ربما يبدو كتاب شاشار بينسكر “A Rich Brew: How Cafés Created Modern Jewish Culture” (كيف شكلّت المقاهي الثقافة اليهودية الحديثة) (جامعة نيويورك) مِثل واحد من الكتب التي تحكي عن تراث الأجداد التي كان من الممكن أن يكتبها ليو روستن عندما كانت اليهودية كمادة ثقافية، لا تزال تُدهش الأمريكيين كشيء جديد ومضحك إلى حد كبير.
يُظهر غلاف الكتاب صورة بالباستيل لمقهى مُشمس ذي سقف مرتفع في برلين. والكتاب نفسه مسلي جدًا ومدروس جيدًا، حيث لم يُترك مقهى واحد تناول فيه كاتب يهودي القهوة من وارسو إلى نيويورك دون توثيق.
مع هذا، هي دراسة تجريبية وثيقة لنظرية سياسية مجردة، تقول النظرية المرتبطة بعالم الاجتماع والفيلسوف الألماني البارز يورجن هابرماس: إن مقاهي وصالونات القرنين السابع عشر والثامن عشر ساعدوا في وضع الأساس للتنوير الليبرالي – وهو طريق للخروج من المجتمع العشائري إلى المجتمع العالمي، لم تُصنع الديمقراطية في الشوارع، وإنما صُنعت بين صحون الفناجين.
عندما تشكّلت مساحات اجتماعية خارج السيطرة المباشرة للدولة (ومن ضمنها مساحات تجارية من أجل الربح)، بدأ المجتمع المدني في الازدهار بطرق غير متوقعة. يلاحظ بينسكر أن هذا كان ظاهرًا في انتشار حياة المقاهي في أنحاء المدن الأوروبية في القرن التاسع عشر وما بعده. لم يكن الأمر أن الحوارات في المقهى كانت مثمرة فكريًا بالضرورة، وإنما كون ممارسة التبادل الحر في حد ذاته – القدرة على التفاعل على أسس متساوية مع شخص ليس من نفس عشيرتك أو جماعتك – ولّدت عادات اجتماعية من التعبير عن الذات والتي حفزت الشهية للحكم الذاتي.
وبالنسبة إلى اليهود، في ظل عادتهم المستمرة بالتعبير عن الذات وحلمهم البعيد بالحكم الذاتي، كان المقهى مكانًا جذابًا بصورة خاصة.
كان هناك وقت عندما كانت الأماكن التي تذهب إليها لتناول وجبة خفيفة ومشروب فاخرة ورحبة وثرية بالفخامة المفرطة. كتب الكاتب الإسرائيلي الحائز على جائزة نوبل شموئيل عجنون عن تجربته الأولى كطفل من بلدة في جاليسيا يزور مقهىً كبيرًا في مدينة لفيف: “ثريات مطلية بالذهب تتدلى من السقف ومصابيح تضيء من كل حائط وأضواء كهربائية مضاءة أثناء النهار وطاولات رخامية تلمع، وأشخاص بهيئة فخمة يرتدون ملابس مميزة يجلسون على مقاعد مريحة، يقرأون صحفًا كبيرة. وفوقهم، نوادل يرتدون مثل الوجهاء”، كل ذلك مقابل ثمن القهوة.
إن واحدةً من مُتع كتاب بينسكر، بالنسبة لأي شخص يشتاق لعصر مفقود من الروعة العامة، هي أن يتعرف على الأماكن التي شاركت تلك الروعة. في فيينا، كان مقهى جرينستيدل جذابًا لـ”الساخطين والمفكرين” بمقاعد خشبية ووفرة من الضوء المناسب للقراءة والصحف، كان مقهى سنترال الذي لا يزال باقيًا يمتلك تصميمًا داخليًا أشبه بحي سان ماركو مصغر، بأعمدة بيزنطية خيالية ومساحات مثلثة وحنيات محيطة، مع هذا كان في بداياته “مكانًا للسياسة”، وكان مزدحمًا بالثوريين المهاجرين. هناك قصة شهيرة تقول إن ليوبولد بيرشتولد، وزير خارجية الإمبراطورية النمساوية – المجرية، جرى تحذيره من أن حربًا كبيرة قد تُشعل شرارة الثوة في روسيا. تهكم قائلًا: “ومن سيقود هذه الثورة؟ لعله السيد برونشتاين الجالس هناك في مقهى سنترال؟” اتخذ برونشتاين لنفسه اسم ليون تروتسكي، وفعلها.
