بدأ مارسيل كولر بتشكيل جديد مغاير، للتشكيل المتوقع لطريقة لعب المدرب السويسري المعتادة مع النادي الأهلي، والذي اعتاد اللعب بطريقة ٣/٤/٣.
بمتابعة التدريبات الأخيرة للفريق، وإصابة كلٍّ من يحيي عطية الله وكريم الدبيس؛ توقَّع الجميع مشاركة أحمد نبيل كوكا في الجبهة اليسرى، ولكن قرر كولر البدء بالشاب مصطفي العش، القادم من صفوف زد في يناير الماضي.
اعتمد كولر علي خمسة لاعبين في الدفاع، ثلاثي في القلب، الثنائي أشرف داري وربيعة وعاد ياسر إبراهيم ليشارك مدافعا ثالثا، مع وجود هاني في الجبهة اليمني والعِش يسارا.
في وسط الملعب، شارك أحمد رضا، بجوار مروان عطية وإمام عاشور، بعد تألق رضا في مباراة بيراميدز الأخيرة، وتسجيله لهدف التعادل بدلا من أكرم توفيق.
أما ثنائي الهجوم فتكوَّن من: طاهر محمد طاهر، وجراديشار.
بدأ النادي الأهلي المباراة بتوازن شديد، مع غلق المساحات في الخلف، وترك الاستحواذ لأصحاب الأرض.
حاول صنداونز الضغط عن طريق الجبهة اليمنى؛ مستغلا تبادل المراكز بين مودو وماثيوز، ولكن نجح العش وياسر إبراهيم في إيقاف خطورة هذه الجبهة.
ظهر الأهلي لأول مرة في الثلث الأخير من مناطق صنداونز في الدقيقة ٢٠ عن طريق جراديشار، ثم عاد هاني في الدقيقة ٢٩ بعرضية لإمام انتهت في يد الحارس ويليامز. وضحت تعليمات كولر لطاهر بالنزول في العمق كثيرا، والضغط العالي لغلق مسارات التمرير لدفاعات ووسط ملعب صنداونز، وهو ما حدث في بعض الأحيان؛ لكنها أفقدت طاهر خطورته الهجومية، والتي لطالما كانت على الجناح.
نجح صنداونز في عدد كبير من التمريرات الناجحة، ولكن دون تشكيل أي خطورة على مرمى الأهلي.
جاءت الدقيقة ٤٤ لتعلن عن أخطر هجمات الأهلي، حين أرسل إمام عرضية متقنة لجراديشار، الذي خدع دفاع صنداونز، وتمركز بشكل ممتاز، وأرسل رأسية قوية لكنها ترتطم بالقائم الأيسر لمرمي ويليامز حارس صنداونز وتبتعد عن المرمى.
قدم الأهلي شوطا جيدا، ولم يُجرِ كولر أية تغييرات بين الشوطين؛ ليكمل الأهلي الأداء الجيد والمتوازن في الشوط الثاني.
كولر أجاد أيضا اختيار رجاله في هذه المباراة، فقدم جراديشار مباراة كبيرة، وكان محطة الأهلي الهجومية، ونجح في الفوز بالكرة والثنائيات الأرضية والهوائية، وحتَّى حينما لعب في الجناح الأيمن؛ شكَّل خطورة على مرمى صنداونز، كمهاجم متحرك تصعب مراقبته.
نزول راينرز بديلا للمهاجم شالويلي الخطير، الذي سجّل هدفين في مرمي الأهلي في آخر لقاء جمع الفريقين علي نفس الملعب، كان إعلانا صريحا من البرتغالي كاردوزو مدرب الفريق الجنوب أفريقي، أن دفاع الأهلي نجح في عزل اللاعب، ومنعه من أي خطورة على مرمي الشناوي.
في الدقيقة ٧٠ استغل الأهلي كرة شتتها دفاع صنداونز، سجل منها جراديشار هدفا، ولكنه ألغي بداعي التسلل.
العتاب الوحيد علي كولر في هذا اللقاء، أن آخر ربع ساعة في اللقاء، كانت تستدعي المغامرة قليلا، وإدخال أوراق هجومية؛ لأن الفوز كان في المتناول، والأهلي نجح في فرض أسلوبه تماما، على صنداونز في ملعبه.
قرر كولر إجراء التغييرات في الدقيقة ٨٩ من زمن اللقاء، بنزول أكرم بدلا من أحمد رضا، وبن شرقي بديلا لجراديشار.
ظهرت خطورة بن شرقي سريعا، عندما تلقّى الكرة الطولية من مواطنه أشرف داري؛ لينفرد بالمرمي ويسجل في الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، ولكن الحكم يلغي هدفا ثانيا للأهلي بداعي التسلل أيضا.
تنتهي المباراة، ويحقق الأهلي نتيجة جيدة -نوعا ما- ويلعب كولر واحدة من أفضل مبارياته منذ قرابة الشهرين، حيث كان آخر أداء جيد له أمام الإسماعيلي، حين فاز الأهلي برباعية نظيفة في ١٦ فبراير الماضي.
نتيجة كان يحتاجها الأهلي ولاعبوه معنويا بشدة، بعد أن خسروا آخر لقاء مع صنداونز علي هذا الملعب، بخماسية مقابل هدفين، في 11 من مارس2023.
ولكن النتيجة يجب ألا تخدع الأهلي، الذي يحتاج للفوز في القاهرة، وألا يسجل صنداونز وإلا تعقدت الأمور.
