كشف فيلم وثائقي بثه تليفزيون “بي بي سي عربي” عن نماذج من الأخبار والتقارير المغلوطة أو المفبركة التي يتم بثها عبر حرب الأسلحة الإعلامية التي تستخدمها دول الشرق الأوسط لتضليل صناعة القرار في السياسات العامة للدول والتأثير على الرأي العام في العالم.
وقالت إدارة تليفزيون “بي بي سي عربي” في بيان صحفي إن الفيلم الذي يتم بثه اليوم الثلاثاء بعنوان “حرب الشاشات” يرصد ما تشهده منطقة الخليج العربي منذ الرابع والعشرين من مايو/أيار 2017، من حرب زادها الكلمات والصور، في أعقاب تفاقم الأزمة الخليجية التي تجسدت بقطع السعودية وحلفائها كل علاقاتها مع قطر، متهمة إياها بدعم الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة.
ويكشف تحقيق بي بي سي عربي كيف أن جوهر النزاع الجاري هو حرب إعلامية تهدف إلى السيطرة على الرأي العام العربي والتأثير على سياسة الولايات المتحدة الخارجية.
وأضاف البيان أنه بعد مضي عام تقريبا على المواجهة الدبلوماسية والاقتصادية بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، يكشف فيلم “حرب الشاشات” عن اسلحة التضليل الشامل هذه وما اذا كان الجمهور يستطيع فعلا معرفة ما يجري في الواقع في عصر الأخبار الزائفة وخداع “بوتات تويتر” (البوتات: برمجيات تقوم بمهام مراقبة التفاعل على الإنترنت والبحث والتصنيف وحتى الاحتيال وسرقة البيانات).
ويكشف الفيلم الوثائقي، الذي سيُعرض أيضا باللغة الانجليزية ضمن سلسلة “عالمنا” في خدمة بي بي سي العالمية، تجربة استخدام معلومات خاطئة أو معلومات مُضللة تترواح من الأخبار الزائفة وهجمات القرصنة الإلكترونية إلى المال الأسود (التمويل المقدم للمنظمات والجمعيات والنقابات غير الربحية بغرض التأثير في الانتخابات) وتضليل وسائل التواصل الاجتماعي في واشنطن ولندن.
ويبدأ الفيلم بما ادعته قطر بشأن قرصنة إلكترونية مدعومة من حكومة طالت قناتها التليفزيونية الرسمية، وأدت إلى بث خبر زائف من خلالها عن أميرها تميم بن حمد آل ثاني.
وبعد أيام، تعرض البريد الإلكتروني لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، يوسف العتيبة، إلى عملية قرصنة، وسُربت رسائله إلى صحف تتسم تغطياتها بالمبالغة والإثارة.
وكانت تلك المشاهد الافتتاحية في معركة لكسب العقول والتأثير على الرأي اندلعت في كل أشكال المنصات الإعلامية، إقليميا وعالميا، والتي سعى هذا التحقيق الاستقصائي إلى تتبعها عبر آلاف الساعات من التغطية التليفزيونية للكشف عن الاستقطاب الحاد بين القنوات الإعلامية على جانبي المواجهة، على صعيدي اللغة التي تستخدمها والقصص التي ترويها.
يتطرق الفيلم أيضا إلى وسائل التواصل الاجتماعي ويكشف كيف هيمنت الحسابات الزائفة أو (البوتات)- التي تراقب وتجمع وتصنف التفاعلات آليا في هذه الوسائل وتحاول التأثير عليها- على المحادثات في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يستخدم كلا الطرفين “جيوشا إلكترونية” من هذه البرمجيات لدفع أجندته وتسليط الضوء عليها في موقع تويتر.
ويخلص الفيلم الوثائقي إلى التساؤل: كيف نعرف ما هو أهل للثقة في عالم يتيح لنا ،على ما يبدو، مدخلا غير محدود للحصول على المعلومات ونواجه فيه سيلا غير متناه منها؟.