يجادل بينسكر أنه بالنسبة إلى اليهود، كان الاستثمار في المقهى كمؤسسة اجتماعية مكثفًا على نحو خاص، في أنحاء أوروبا على مدار القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، كانت المقاهي الكبرى “مساحات ثالثة” ليست عامة بالكامل أو خاصة بالكامل؛ كانت بمثابة مناطق هروب، حيث لم يعرف الناس في كثير من الأحيان اسمك، أو القرية التي أتيت منها، ويمكن لكاتب بولندي وطني أن يلتقي بوطنيين بولنديين آخرين في مقهى في وارسو، أو يقرأ الصحف، أو يضع الخطط، أو يتشارك القصائد، أو يقرر الهروب إلى باريس، بيد أن الكاتب اليهودي في نفس المقهى كان عليه أولًا أن يقرر إلى أي مدى يبدو بولنديًا، وإلى أي مدى يبقى يهوديًا، هذا بدوره أثّر على طريقة ارتداء الملابس ومع من يجلس، وأيضًا اللغة التي يكتب بها، اليديشية أم البولندية، وماذا يختار لكي يكتب عنه بينما يجلس هناك.
يخبر بينسكر، الذي يدرّس الدراسات اليهودية في جامعة ميتشيجان، قصة تدور حول كيف أن مجموعة من الممثلين اليهود في وارسو في ثلاثينيات القرن الماضي، حضروا إلى مقهى مرتدين الزي “اليهودي”، القفطان واللحى المزيفة، كنوعٍ من الاستفزاز الكوميدي، وألح عليهم المدير لكي يغادروا إلى مكان آخر. كان اليهود العاديون هم أكثر من يشعر بعدم الارتياح من هذه المزحة؛ ليس لأنهم يشعرون بالخجل ككُتّاب، كانوا يكتبون كيهود دون خجل، لكن لأنهم أدركوا فجأة الغموض الذي اعتمدوا عليه.
عكست المقاهي في المدن الأوروبية المختلفة التي يركز عليها بينسكر – وارسو، وفيينا، وبرلين – الواقع اليهودي من حولهم، بتحديد مذهل. في وارسو، التي كان بها أكبر تجمع لليهود في أوروبا (وظهير واسع من الأرثوذكسية)، كُشف صراع اليهود لكي يصبحوا بولنديين ويهودًا أو غير بولنديين ولا يهود، وهو ما يقضي على الشفقة.
يتغلب مقهى وارسو على فكرة “الغيرية” و”الاختلاف”، فيما بات الكثير من اليهود على الفور فخورين بكونهم مختلفين ومدركين لكونهم “غير الآخرين”، حتى عندما شعروا أنهم في وطنهم. في العشرينيات، كتب الشاعر أنتوني سلونيمسكي، بالبولندية، قصيدة أكد فيها على حبه المزدوج لإسرائيل الوليدة ولبولندا، اللتين اندمجتا في صورة امرأة مثالية. رأى القوميون البولنديون خيانة في تفضيله للتعددية، ولاحقًا، تعرض سلونيمسكي للاعتداء في مقهاه على يد بولندي يميني مستاء.
يمكن اعتبار بيئة مقهى وارسو أساسًا لأعمال إيزاك باشيفيس سنجر، كتب سنجر عن ليلته الأولى في مقهى شهير في وارسو:
“قبل أن أفتح الباب. … حاولت لبرهة من الوقت أن استجمع الشجاعة. سألت نفسي، لماذا ارتعد هكذا؟ … فتحت الباب، ورأيت صالة. في المقابل، وعلى الجانب الآخر من الصالة، كان هناك بوفيه، كما في المطاعم. جلس الكُتاب على الطاولات، كان بعضهم يتناول الطعام، والبعض الآخر يلعب الشطرنج، وبعضهم يتحدثون، جميعهم بدوا لي مهمين، ومليئين بالحكمة والمعرفة الراقية التي ترفع الشخص فوق المتاعب الدنيوية. … توقعت أن يسألني أحد من أنت، أو ماذا تفعل، لكن لم يقترب مني أحد. وقفت هناك وأنا في غاية الدهشة.”
في نهاية الأمر، نقل سنجر تعقيدات تلك المساحة – وهي عادة الجدال والارتياب في الأصل، وقصص الحب الحالمة التي جرت مشاركتها، والتأكيدات الشجاعة التي لم تُدعم مطلقًا إلى الكافيتريات الأكثر تواضعًا في الجانب الغربي الشمالي لمانهاتن.
تناولت الأحاديث والنقاشات في المقاهي كل المواضيع التي يمكن تخيلها، المتعلقة باليهود وغير اليهود أيضًا، التي شملت الهجرة، والصهيونية، والاندماج، والسفر إلى أمريكا، والدافع للبقاء في المنزل. كتب صحفي في السنوات الأولى لثقافة المقاهي في برلين أن المقاهي هي “مكان التقاء أصحاب التفكير المتشابه. التاجر الذي يريد أن يبحث شئونه ووضع أسهمه مع شخص آخر؛ والصحفي الذي يجب أن يسمع آخر الأخبار ويجب أن يلحق بأحداث اليوم من الصحيفة؛ والرجل الذي لا يفعل شيئًا ويرغب في أن يبدو مهمًا؛ والضباط، والطلاب، باختصار، كل من لديه أي نوع من الاهتمام بالحياة العامة.”
