في 25 يناير 2019، نشرت مجموعة من 30 مثقفا وكاتبا ومؤرخا أوربيا، بيانا ينعون فيه الانهيار الوشيك لأوربا وقيمها التنويرية المزعومة القائمة على الليبرالية والعقلانية. ففكرة أوربا – كما ورد في البيان – “تتداعى أمام أعيننا”، بينما تعد إنجلترا للخروج من الاتحاد الأوربي وتستعد الأحزاب الشعبوية والقومية لتحقيق فوز كاسح في الانتخابات في جميع أنحاء القارة.
البيان المقتضب والذي نشر في الصحف والمجلات الأوربية الخاصة بالنخبة الليبرالية، مثل صحيفة الجارديان، كان بمثابة صرخة تحذيرية مدوية تضع الأوربيين أمام خيارين لا ثالث لهما: “إما أن نقاتل من أجل فكرة ’أوربا‘، أو أن نهلك جميعا تحت موجات الشعوبية”.
وأضاف البيان أن الفشل الحقيقي يعني أن نسمح لمشاعر “الاستياء والكراهية وما يتمخض عنها من حزن عام أن يحيق بنا ويغرقنا”.
كما حذر البيان بقوة من أنه ما لم يتم السيطرة على هذا المد الشعوبي القومي، فإن الانتخابات في جميع بلدان الاتحاد الأوربي ستمثل “أكبر انتخابات كارثية عرفتها أوربا في تاريخها، وسيفوز المخربون، وسيلحق العار بأولئك الذين ما زالوا يؤمنون بإرث إيراسموس ودانتي وجوته وكومينيوس، وستنزوي الحضارة والثقافة الأوربية تحت ركام الغوغائية، وستتفشى الإكزينوفوبيا (الخوف المرضي من كل ما هو أجنبي) ومعاداة السامية”.
صاغ البيان برنار هنري ليفي، الفيلسوف الفرنسي وأحد حواري ألكسيس دو توكفيل، منظر الليبرالية الكلاسيكية الأشهر، وشملت قائمة الموقعين – من بين أسماء أخرى – الروائيون آيان ماكيوان، وميلان كونديرا، وسلمان رشدي، والمؤرخ سيمون شاما، والحائزة على جائزة نوبل للآداب في عام 2015 سفيتلانا ألكسيفيتش، وهيرتا مولر، وأورهان باموق، وإلفريدي يلينيك.
برنار هنري ليفي
في هذا السياق، نشرت صحيفة Counter Punch، مقالة للكاتب البريطاني جوناثان كوك – مؤلف كتاب– “إسرائيل وصدام الحضارات: العراق وإيران وخطة لإعادة صنع الشرق الأوسط ” ينتقد فيها من سمّاهم بـ “الحرس القديم لليبرالية الفاشلة”، ويفند مزاعمهم التي تشيع أن “الشعوبية والقومية توشكان أن تذبحا التقاليد الديمقراطية الليبرالية والقيم الأيديولوجية التي قامت عليها الحداثة الأوربية”.
جوناثان كوك
في بداية مقاله، وقبل الخوض في انتقاد الفكر الليبرالي ونتائجه الكارثية على أوربا والعالم بأسره، يقول كوك إنه ورغم عدم تسمية البيان للسياسيين الأوربيين الذين يهاجمهم، إلا أن من الواضح – من البيان نفسه – أنهم يشملون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يسعى حاليا إلى إجهاض الاحتجاجات الشعبية المناهضة لسياسات التقشف التي يقوم بها أصحاب السترات الصفراء، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي تضاعف الحراسة على متاريس النخبة الأوربية ضد البعث اليميني القومي في ألمانيا، وغيرهما.
ويشير كوك إلى ازدواجية المعايير لدى النخبة الموقعة على البيان لأنهم – بمن فيهم هنري ليفي نفسه – “يظهرون تعاطفا جيّاشا تجاه إسرائيل، التي تنبذ دائما المبادئ الكونية التي تجسدها الليبرالية، وتؤيد على نحو سافر القومية الإثنية التي مزقت أوربا في حربين عالميتين في القرن الماضي”.
