عملاقان في الفكر والثقافة والأدب والصحافة والإبداع، جمعت بينهما قواسم كثيرة، ولم تفرق بينهما خلافات متعددة.
كلاهما عاش إلى ما بعد التسعين، (محفوظ 95، وهيكل 93)، ولدا في الربع الأول من القرن العشرين، بفارق 12 سنة (محفوظ 1911، وهيكل 1923)، وسبق محفوظ إلى الرحيل (2006) ولحق به هيكل بعد عشر سنوات (2016) ، حفلت حياتهما بالحيوية والعطاء والانجاز، وبقي غيابهما حافلاً بالحضور الطاغي.
صنع كل منهما نفسه، وبنى أسطورته الذاتية، الأول أديب في عالم السياسة، والثاني فيلسوف في عالم الأدب، وكلاهما صاحب رؤية عميقة ودراية كاملة بموقع مصر وتاريخها ومكانتها. كان هيكل يكتب المقال أقرب إلى لغة السيناريو، ومحفوظ يكتب الرواية أقرب إلى لغة الصحافة، وكانت لكل منهما انحيازاته الفكرية والسياسية، يجمع بينهما انتماء للوطن فوق كل انتماء، وصعد كل منهما على سن قلمه إلى قمم المجد، أحدهما احتل قمة الصحافة، والآخر احتل قمة الأدب.
منذ البدايات الأولى أعطى هيكل نفسه ووقته وجهده لأجل الصحافة، وكان قرار محفوظ المبكر أن يهب نفسه وأدبه وفلسفته وتجربته لفن الرواية وحدها، فبرزا وتفوقا وأصبح كل منهما العلامة المسجلة لمهنته، بل العلامة الأهم عالميا.
كانت روح الأدب تسكن قلم الصحفي الشاب في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي، وظلت ملازمة له حتى آخر ما خطه على الأوراق، وهو أمر تظهره بوضوح كتبه ومقالاته على مدار سبعين سنة ظل يعمل خلالها بالصحافة، منذ البداية كان يعرف ماذا يريد بالضبط.
تعرف عليه الكاتب الروائي فتحي غانم في أواسط الأربعينيات، وكان وقتها قد عُين في إدارة التحقيقات بوزارة المعارف، ومعه عبد الرحمن الشرقاوي، وأحمد بهاء الدين. كان هيكل آنذاك محرراً شاباً في مجلة «آخر ساعة» يذهب إليهم للحصول على أخبار تحقيقات ينشرها، وكان يردد دائماً ومبكراً جداً، وربما في الأيام الأولى من الثورة: «الحاكم يحتاج لصحافي يعبر عنه»، ويقول بقناعة مطلقة: «وسأكون أنا هذا الصحافي»، وكان فتحي غانم يرد عليه: «الأدب أبقي من السياسة وأفضل”، ويضحك هيكل وهو يقول له: «خلاص، لك الصفحة الأخيرة، ولي الصفحة الأولي”، وكانت الصحف وقتها تنشر الأعمال الأدبية في صفحاتها الأخيرة، بينما تقتصر الصفحات الأولى على الأخبار والقصص السياسية.
فتحي غانم عبد الرحمن الشرقاوي أحمد بهاء الدين
هكذا ومبكراً جداً، كان هيكل يعي ما يريد، وكذلك فعل نجيب محفوظ الذي حسم انحيازه الى الأدب بعد فترة قصيرة من التردد بين الأدب والفلسفة التي كان سجل لدراسة الماجستير فيها، ولكنه قرر في النهاية أن يسلك “طريق الرواية” الذي لم يكن قد تم تعبيده بعد.
