ظاهرة قرصنة المحتوى الإعلامى تفشت في السنوات الأخيرة، وباتت واحدة من أخطر الأزمات التي تكاد تعصف بصناعة الإعلام فى العالم، نظرا لما تلحقه القرصنة من خسائر فادحة للقنوات الفضائية وغيرها تتجاوز سنويا مئات الملايين من الدولارات ويشتد خطرها يوما بعد يوم.
جهات عدة تسعى للحد من مخاطر القرصنة قبل أن تستشرى وتلتهم جسد الإعلام كله، في هذا الإطار استضافت دبي مؤخرا الاجتماع الدوري السنوي ل “تحالف ضد القرصنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، الذي ركزت مناقشاته على سبل مواصلة التصدّي لقرصنة المحتوى بكافة أشكاله وأنماطه. ضم الاجتماع ممثلين عن قطاعات البث والأقمار الصناعية في المنطقة، إلى جانب قطاعات إنتاج وتوزيع وعرض المحتوى الإعلامي، إلى غيرها من الجهات والمؤسسات والشركات ذات الصلة.
وأعلن “تحالف ضد القرصنة” خلال الاجتماع عن انضمام أعضاء جدد للتحالف، منهم تحالف ضد القرصنة الأميركي AAA، BEIN، Es’hailsat، Front Row، Muso، وMy HD، TMG . تضمّن الاجتماع تبادلاً للمعلومات والإحصاءات بين الأطراف المشاركة، مع اعتماد خطط ومنهجيات للمواجهة في المرحلة المقبلة.
وتناول الاجتماع تشخيص واقع عمليات القرصنة بشقيها الفضائي التلفزيوني ونظيره الالكتروني على شبكة الإنترنت، وتحديد المسؤولين عن تلك الانتهاكات، مع تسليط الضوء على القنوات التلفزيونية والمواقع الالكترونية الضالعة بعرض المحتوى المُقرصَن، وتفعيل السُبُل القانونية والأُطر التشريعية لمواصلة محاربتها بشكل إيجابي وفعّال.
في السياق ذاته، أعلن التحالف نجاحه في إيقاف بث عدد من القنوات التلفزيونية الضالعة في بث محتوى مقرصَن غربي وعربي، أبرزها على صعيد المحتوى الغربي: Top Movies للأفلام الأجنبية على القمر Yahsat، HOGAR Misr Elbalad للأفلام الأجنبية المقرصنة على القمر Eutelsat، وJosat للمنوعات المقرصنة على القمر Eutelsat.
كما أعلن التحالف نجاح جهوده في إيقاف بث أبرز القنوات العربية ذات المحتوى المقرصَن، ومنها “مصر الحياة سينما” و”2M Comedy” و”2M Film” على القمر Yahsat، قنوات “A سينما” و”موجة سينما” و”مصر الحياة” و”مصر البلد” و”بيروت سينما – B سينما” و”T فيلم” و”T سينما” و”T تاكسي” و”T كوميدي” على القمرEutelsat.
وتطرّقت الاجتماعات إلى تحديات القرصنة الإلكترونية، التي قدرت بنحو 2.71 مليار عملية تحميل (download) لمحتوى مقرصن على الانترنت خلال العام الماضي، فضلا عن أرقام أخرى لا تقل خطورةً تخص حالات بثّ وعرض محتوى مقرصَن رقمي على الانترنت، ما يستدعي مضاعفة الجهود للتصدي لهذه الظاهرة.