الليبرالية في الميزان الإنساني
ويضيف كوك أن البيان “ربما يكون صادقا في بعض جوانبه”. فأوربا والتقاليد الليبرالية يواجهان حالة من الفصام الحاد. لكن السبب في ذلك لا يرجع – على نحو ما يشير البيان النخبوي – إلى أن “السياسيين الأوربين يعملون كقوادين لحساب أحط غرائز الغوغاء اللاعقلانيين، أو أبناء الشعب العاديين الذين لا يؤمنون بهم إلا قليلا”. وإنما – من وجهة نظر كاتب المقال – إلى أن تجربة الليبرالية قد أخذت أخيرا مسارها المحتوم؛ “لقد فشلت الليبرالية بشكل واضح، وعلى نحو كارثي”.
ويضيف كوك أن هؤلاء المثقفين يقفون مثلنا على شفا هاوية نوشك جميعا أن نهوي إلى قاعها. لكن الهاوية لم تفتح دركاتها بعد، كما يفترضون، لأن الليبرالية لا تزال تواجه بالرفض ولم تفرض نفسها باعتبارها الأيديولوجيا التي تمثل ’نهاية التاريخ‘.
على نحو ما، تمثل هذه الهاوية – كما يراها كوك – النتيجة الحتمية لهذا الترويج المستمر– والمناقض لجميع الأدلة العقلانية – الذي تمارسه تلك النخبة العجوز المتقلصة لليبرالية كحل لأزماتنا الراهنة: “إنها التحول المستمر لأيديولوجيا معيبة إلى دين، وشكل من أشكال عبادة أوثان متمثلة في نسق قيمي لا يلوي في تدميرنا على شيء”.
وبرغم أن الليبرالية – على غرار جميع الأيديولوجيات – لها جوانب مضيئة، كاحترامها للفرد وتقديسها لحرياته واهتمامها بتعزيز الإبداع البشري وترويجها لقيم كونية وحقوق إنسان عالمية على حساب انتماءات قبلية أو إثنية أو أيديولوجية؛ وهو ما جعلها تحقق بعض النتائج الإيجابية، إلا أنها في الوقت نفسه كانت فاعلة في إخفاء جانبها المظلم، أو بتعبير أدق، في إقناعنا بأن هذا الجانب المظلم ليس أصيلا في المشروع السياسي الليبرالي، وإنما هو نتيجة لعدم التشبث بأدبياته شبرا بشبر وذراعا بذراع.
ولكن واقع الأمر – على نحو ما يراه كوك – هو أن انزواء الروابط الاجتماعية التقليدية – سواء قبلية أو مذهبية أو جغرافية – قد رسخ في المجتمع الإنساني المعاصر مشاعر الوحدة والعزلة أكثر من أي مجتمع إنساني مضى ..”ربما نبالغ في إطراء القيم الكونية، لكن في مجتمعاتنا المتشظية نشعر بالتيه والاغتراب والغضب”.
الاستيلاء على الموارد البشرية
يؤكد كوك أن الاهتمام الليبرالي برفاهة الآخرين وحقوقهم لم يكن حقيقيا، وإنما “غطاء خبيث لسلسة من عمليات الاستيلاء الممنهج على الموارد والثروات البشرية بشفافية غير معهودة”. كما أن العرض المستمر والاستعراض المكثف للدوافع الإنسانية الليبرالية لم يكن في واقع الأمر سوى حيلة لإنقاذ النخب الليبرالية من المثول أمام محاكمات عادلة تقتص منهم جراء ما ارتكبوه من مذابح ودمار في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، وربما في فنزويلا في وقت قريب؛ استجابة لأطماعهم في هذه البلاد.، مضيفا “لقد ذبحت الليبرالية هذه الشعوب ’بإنسانية‘ مرهفة، ثم سرقت موروثها الحضاري”.