حتى الزواج الذي هو من سنن الحياة، ظل نجيب محفوظ يخشى من أن يؤثر بالسلب على مشروع حياته الأصلي، كان يعتقد بأنه سيكون عائقاً أمام العمل الأدبي، ولم يتعجل الزواج حتى تجاوز الأربعين كي لا يربك حياته في مسؤوليات صعبة، وحين اختار شريكة حياته الزوجية اختارها على مقياس واحد، أن تدرك أن قانون حياته الذي يحكمه ويتحكم فيه هو “الأدب” ولا شيء غيره.
تجمع بينهما أشياء كثيرة، وتفرقهما أشياء أخرى متعددة.
أول ما يجمع بينهما أسلوب الحياة المنضبط، تلك العبقرية في أسلوب العمل والانضباط على نظام حياة كل شيء فيه يخضع للتنظيم الدقيق، وتلك القدرة الفريدة التي امتلكها كل منهما على تنظيم الوقت، التي تصل إلى حدود الصرامة، انطلاقاً من إدراك عميق بأن الزمن ثروة الإنسان الكبرى، لكل دقيقة أهميتها، ولكل ورقة أرشيفها.
كان كل منهما منظما ودقيقاً، كساعة سويسرية، يعمل بدأب النحل، من حظ الصحافة والرواية أنهما وجدتا صحفيا وروائيا موهوبين، كرس كل منهما حياته كلها للفن الذي يحبه ويتقنه. لم يشرك أي منهما مع فنه أي نوع آخر من العمل، حتى أصبح من الصعب أن تذكر الصحافة العربية بدون اسم محمد حسنين هيكل، أو أن تذكر الرواية العربية بدون اسم نجيب محفوظ.
“نظام الحياة اليومي” المنضبط هو الذي صنع المناخ الملائم لإبداع ينطلق، وكان سبباً مباشراً ومهما وراء أن يبقى كل منهما على أعلى قمة جبل العطاء والتألق، في الفكر السياسي والتاريخي والأدبي. الانضباط لم يكن فقط أهم خصائص شخصية كل من هيكل ومحفوظ، ولكنه كان هو السر وراء نجاحهما، ووراء الانتاج الكبير الذي تركه كل منهما وراءه للأجيال القادمة.**
تنظيم الوقت والتخطيط لأكبر استفادة منه كانت موهبة كل من هيكل ومحفوظ، عوًّد كل منهما نفسه على السلوك شديد الانضباط. ويذكر «حرافيش» نجيب محفوظ وأصدقاؤه كيف أنه كان يبدأ جلسته معهم في موعد ثابت لا يتأخر ولا يتقدم، كذلك ينهيها في موعد محدد، ينظر إلى ساعته ويقول واقفاً: «يلا بينا»، فتنتهي الجلسة.
يمكنك أن تضبط ساعتك عليه، يقول الأديب الساخر محمد عفيفي: «يستطيع جيران محفوظ أن يضبطوا ساعاتهم على مواعيد نشاطاته المختلفة، مرة في الصباح لحظة خروجه من البيت لعمله الوظيفي، ومرة في المساء لحظة إطفاء النور في حجرة مكتبه.
هو لم يكن أحد أولئك الذين يجلسون للكتابة في أية لحظة، وإنما للكتابة، مثل صلاة الجمعة، لحظة معينة محددة، لا يجوز إلا بها، كذلك يستطيع الجيران، وهذا غريب بعض الشيء، أن يضبطوا ساعاتهم على اللحظة التي ينطفئ فيها النور في حجرة مكتبه، معلناً عن انتهائه من الكتابة. فنجيب يجب أن يكف عن الكتابة في اللحظة المحددة لذلك، مهما كان لديه من أفكار جاهزة تلح عليه أن يدونها، وفي لحظة الكف هذه، يكف مهما كان من أمر تلك اللحظة، التي ربما حلت وقد انتهى من السياق، إلى حرف جر فيلقي القلم وينهض من دون أن يكتب المجرور».
