يدخل محمد صلاح -نجم منتخبنا الوطني وأسطورة نادي ليفربول الإنجليزي- عامه الثامن مع فريقه. انضم “الملك المصري” لصفوف “الريدز” في صيف موسم ٢٠١٧/٢٠١٨. وعلى الرغم من سعادة اللاعب بالتواجد في ليفربول، وعشق الجماهير له؛ إلا أن قصة الحب الكبيرة -مثل معظم قصص العشق- قد تنتهي بالفراق في آخر هذا الموسم الكروي للبريميرليج.
ألقى محمد صلاح بقنبلة، عقب فوز الفريق على ساوثهامبتون بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في مباراة أنقذ فيها صلاح فريقه من التراجع عن الصدارة. فبعد أن كان ليفربول متأخرا سجل صلاح هدف التعادل، قبل أن يعود ويسجل هدف الفوز من علامة الجزاء.
بعد انتهاء المباراة، توجه أحد الصحفيين إلي صلاح، وسأله عن شعوره بعد اللقاء، فأكَّد أنه محبط قليلا؛ لأنه لم يتلقَ بعد أي عرض لتجديد تعاقده.
عبَّر صلاح لأول مرة عن ضيقه، وقد اقتربنا من أوائل شهر ديسمبر أي على بعد شهر فقط، من أحقية صلاح في التفاوض مع أي نادي جديد، والرحيل عن صفوف ليفربول.
تصريحات صلاح نزلت كالصاعقة على جماهير ليفربول، وجميع عشاق الكرة الإنجليزية والعالمية، وطبعا جمهوره في مصر والعالم العربي. يذكر أن هذه هي ليست المرة الأولى التي يعبِّر فيها صلاح عن رغبته في الاستمرار، ويوضح بشدة أن عدم استمراره لا يعود إليه، ولا للجماهير التي تعشقه في الأنفيلد؛ ولكن يعود لإدارة النادي ومُلَّاكه.
لنسترجع شريط تصريحات صلاح هذا الموسم: في يوم ١ سبتمبر بعد فوز عريض بثلاثية نظيفة علي الغريم التاريخي مانشستر يونايتد، صرح صلاح: أنه سعيد بمساعدة الفريق على الفوز، وتسجيل هدف اللقاء الثالث، وأنه يحاول الاستمتاع بآخر موسم له مع ليفربول قدر الإمكان.
في الثالث من نوفمبر الماضي، وبعد الفوز على برايتون، وتسجيل صلاح هدف الفوز كالعادة، نشر اللاعب منشور على منصة إكس، أرفقه بصورة احتفاله مع الجماهير بالهدف قائلا: “التواجد على قمة الترتيب هو قدر هذا الفريق.
جميع الأندية تفوز بالمباريات، ولكن يوجد بطل واحد في النهاية، أشكركم على دعمكم المثالي والمتواصل؛ ومهما يحدث في النهاية لن أنسى إحساس وفرحة التسجيل على أرضية هذا الملعب”.
تسلسل تصريحات صلاح يشير إلى أن اللاعب يريد البقاء في النادي وتمديد عقده “بشروطه” وتوقيت اختياره للتصريحات يعكس -بشكل كبير- ذكاء صلاح ووكيله حيث اختار صلاح دائما مخاطبة الجمهور، حين ينقذ الفريق ويضعه في خضم المنافسة على لقب الدوري الغائب منذ خمسة أعوام.
انقسمت الآراء حول تصريحات صلاح، ما بين تأييد كاسح من الجماهير لتصريحاته، ومطالبة الإدارة والمُلَّاك بالتجديد فورا لصلاح وبأي ثمن.. واتهامه بالغرور والأنانية.
أحد المنتقدين البارزين كان مدافع ليفربول السابق، وأحد رموز الفريق، چيمي كاراغر الذي هاجم صلاح بشدة، وأكد أن مصلحة الفريق أهم من ملف التجديد لأهم ثلاثة لاعبين في الفريق صلاح وفان دايك وأرنولد.
المؤكد أن صلاح أدار -بذكاء شديد- كيفية إرسال رسالة لإدارة النادي ومُلَّاكِه، وذلك من خلال تألق اللاعب الباهر، وتقديمه لواحدة من أفضل انطلاقاته هذا الموسم؛ رغم بلوغه عامه الثاني والثلاثين.
صلاح هو أكثر اللاعبين في ليفربول مساهمةً بالأهداف هذا الموسم بـ٢٢ هدفا، متفوقا على أقرب ملاحقيه النرويجي هالاند بفارق ٧ أهداف.
في احصائية لشبكة تي إن تي الأمريكية، كشفت أن أهداف صلاح وصناعته للأهداف، جلبت ١٧ نقطة لليفربول هذا الموسم، بدون تلك المساهمات ليفربول كان سيحتل المركز الثالث عشر، وكان نادي تشيلسي هو الذي سيتصدر جدول ترتيب الدوري.
المؤكد أن صلاح يلعب واحدا من أفضل مواسمه، ويثبت ذلك على أرضية الملعب في جميع المسابقات التي يشارك فيها فريقه، فهل ترضخ إدارة النادي لضغوط الجماهير، ورغبة صلاح في تجديد تعاقده، أم تكتب نهاية لأفضل صفقة للفريق الإنجليزي في العشر سنوات الأخيرة، وأكثر قصص العشق حرارة بين لاعب وجمهور ليفربول منذ زمن طويل.