أصبحت المقاهي مسارح للغزل والرومانسية أيضًا، لا سيما في فيينا في فترة ما بين الحربين العالميتين. يذكر بينسكر، أن “وجود الكثير من النساء في المقاهي موضح في النصوص الأدبية في الأغلب من طرف كتّاب يهود ذكور”. كتب أحد هؤلاء الكتاب، وهو ميليش تشميلنيتسكي، قصيدة يديشية بعنوان: “امرأة غريبة جميلة في مقهى صاخب”. مع هذا، ظلت المقاهي إلى حد كبير حكرًا على الذكور.
فيكي باوم، التي بدأت مسيرتها الأدبية في فيينا وكتبت رواية “جراند أوتيل،” التي تحولت إلى فيلم فيما بعد، قالت: “أنا لا أتذكر وجود دورة مياه للسيدات في كافيه هاوس”.
كان كل مقهى له طابعه الخاص. في فيينا، مدينة المقاهي بامتياز، أراد مرتاد المقهى اليهودي ألا يبدو المقهى نمساويًا، وإنما عالميًا راقيًا، كان الاعتزاز بالمدينة هو الفكرة الأساسية، كما كان راعي كتّاب مقاهي فيينا في الثلث الأول من القرن العشرين هو كارل كراوس، الذي كان يهوديًا ومعاديًا للسامية، ساخرًا من المقاهي ومرتادًا لها.
في برلين، كان عدد السكان اليهود أقل والمشكلة أبسط: بدا الاختيار محصورًا بين أن تكون يهوديًا وأن تكون ألمانيًا.
وأخيرًا، في نيويورك، مع تصدير ثقافة المقاهي، أفسح نموذج المقهى المركزي الذي اجتمعت فيه كل الطوائف، المجال لمقهى الحي الذي انتمى لطائفة فرعية، عادةً من اليسار السياسي. شعرت إيما جولدمان، المهاجرة الروسية الشابة، بأنها في وطنها في نيويورك عندما وصلت إلى مقهى في الجانب الشرقي الجنوبي والذي كان معروفًا بأنه مكان مفضل لأنصار الأناركية. أنتجت بوتقة نيويورك البوتيكات الأكثر تميزًا وانفصالًا، والتي طوّعت كل منها تعقيدات الهوية إلى قضايا سياسية. في كل حالة، تستطيع رؤية حياتك في مساحة تجارية واحدة.
يترك بينسكر، الذي انتبه بحب لمرتادي المقاهي، الأمور الاقتصادية الخاصة بالمقاهي غامضة. كانت القاعدة، والتي لا تزال سارية في معظم أنحاء أوروبا، هي أنك تحتاج لشراء كوب من القهوة فقط لكي تشغل مقعدًا إلى أجل غير مسمى، ولاء العميل هو المبدأ التجاري هنا، من الأفضل أن تبيع مائة كوب من القهوة لنفس الكاتب على أن تبيع كوبًا واحدًا من القهوة لمائة كاتب، حيث إنه من شبه المؤكد أن الرجل ذا المائة كوب سيعود لمائة كوب آخرين، ومائة كوب بعد ذلك.
أثبتت الدراسات الحديثة أن العمل المتكرر أفضل بكثير لشركة صغيرة من العمل المتجدد، نظرًا لاستقرار “العائد الدوري”. التحفظ الوحيد هو أنه يجب أن تكون هناك مساحة كافية للعملاء الجدد لكي يجدوا مكانًا، لا يمكن أن يصبح المقهى ناديًا خاصًا للغاية ويظل مُربحًا. ربما يكون هذا هو السبب الذي يجعل وصف “جراند” يُستخدم بصفة مستمرة مع المقاهي، أو السبب في أن الكثير من المقاهي في أوروبا كانت مساحات واسعة بصورة استثنائية، حتى لو حكمنا بالرسومات والصور المعاصرة، لدرجة أنها نادرًا ما كانت تُشغل بالكامل.
في واحدة من أعظم الأعمال الكوميدية الخاصة بالمقاهي، “المهاجر” لشارلي شابلن، يحاول المتشرد، الوافد حديثًا إلى أمريكا من دولة غير محددة، لكن من الواضح أنها في أوروبا الشرقية، يحاول تعطيل وصول فاتورة الحساب التي لا يستطيع دفعها ببساطة عن طريق طلب المزيد من القهوة، وكان من المهم أن ما اعتاد عليه مرتادو المقاهي هو تناول القهوة. لكن بينسكر كان متحفظًا بشكل غريب بشأن الطريقة التي تُعد وتُوزع بها القهوة؛ لأنها في حد ذاتها أشبه بمخدر عجيب مُنبه يبدو وأنه يُسهّل المهام التي تحتاج لتركيز.