وهيكل ملك الانضباط، ظل طول عمره ينام عند الساعة العاشرة مساء، لم يخرج عن ذلك إلا في بعض الحالات النادرة حيث يمتد به السهر الى الحادية عشرة. في أحد اجتماعات مجلس نقابة الصحفيين برئاسة النقيب السابق ابراهيم نافع وكان وقتها رئيس مجلس ادارة وتحرير جريدة الأهرام، ظل نافع يطلب من المجتمعين اختصار الجلسة ليتمكنوا من حضور مجلس العزاء لأحد أقارب هيكل، وظل يذكرهم بأن الاستاذ هيكل لا يسهر، ولابد أن يكون في سريره عند العاشرة، حتى قال له أحد الأعضاء :هذا مأتم وظرف استثنائي، وأكيد الاستاذ هيكل سيراعي ذلك، فرد نافع عليه بتلقائية : “لو هو نفسه مات ها يكون في سريره كما تعود دائما عند العاشرة”. .!!
ويحكي محمود السعدني أن محمد حسنين هيكل طلب إليه العمل في مجلة ساخرة كانت «الأهرام» تنوي إصدارها، وحدد له موعداً في الساعة الثامنة صباحاً، غير أن السعدني وصل متأخراً عن موعده بنحو ساعتين، فلم يحادثه هيكل في أي شيء يتعلق بعرض العمل في الأهرام، ودار الحديث في موضوعات عامة. وبذكاء السعدني وخفة ظله أراد أن يخفف وقع عدم الالتزام بالموعد المحدد له، فقال لهيكل: «لأنك بتصحى بدري، وأنا أصحى زي ما أنت شايف، فأنا محمود السعدني اللي على باب الله، وأنت هيكل اللي مع الرئيس وانت رئيس أكبر وأهم جريدة في الشرق الأوسط كله».
الساخر محمود السعدني
جمعت أجواء القاهرة الفاطمية وحي الجمالية والحسين بين طفولة كل منهما، تربيا في شوارعها، فجمعت بينهما سمات المكان المسكون بعبق التاريخ، والزمان الذي تتصارع فيه قيم الأصالة مع محاولات التحديث. كلاهما ابن لأسرة متوسطة الحال، كان والد نجيب موظفاً، وكان والد هيكل تاجر حبوب.
كان للأم دور كبير في حياة العملاقين، نجيب كان آخر العنقود بعد تسع سنوات لم تنجب فيها أمه، نشأ في ظل محبتها الفياضة، ولم يكن معه في البيت غير أبيه بعد زواج أخوته، وكانت أمه تجول به على المتاحف والآثار والكنائس والأديرة والمساجد والأضرحة وتأخذه معها في زيارات متكررة إلى الأهل في أحياء العاصمة، فرأى كثيراً من مناطق القاهرة، وتعلم منها حب الموسيقى، وعلمته أهم قيمة في حياته، قيمة التسامح تلك التي ظلت لصيقة بشخصيته حتى اللحظة الأخيرة.
أم هيكل كانت هي الموجه الأساسي لمسار حياته، ساعدها في ذلك شقيقها سلام، وقد أصرت على تعليمه تعليماً نظامياً في مدرسة رسمية، ولم تكتف بحفظه للقرآن ومحو أميته الأبجدية، غرست فيه بذور الطموح والالتزام والنظام، وعندما تخرج في مدرسة التجارة المتوسطة، بدأ حياته العملية والتحق بعمل بسيط، وبالصدفة وجد طريقه إلى الصحافة، لينطلق في بلاطها بخطوات ثابتة حتى يصير ملكها المتوج.
الاستقرار العائلي أحد الأشياء التي جمعت بينهما، لعب دوراً مهماً في حياة كل منهما، فمثل هذا الاستقرار يوفر للكاتب فرصة التفرغ التام لإبداعه وكتاباته. كان البيت بالنسبة لهما هو السكينة، لم يدخله أحد من الغرباء، هذا ما فعله هيكل، أما بيت محفوظ فقد ظل سراً من الأسرار حتى يوم الخميس 13 أكتوبر سنة 1988 يوم حصوله على ” نوبل”.