ويرى كوك أن الإبداع البشري المطلق الذي يمثل ركنا ركينا في الفكر الليبرالي قد أسهم في تطوير فن عظيم حد الجموح، وأطلق العنان لسباق تكنولوجي لا هوادة فيه، وخلق تنافسا محموما في جميع مجالات الحياة، لكنها جميعا غضت البصر عن المصلحة الإنسانية العامة، ولم تعبأ بما قد يصيب الموارد الطبيعية من نضوب استجابة لتحقيق نجاحات ضيقة ومصالح خاصة.
ويضرب كوك مثالا على ذلك بسباق التسلح الذي بلغ أوجه في تطوير أسلحة نووية، بسبب خليط من الإبداع وعدم الإيمان والمنطق الاقتصادي الذي تقوم عليه معادلة الصناعات العسكرية. “لقد أبدعنا في ابتكار أعظم وأنجح الوسائل لقتل بعضنا بعضا ،حتى صار بمقدورنا تنفيذ مذابح على نطاق عالمي”.
وفي هذه الأثناء، فرضت الأولوية المطلقة للفرد استغراقا مَرَضيا في الذات، وهو ما وفر أرضا خصيبة ليس فقط للنزعات الرأسمالية والمادية والاستهلاكية، وإنما لدمجها جميعا في مركب نيوليبرالي مهيمن مكًن لنخبة صغيرة التحكم في معظم ثروات هذا الكوكب، وتكديسها بعيدا عن متناول بقية البشر.
وأسوأ ما في الأمر – يقول كوك – أن إبداعنا الجامح ونظرتنا المتعالية للذات وتنافسيتنا المحمومة قد أعمونا جميعا عن أي شيء خارج حدود ذواتنا؛ “إننا نفتقر إلى أي ارتباط عاطفي أو روحاني بكوكبنا، وبالكائنات الحية الأخرى التي تساكننا فيه، وبالأجيال المستقبلية، وبالانسجام الفوضوي الذي ينتظم حركة هذا الكون. وما لا نستطيع فهمه أو التحكم فيه نتجاهله أو نزدريه”. وبهذه الطريقة – كما يؤكد كوك – يزج بنا الدافع الليبرالي إلى حافة القضاء على جنسنا البشري، وربما على كافة مظاهر الحياة على هذا الكوكب. “لقد تغول داخلنا الدافع إلى التجرد من الأصول، واحتكار الموارد البشرية من أجل مكاسب فردية، وتبديد ثروات الطبيعة دون اعتبار لنتائج هذا التبديد إلى درجة تجعل لزاما علينا التوصل إلى ’بديل‘ لاستعادة التوازن الطبيعي، أو أن تقضي هذه الحالة من اللا توازن – التي نطلق عليها اسم “تغير المناخ” – على ما تبقى من مظاهر للحياة على ظهر هذا الكوكب”.
المصلحة الخاصة في مقابل المصلحة العامة
قد يقول البعض إن البشرية تسير في طريقها نحو الفناء منذ أمد غير قصير، وإن وجود التنافسية والإبداع وتضخم الذات سابق على وجود الليبرالية. لكن الليبرالية – كما يرى كوك – أزالت آخر الحواجز عندما حطمت كل عاطفة مضادة لمنطقها باعتبارها لاعقلانية وغير متحضرة وبدائية. فالليبرالية بهذا المعنى – كما يوضح كوك – ليست السبب المباشر في المعاناة التي تصطلي البشرية بنارها اليوم، لكنها تمثل القاع السحيق لحالة من الغطرسة المعقدة تهوي إليه البشرية منذ زمن بعيد، حيث تفوق مصالح الأفراد الخاصة المصلحة الجماعية الإنسانية العامة.
