أيام قليلة متبقية على إعلان النادي الأهلي رسميا تجديد عقد حسام البدري على رأس الإدارة الفنية للفريق الأول، ليواصل مسيرته الناجحة في حصد البطولات والألقاب لصالح القلعة الحمراء. ولا يختلف أحد على تطور أداء ونتائج البدري في الفترة الأخيرة، ما انعكس بالطبع على جماهير النادي ليرتفع مستوى قبولهم له كمدير فني، على عكس فترات سابقة، لكن ربما كان لافتا في الفترة الأخيرة تصريحات البدري المتتالية أنه لم يظلم أحدا في فترات تدريبه الفريق الأول للنادي.
في كرة القدم يتجلى الظلم في حرمان لاعب من فرصة هو جدير بها، أو تفضيل لاعب على آخر دون وجه حق .. فهل لم يظلم البدري حقا أحدا من نجوم فريقه في خياراته في تشكيل الفريق في المنافسات المحلية والخارجية؟
للإجابة على السؤال نستعرض في هذا التقرير نماذج يرى كثيرون أن ظلما طالها من حسام البدري، وربما كانت هذه فرصة للبدري لمراجعة النفس مع استهلال دورة جديدة له مع نجوم القلعة الحمراء.
أحمد الشيخ
خرج أحمد الشيخ للإعارة في الموسم قبل الماضي، هروبا من شبح دكة البدلاء إبان ولاية الهولندي مارتن يول، ثم تولى البدري المسؤولية خلفا للهولندي، ليلعب الشيخ مع مصر المقاصة ويقدم مستويات رائعة في منتصف الموسم، ما دفع البدري للقول وقتها: “لا أعلم سببا للتفريط في الشيخ بهذه السهولة”. وجرت بعدها محاولات مكثفة مع المقاصة لقطع إعارته واستكمال الموسم مع الأهلي، وهو ما رفضته إدارة المقاصة، ليعود الشيخ في نهاية الموسم للأهلي متصدرا قائمة الهدافين في المسابقة برصيد 17 هدفا.
توقع الجميع أن يكون الشيخ لاعبا محوريا في قائمة البدري، لكنه ظل حبيسا لدكة البدلاء وانعكس ذلك على ظهوره بمستوى ضعيف نظرا لقلة مشاركاته، ليطلب البدري مجددا اعارته الى الاتفاق السعودي.
جون أنطوي
إحدى الحلقات المهمة في سلسلة حلقات الظلم من البدري، بدأت حكايته في موسم 2012 / 2013، حينما جاء الى الأهلي طالبا الخضوع للاختبار أملا في الانضمام لبطل القرن، ليستمر في الاختبارات لمدة اسبوع، يقرر بعده البدري أنه لا يصلح لاعبا في الأهلي. بعدها انضم اللاعب إلى الاسماعيلي وتألق بشكل غير مسبوق، وحصد لقب هداف الدوري في الموسم 2013/2014 برصيد 11 هدفا، ثم 12 هدفا في الموسم التالي، لينتقل بعدها إلى الشباب السعودي في صفقة خيالية مقابل 2.2 مليون دولار.
ثم تعاقد الأهلي مع اللاعب مجددا مقابل مليون دولار، ليقضي أنطوي أسوأ فتراته في الكرة، ويتم اعارته في موسم 2016 / 2017 ويسجل 10 أهداف في 16 مباراة لعبها في الدوري، وثنائية في مباراتين لعبهما في بطولة الكأس. توقع الجميع بعدها أن يحاول البدري إعادته إلى الاهلي، إلا أنه رفض ليتألق في الموسم الحالي ويسجل 12 هدفا في 17 مباراة لعبها في الدوري.
شريف إكرامي
قد يتفاجأ العديد للوهلة الأولى من إدراج إكرامي ضمن أسماء اللاعبين المظلومين في عهد حسام البدري، إلا أن ما حدث مؤخرا قد يفسر ذلك، فالمتتبع الجيد للأمور سيجد أن إكرامي قدم أفضل مواسمه على الإطلاق في الموسم الماضي، حيث لعب 30 مباراة في الدوري خرج بشباك نظيفة في 23 مباراة منها، ولم تتلق شباكه سوى 9 أهداف، وهو سجل متميز للغاية. بعدها تأثر خط الدفاع عامة برحيل أحمد حجازي إلى “وست بروميتش”، ليحمل الجميع مسؤولية اهتزاز مستوى الأهلي إلى شريف إكرامي، وهو حكم غير منطقي، لإغفاله المسؤولية المشتركة بين الجهاز الفني والإدارة في عدم توفير بديل يغطي غياب حجازي.
ظلم إكرامي لم يتوقف على إبعاده عن المشاركة مع الأهلي فقط، إنما تضاعف لتهديد حلمه في المشاركة مع المنتخب في مونديال روسيا 2018.
عماد متعب
منذ تولى حسام البدري الإدارة الفنية في موسم 2016/2017، وحتى قبل وقت قريب كانت معظم تصريحاته ان عماد متعب من أهم اللاعبين في الأهلي، وأنه لا غني عنه على الإطلاق، ثم تفاجأ في اليوم التالي باستبعاده من قائمة المباريات، وتتوالى التصريحات والتأكيدات على أهمية متعب، ثم لا جديد ، ليصاب اللاعب بالإحباط ، خاصة مطلع الموسم الحالي بعدما أكد له البدري أنه ضمن أولوياته للعب وطالبه بعدم الرحيل، لكن الوضع بات أسوأ مما كان، ليستمر التراجع في أداء مهاجم الأهلي المخضرم، ويرحل إلى التعاون السعودي في محاولة لإنقاذ مايمكن إنقاذه، والتمسك بأمل الانضمام لقائمة المنتخب في المونديال.
عمرو بركات
تعاقد الأهلي مع عمرو بركات قادما من ليرس البلجيكي الموسم الماضي في صفقة تكتم عليها الأهلي لأهميتها كما تم الإعلان عنها، ثم يظل اللاعب المهم، بحسب قول البدري نفسه، حبيسا لدكة البدلاء لموسم كامل لم يشارك فيه سوى في مباراة رسمية واحدة، ليهرب من جحيم البدري إلى الشباب السعودي في فترة الانتقالات الماضية.
عبد الله الشامي
مطلع الموسم الحالي تعاقد الأهلي مع السوري عبد الله الشامي لتدعيم الدفاع في صفقة انتقال حر، ولم يشارك اللاعب في مباراة واحدة ليحسم المدير الفني مدى جاهزيته للعب من عدمه، ثم يستغني عنه النادي وينتقل إلى المصري، ليظلم البدري الأهلي بالتعاقد مع لاعب لم يلمس الكرة في مباراة رسمية واحدة، ويظلم الشامي في عدم منحه أي فرصة تذكر.
هؤلاء هم الأبرز في قائمة مظاليم الولاية الثالثة للبدري مع الأهلي، وسبقهم قائمة طويلة من المظاليم في مواسم سابقة، أبرزهم أحمد بلال والأنجولي جيلبرتو والمدافع أحمد السيد ومحمد شوقي، ثم كان صدامه الأكبر مع الثنائي الذهبي محمد أبو تريكة ومحمد بركات، خاصة الأخير الذي ألمح إلى أن ممارسات البدري معه دفعته للبحث عن عرض للرحيل عن الأهلي.
هتاف وتصفيق للبدري من جماهير الأهلي