جمعت «الأهرام» بينهما أيضاً، منذ نشر هيكل له رواية «أولاد حارتنا» في نهايات سنة 1959، ثم بالتحاق محفوظ بالعمل في المؤسسة التي كان يرأسها هيكل في عام 1971 بعد خروج محفوظ إلى المعاش من وظيفته الحكومية، وظلت بينهما علاقة من طبيعة خاصة جداً، يسودها التقدير المتبادل، ولا تتحكم فيها اختلافات الانحيازات السياسية ولا الخلافات الفكرية.
انضمام محفوظ إلى «الأهرام» له رواية رائجة تقول إنه لم يقبل الانضمام إلى من سبقوه إليها أمثال توفيق الحكيم وحسين فوزي وبنت الشاطئ ولويس عوض وغيرهم، الذين خصص لهم هيكل الطابق السادس من المبنى ليكون مقرا لأهم كتاب وأدباء العصر. يقول هيكل: «كان الحكيم أول أديب كبير أستعين به في «الأهرام»، وذهبت بعد ذلك إلى طه حسين في بيته «رامتان» بشارع الهرم، وعرضت عليه الانضمام إلينا، ولكن خلافاته مع الحكيم جعلته يعتذر قائلاً: «أنت يا سيدي لا تعرف غير صديقنا توفيق الحكيم، وأدعو الله ألا تُخدع فيه كما خُدعنا فيه». كان طه حسين يملك «اعتزاز المفكر» فاعتذر وقبلت اعتذاره». أما محفوظ فقد آثر وظيفته الحكومية عندما عرض هيكل عليه الأمر، خلال الاحتفال بمناسبة بلوغه الخمسين من عمره، وكان وقتها كاتباً متعاوناً مع «الأهرام»، قال له: «سيبني لما أطلع على المعاش، أنا ها أخد معاش كامل لأن مدة خدمتي كبيرة، ومعاش الحكومة مضمون».
لويس عوض بنت الشاطئ توفيق الحكيم
بدا نجيب محفوظ نفسه متشككاً بهذه الرواية، حين التقى العملاقان بمبادرة من مريديهما بعد فترة طويلة من خروج هيكل من «الأهرام»، سأله أحد الحضور مشاغباً: أستاذ نجيب، كنت تقدر تدخل مكتب هيكل في الأهرام بسهولة؟ ضحك هيكل قائلاً: حرام عليكم، بلاش كده. وتدخل محفوظ: على فكرة، لما كان فيه مسألة أدبية لم يكن هيكل يستدعي توفيق الحكيم أو يستدعيني وإنما كان يأتي بنفسه لنا ويقعد معنا، هذه حقيقة، هو كان مدلع «الدور السادس» .
في هذه الجلسة سُئل هيكل: متى عرضت على الأستاذ نجيب الكتابة في الأهرام؟ أجاب: عرضت عليه من بدري، ووسطت الأستاذ توفيق الحكيم، مش كده يا نجيب ولا إيه؟، فقال نجيب: هو أنا كنت محتاج واسطة، دا أنا ما صدقت. فاستطرد هيكل يقول: توفيق الحكيم رجع لي ليقول إن نجيب محفوظ لن يتفرغ للأهرام إلا بعد أن يسوي معاشه في الحكومة. تدخل محفوظ في الحوار مستغرباً: توفيق قال كده؟ فقال هيكل: أيوه، ده اللي حصل، فقلت له حاضر يا سيدي وجلسنا ننتظر معاشك.
ولا شك في أن استغراب نجيب له أكثر من معنى، أقلها إنه لم يعد يذكر تفاصيل الرواية الأولى التي راجت.