أما سبيل الخلاص، كما يعرض له كاتب المقال، فيتمثل في ’’التغيير الراديكالي‘؛ “ليس الترقيع أو الإصلاح، وإنما رؤية جديدة تماما تنحي الفرد وإشباع حاجاته الشخصية عن مركز منظومتنا الاجتماعية”. ويعتبر كوك أنه “من العبث أن ننتظر أن تضطلع هذه النخبة بتلك المهمة؛ إذ لا تزال تؤمن – أو هكذا تزعم – بأن الحل يكمن في مزيد من الليبرالية، كما أنها تنظر إلى أي فكر وليد يشذ عن ’وصفتها السحرية‘، أو أي إنسان يطمح إلى التحول إلى أكثر من مجرد تكنوقراطي يصحح أخطاء تافهة تعتري المنظومة الراهنة على أنهما نذر خطر يتعين وأدها”. وليس أدل على ذلك – كما يؤكد كوك – مما تعرض له مؤخرا (بغض النظر عن تواضع مقترحاتهما) كل من زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين، والسياسي الأمريكي المخضرم الذي رشحه الحزب الديمقراطي للسباق الرئاسي الأمريكي في عام 2016 وعضو مجلس الشيوخ الحالي عن ولاية فيرمونت “بيرني ساندرز ” من حملات تشهير ممنهجة شنتها نخبة إعلامية وسياسية وفكرية تستثمر بقوة في مواصلة الإنسانية طريقها نحو تدمير الذات.
جيريمي كوربين
التوجهات السياسية على الساحة
يميز كوك بين ثلاثة توجهات سياسية رئيسة تناضل جميعها من أجل الهيمنة على المشهد الراهن. يتمثل الأول في “مؤيدي الوضع الراهن”، ومنهم كُتاب أوربا الموقعين على البيان الأخير، الذين يعتبرهم كوك منقطعين عن مشكلات العالم، ومن ثم فهم عاجزون عن تقديم إجابات تتعلق بأي حلول مستقبلية. “إنهم يرفضون بإصرار أن ينظروا نحو الداخل ليبحثوا في مكامن الخطأ في الفكر الليبرالي، أو أن ينظروا إلى الخارج التماسا للخلاص”.
وعلى نحو غير مسئول، يضع هذا الحرس القديم التوجهين الثاني والثالث في سلة واحدة للإبقاء على زمام السلطة في قبضته، حيث يدمغهما معا بالشعبوية التي تستمد وجودها من الحسد السياسي وتواجدها من الحشد الجماهيري. وعلى هذا الأساس يجري التعامل معهما – برغم ما بينهما من اختلاف واضح حد التعارض – على أنهما توجه واحد غير قابل للتمييز. لكن هذا – كما يؤكد كوك – لن يفيد في إنقاذ الليبرالية، وإنما سيؤدي إلى إبراز أسوأ ما في هذين التوجهين البديلين.
ويحاول أعضاء هذه النخب ممن يتفهمون انقضاء العصر الذهبي لليبرالية، الاستفادة من الرأسمالية القديمة القائمة على الاستيلاء على الموارد والثروات البشرية، بينما يصرفون الانتباه عن أطماعهم وتشبثهم بمصالحهم من خلال بث بذور الفتنة ونشر تهديدات لاتستند إلى حقيقة.
ومن ثم، فإن الانتقادات التي يوجهها القوميون الإثنيون للنخبة الليبرالية تبدو مقعة لأنها متجذرة في عمق حقيقة الفشل الليبرالي. إلا أن النقاد القوميين أنفسهم – كما يرى كاتب المقال – مخادعون؛ إذ لا تتجاوز الحلول التي يقدمونها دوائر مصالحهم الخاصة وتحقيق تقدم شخصي لهم داخل المنظومة الفاشلة القائمة حاليا.
