عن دار نشر “مجاز” صدر كتاب “حكاية الفتى أركون.. رحلة حياة من الاغتراب إلى الإصلاح”، للكاتبة د. فاطمة الحصي رئيس تحرير موقع ومجلة “هوامش تنوير”.
الكتاب يهتم بالمفكر الجزائري محمد أركون الذي تعرفت عليه الكاتبة بالصدفة عن طريق زوجها الكاتب الصحفي سعيد اللاوندي مدير تحرير جريدة الأهرام المصرية في باريس، الذي جمعته مع أركون علاقة صداقة فكرية وانسانية.
تقول الحصي: أثناء دراستي للماجستير حول الهوية الثقافية لأبناء المغتربين بأوروبا وقعت على كتاب لأركون يتحدث فيه في ثلاثة أسطر حول رغبته في تربية جيل جديد من الأطفال في عمر الزهور لكي يقوم بإخراج جيل جديد ليست لديه أفكار مسبقة، ما يعني أن لديه فكر إصلاحي يذكرنا بالإمام محمد عبده الذي اختلف مع أستاذه الأفغاني في هذه النقطة أيضا.
تستطرد الكاتبة: جعلتني هذه العبارة أتوجه إلى أركون لكي أتعرف على أفكاره الإصلاحية التربوية، وكان السؤال هو هل حقا يمتلك أركون أفكارا اصلاحية وتربوية ؟ وتوجهت بالدراسة إلى أساتذتي بجامعة القاهرة، فكان كل التشجيع منهم جميعا.
وحول مسمى “الفتى أركون” تقول: كان توجهي في الفصول الأولى للكتاب لمعرفة طفولة أركون وما الذي دفعه الى هذا الفكر الانساني الكوني شديد الاتساع، وظللت أتساءل حتى وجدت الإجابة في أن اغتراب أركون النفسي والإنساني وتجربته المريرة وتهميشه منذ الطفولة بسبب قبليته وفقره ثم بسبب الاستعمار، ثم تهميشه في الغرب نتيجة اتهامه بأنه أصولي يدافع عن الإسلام، بالإضافة إلى تهميشه بالجزائر نتيجة اتهامه بالعمل لمصلحة الاستشراق، كل هذا جعله يكره الإقصاء ورفض الآخر، ويرفض بصفة خاصة تهميش الأقلية، ما دفعه دفعا إلى الاتجاه بكل كيانه إلى الفكر الإنساني.
الكتاب يعد الأول من حيث اهتمام المثقفين المصريين بفكر محمد أركون ودوره في الفكر العربي الإسلامي المعاصر، وهو يتناول بالتفصيل وبأسلوب السهل الممتنع مشروع أركون الفكري من خلال عرض نقد العقل الإسلامي، ثم الأنسنة، والإسلاميات التطبيقية، ليخرج في النهاية باستراتيجية أركون للإصلاح الفكري والديني.