فكرة الاحتفال بعيد الميلاد لم تكن ضمن عادات نجيب محفوظ، وربما لم تكن ضمن ثقافة بيئته الشعبية، كما ملايين العائلات المصرية المتوسطة، خصوصاً في تلك الفترة من القرن الماضي، ولم يسبق أن احتفلت عائلة محفوظ بعيد ميلاده، ولم يعرف ظاهرة الاحتفال بمولده إلا بعدما حصل على جائزة «نوبل»، وبدأت فئات كثيرة تتجمع للاحتفال معه بيوم مولده، قبلها كان الاحتفال مقصوراً على أصدقائه ومريديه الذين كانوا يتجمعون في المقهى في يوم ميلاده أو في أقرب يوم له، ثم يقفون جميعاً ويغنون بشكل جماعي نشيد «بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي»، كأنهم في مناسبة وطنية.
أما هيكل فاحتفل بعيد ميلاد محفوظ مرتين:
كانت الأولى في «الأهرام» في عام 1961، حين بلغ نجيب محفوظ الخمسين من عمره. أقام له هيكل حفلاً في الأهرام. ذهب صلاح جاهين إلى هيكل يستأذن في تخصيص قاعة الأهرام الكبرى للاحتفال بعيد ميلاد نجيب، في ذلك الوقت لم يكن نجيب كاتباً في الأهرام، ولم يكن قد نشر شيئاً من أعماله فيها، إلا رواية «أولاد حارتنا» التي أثار نشرها آنذاك جدالاً واسعاً وصارت أزمة كبيرة.
التقط هيكل الفكرة من صلاح جاهين وقال له: “نحن الذين سنقيم هذا الاحتفال لنجيب محفوظ”، وكانت المرة الأولى في الواقع الثقافي المصري التي يقام فيها حفل على مستوى رفيع حضرته “أم كلثوم”، وكانت هي المرة الأولى والأخيرة التي يتقابل فيها الأديب الكبير مع كوكب الشرق، وأعجب بشخصيتها جداً، حتى أنه أطلق اسمها على ابنته الكبرى، وضم الحفل الكبير كل شخص له قيمة في الواقع الثقافي والفني والصحفي، دعاهم هيكل جميعاً للاحتفال بنجيب محفوظ.
كوكب الشرق في لقاء مع محفوظ وهيكل
المرة الثانية كانت في سنة 2004 وفي عيد ميلاده الثالث والتسعين فاجأ هيكل الأديب الكبير بزيارته في منزله ليقول له: “كل سنة وأنت طيب يا نجيب”. لم يكن محفوظ يعرف مسبقاً بالزيارة، ولا كان يتوقعها، فلم يحدث ولا مرة أن زاره هيكل في بيته، ولا هو كان معتاداً على استقبال أحد في بيته في مثل هذه المناسبات، جاءته المفاجأة تسعى حتى باب بيته، وجد هيكل أمامه بكامل أناقته وألق حضوره، بينما كان محفوظ يرتدي ملابس منزلية فوقها الروب فبادره بالقول ممتناً وشاكراً:
– أنت أكرمتني مرتين، هذه المرة جمال المفاجأة جعل الفرح بها مضاعفاً “لا تتصور مدى سعادتي وفرحتي بهذه الزيارة الكريمة، والمفاجأة نفسها جعلت الفرحة فرحتين، بل آلاف الفرحات “.
شاءت الأقدار أن يشيعا من «مسجد الحسين» الذي ظل وجوده القوي متأججاً في وجدانهما حتى اللحظة الأخيرة، وكانت وصيتهما أن يشيعا منه إلى مثواهما الأخير، فكانت لمحفوظ جنازتان، واحدة رسمية حضرها الرئيس الأسبق حسني مبارك وخرجت من مسجد «آل رشدان» بضاحية مدينة نصر، والثانية شعبية انطلقت من حي الحسين بعدما انتهت الجنازة الأولى، أما هيكل فقد أوصى أن يشيع من «الحسين» من دون أي وجود رسمي.
جنازة هيكل، جنازة محفوظ