في هذا السياق، يولي السلطويون الجدد وجوههم مجددا شطر نماذج قديمة تحظى بثقة القوميين الإكزينوفوبيين (الذين يعانون من الخوف المرضي من كل ما هو أجنبي)، والتي تقوم على التضحية بالآخرين من أجل توطيد سلطانهم ودعم قوتهم. ومن ثم، فهم يتخلصون من الحساسيات’الأنيقة‘ التي تستعبد الضمير الليبرالي حتى يتمكنوا من مواصلة النهب بجلد وإصرار. “وإذا كانت السفينة تغرق حاليا بكل من عليها، فإنهم سيواصلون الصراع من أجل الفوز بـ ’البوفيه‘ والتهامه قبل أن يبلغ الماء سقف غرفة الطعام”.
أين يكمن الأمل؟
لم يبق إذن سوى التوجه الثالث كمكمن وحيد للأمل. هذا التوجه (الذي نسبه كوك مسبقا إلى مجموعة أطلق عليها “المنشقون”) يعي جيدا أن التفكير الراديكالي الجديد قد صار ضرورة وجودية. لكن في ضوء ما تتعرض له هذه المجموعة من سحق وقمع منهجيين من قبل كل من النخبة الليبرالية العجوز والسلطويين الجدد، فإنها لا تملك سوى مساحة عامة وسياسية محدودة لاستكناه أفكارها، وتجريبها، التعاون فيما بينها، وهو ما تحتاج إليه بشدة في الوقت الراهن.
في هذا السياق يلفت كوك إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي توفر حاليا منصة حيوية محتملة للشروع في تفنيد الأيديولوجيات العتيقة التي ثبت فشلها، ورفع مستوى الوعي بالمخاطر التي تتهدد أوربا، ومن ورائها البشرية والحياة على ظهر هذا الكوكب بوجه عام، ثم مشاركة أفكار جديدة ومبتكرة وتكوين قاعدة تؤمن بها والحشد من أجلها. لكن الليبراليين والسلطويين ينظرون إلى هذا باعتباره خطرا داهما يتهدد مصالحهم ويقضي على ما يتمتعون به من مزايا تاريخية. وفي ظل حالة من الهيستريا العميقة من “الأخبار الملفقة” يثابر هؤلاء بجلد من أجل إلغاء حتى هذه المساحة المحدودة.
وبرغم أن هذه الفئة لا تزال تمتلك وقتا محدودا للغاية، إلا أن الحرس القديم لا يزال أيضا يسعى بدأب لإغلاق أي مسار محتمل نحو الخلاص، “حتى في الوقت الذي توشك أن تفيض فيه البحار الغاضة بالمواد البلاستيكية، وأن تختفي بعض أنواع الحشرات من العالم، وأن يلفظنا كوكبنا مثل كومة من المخاط الملوث”. لذا يقول كوك إنه “يجب ألا ننخدع بهؤلاء الليبراليين الذين يتظاهرون بالمبادئ ويعلنون المواقف ويصيغون البيانات”، كما يطلق على هؤلاء الفلاسفة والمؤرخين والكُتاب “جناح العلاقات العامة في حالتنا الانتحارية الراهنة، الذين فشلوا في إدراك الخطر الداهم الذي يحيق بنا جميعا ولا يزالون يغطون في نرجسيتهم القاتلة”.
ويخلص كوك في نهاية مقاله إلى أنه لا فائدة ترجى من وراء حراس الماضي (في إشارة إلى الموقعين على البيان)، “هؤلاء الذين كبلوا أيدينا وأشعلوا ضوءا على جانبي طريق قادنا جميعا إلى حافة الانهيار والانقراض، حتى بمعناه العلمي المادي.. إننا بحاجة إلى أن نلفظهم، وأن نصم آذاننا عن كلماتهم الجوفاء وشعاراتهم العطنة، وأن نصغي إلى أصوات ضعيفة تناضل من أجل أن تعبر إلينا من بين ركام صراخ النخبة المحتضرة وضجيج السلطويين الجدد”.
يمكن الاطلاع على النص الأصلي لبيان النخبة المثقفة من هنا ?
يمكن الاطلاع على النص الأصلي للمقالة من هنا ?