواية الصهيونية للمعركة.
ومن اللافت أيضا أن هذه الشهادات -على ما فيها من إنصاف- تأتي من وسائل إعلام غربية، في حين لا تتورع بعض القنوات الإعلامية “العربية” أو قل الناطقة بالعربية عن الإعلان جهارا؛ عن تحيزها للعدو الصهيوني، إلى حد وصف قادة المقاومة لا سيما من نال الشهادة منهم بـ”الإرهابيين”!