نتعرض خلال رحلة الحياة إلى الرفض، تتقدم إلى إحدى الوظائف وأنت متيقن من القبول فتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، أو تبوح بمشاعرك الصادقة إلى أحدهم فيصدمك بالرفض، وغيرها من المواقف التي نعيد معها حساباتنا، أحيانًا نتقبل الأمر باعتباره جزءا من طبيعة الحياة شئنا أم أبينا، وأخرى نرفض الرفض فتسحبنا دوامة من الألم والإحباط وفقدان الثقة بالنفس. السؤال هنا هل يمكن للرفض أن يتخذ منحى إيجابيا؟ إجابة هذا السؤال تعتمد على من يجيبه، ولكن بشكل عام: نعم.. يمكن للرفض أن يكون واحدا من أكثر الأشياء إيجابية في حياتك!.
“لا” واحدة تفتح أمامك أبواب ألف “نعم”
يمكن أن تكون “لا” واحدة مفتاحك لنجاح لم تكن تتخيله يومًا، فإذا لم يُطرد “والت ديزني” من عمله بسبب “انعدام خياله وافتقاره للأفكار الجيدة” حسب وصف رئيسه، لم يكن “ديزني” ليؤسس شركته الشهيرة التي أنتجت عددا لا نهائي من الأفلام الكرتونية والشخصيات التي لمست ملايين الأطفال والكبار على حد سواء حتى يومنا هذا، لذلك فإن كل رفض يعتبر بمثابة فرصة للقبول في أماكن أخرى مع أشخاص آخرين قد يكونوا أفضل وأكثر قدرة على فتح أبواب جديدة أمامك للنجاح، والسعي وراء أحلامك، المهم أن تعرف كيف تستغل تلك الفرصة لتدفعك إلى الأمام.
الأمر ليس شخصيًا
أن يرفضك أحدهم في مقابلة عمل، أو أن ترتبط في علاقة إنسانية مع شخص ما ويختار ألا يكمل الطريق معك، فإن هذا لا يعني أنه تم رفضك كليًا كشخص. لا تنسى أن الكاتبة “ج. ك. رولينغ” التي ألفت سلسلة “هاري بوتر” الشهيرة رفُضت أيضًا في بداية حياتها من قبل اثنى عشر دارا للنشر قبل أن توافق دار نشر مغمورة على نشر ألف نسخة فقط من روايتها التي حققت نجاحًا باهرًا وحصدت العديد من الجوائز. تبيع “رولينغ” اليوم أكثر من 400 مليون نسخة من رواياتها وباتت واحدة من أكثر النساء نجاحًا في بريطانيا، فقط لا تستسلم وواصل السير في طريقك وستبلغ وجهتك يومًا ما.
ضع المستقبل نصب عينيك
حاول ألا تتعرض للرفض للسبب نفسه مرتين، اعرف أسباب رفضك وعالجها وطور من نفسك حتى تتجنب الوقوع في الخطأ ذاته مستقبلًا. تعتبر “أريانا هافينغتون” مثالًا يحتذى به في هذا الشأن حيث ترشحت عام 2003 أمام “أرنولد شوارزنيجر” للحصول على منصب حاكم كاليفورنيا، إلا أن استطلاعات الرأي أظهرت حصولها على 2% فقط من الأصوات ما أدى إلى انسحابها، ورغم فشلها في الحصول على هذا المنصب إلا أنها تعلمت الكثير عن نفسها وعن فنون التواصل وكيفية التأثير في قلوب الناس وعقولها والأهم من ذلك قوة الإنترنت، لتؤسس عام 2005 موقع “هافينغتون بوست” الشهير وتصبح واحدة من أكثر النساء تأثيرًا في الإعلام عام 2009 وتبيع شركتها مقابل ملايين الدولارات بعد ذلك بعامين.
تقبل الرفض
كل من رفضك سواء في عمل أو علاقة أو حتى رفض رأيك تعرض أيضًا للرفض بطبيعة الحال، لكن ذلك لم يعقه عن مواصلة حياته. الرفض جزء من الحياة فلن يصفق لك الجميع، ولن يتفق الناس على شخص مهما كان ذكيًا أو موهوبًا أو رائع الصفات، ومع كل رفض يأتي قبول في مساحة مختلفة من الحياة، ورغم ما يسببه الرفض من ألم إلا أنه أيضًا يجعلنا أقوى وأكثر نضجًا وانتقائية في خياراتنا. يضيف الرفض طابعا مميزا للحياة يجعلها أكثر تحديًا بالنسبة لنا، فستكون الحياة مملة إذا حصلنا على كل ما نريد طوال الوقت، وهناك العديد من القصص التي تدور حول أشخاص لا يسمعون كلمة “لا” أبدًا وكل طلباتهم مجابة فيؤول بهم الأمر إلى الانتحار!. “لا” ليست بالضرورة كلمة ذات معنى سلبي، وإنما تحمل في طياتها محفزات تدفعنا للأمام دفعًا لنخرج من منطقة راحتنا ونستكشف ذواتنا الحقيقية، وعندها لن يمثل الرفض مصدر قلق على الإطلاق لأن القبول سيكون حليفنا الدائم.