إن شكل ومعنى المقهى له بالتأكيد علاقة بالرابط بين القهوة والتحفيز الاجتماعي، وفي الواقع، كانت إحدى الوظائف التاريخية للقهوة هو عدم تناول الكحول، وتحررت الثقافات الأوروبية التي كانت دائمًا ما تتناول البيرة بدلًا من الماء غير الآمن من غيبوبتها بواسطة ظهور المشروبات التي تحتوي على الكافيين، كانت المقاهي بمثابة ملاعب تدريب في الانتباه، وقد جعلت المدينة يقظة بالفعل.
إذن، ماذا عن رؤية هابرماس عن المقهى كساحة للمجتمع المدني وعن المجتمع المدني كأساس للمجتمعات المستنيرة؟
بالتأكيد يمكن أن يصبح المقهى أساسًا للحياة المتحررة؛ لهذا السبب تهافت جيل عجنون إلى هناك بحماسة شديدة، بيد أن الدراسة تكشف تناقضًا يحمل بعض المرارة: لا يستطيع المجتمع المدني حماية المجتمعات العالمية من الاعتداء عندما يحدث، بغض النظر عن تفاصيلها المتقنة، وبغض النظر عن فخامة العاملين بها، وربما يكون المقهى مؤسسة، لكن لا يمكنه أبدًا أن يكون حصنًا.
جاءت المشاهد الأكثر مأساوية في كتاب بينسكر من وارسو، حيث ظلت المؤسسات المحبوبة في أحياء اليهود الفقيرة مثل مقهى زتوكا تعمل حتى الطرد النهائي لليهود إلى تريبلينكا، في 1943. كان المطربون يغنون والراقصون يرقصون، في ظل تساهل الألمان الذين يتلقون رشاوى بسهولة، وفي الوقت الذي أدان الكثيرون رعونة هذه المقاهي الأخيرة (وتعاونها الضمني مع الألمان)، مدح الكاتب مايكل مازور “تواجدها المستمر في مدينة اعتبرها الألمان مقبرة، ألم يكن هذا، بمعنى محدد احتجاج الحي اليهودي، تأكيدًا على حقها في العيش؟”.
يختتم بينسكر كتابه برواية سوداوية عن زوجين في الجانب الشرقي الجنوبي لمانهاتن، حاولا فتح مقهى كلاسيكي على طراز وسط أوروبا منذ عِقد لكنهما فشلا. كان الإيجار مرتفعًا، والزبائن لا يهدأون، مع هذا، تحتشد شوارع كل المدن الأمريكية اليوم بمقاهٍ تجتذب أعدادًا كبيرة من الزبائن الذين يحملون أجهزة حاسب محمولة ويطمحون في شغلها لأطول وقت ممكن من اليوم، الشيء القياسي الذي ينبغي قوله، في التفريق بين حضارة ما بعد ستاربكس وحضارة المقهى الزائلة، هو أنه بينما كان الهدف في المقاهي الكلاسيكية هو التفاعل مع زملائك، فإن الهدف من قضاء يوم وأنت تعمل في ستاربكس، أو في واحدة من منافسيها المحليين، ليس التفاعل مع زملائك أبدًا، وبقضاء اليوم على الإنترنت، ربما يتواصل الشخص مع أصدقائه ومحبيه، لكنهم يتواجدون في العالم الافتراضي، وليسوا بداخل المقهى، نحن لا نتشارك المساحة في المقاهي العصرية؛ نحن ببساطة نستأجرها.
مع هذا كان جميع الكُتّاب اليهود الوحيدون والمغتربون في مكان آخر مستغرقين في الكتب والصحف، وهو ما كان المعنى الحقيقي للمقهى في الماضي. إن ما يهم ليس كلمات الشخص على الطاولة المجاورة؛ بل الشعور بالقرب، الإحساس بالقدرة على تكوين هوية ضمن الهويات الأخرى، وبالخصوصية في مساحة عامة وبالعلنية بينما تستغرق في تفاهات شخصية. تلك العادات غير الملحوظة للتعايش يتم تعلمها بالضغطات المتزامنة على لوحات المفاتيح في سلسلة مقاهي إسبرسو ذات واجهة زجاجية بقدر ما يجري تعلمها باصطدام المرافق في وارسو مع تقليب صفحات الصحف الأدبية.
إن القرب الصامت للطوائف الاجتماعية يبدو مثالًا اجتماعيًا غير ملائم، لكنه يظل المبدأ الأول لأشكال التعددية الصالحة للشرب.
نقلا عن شبكة رؤية الإخبارية
للاطلاع على الموضوع الأصلى .. اضغط هنا