منوعات

رحلة هيكل من «الجازيت» إلى «دار العودة» (1)

“أسطورة حية”، هكذا وصفته سارميلا بوز، مديرة كلية الصحافة فى جامعة أكسفورد، عندما قدمته لإلقاء أول محاضرة تذكارية في الكلية الوليدة، التي نشأت بالتوافق بين “أكسفورد” و”رويترز”، في أعرق الجامعات البريطانية.

قبل أن يصعد الأستاذ محمد حسنين هيكل منصة أكسفورد لإلقاء المحاضرة في أكتوبر عام 2007، وصفه اللورد “كريستوفر باتن”، رئيس الجامعة، المفوض الأوروبى الأسبق، وآخر الحكام البريطانيين لجزيرة “هونج كونج”، وأحد الأركان الوزارية فى حكومة مارجريت تاتشر، بـ”أنه من عظماء الصحافة فى نصف القرن الأخير”، ثم التفت باتن إلى سارميلا بوز قائلا: “لم يسبق لأحد أن وصفنى بالأسطورة الحية، على الرغم من المناصب الكثيرة التى توليتها والأدوار التى قمت بها، لكننى الآن يمكننى أن أترك المنصة لأسطورة حية تتحدث إليكم”

اللورد “كريستوفر باتن”

الجورنالجي

بتعبير تلميذه الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، فهو “صانع سياسات على عهدي جمال عبد الناصر وأنور السادات حتى عام 1974 عندما افترقت الطرق، ومؤرخ للصراع على المنطقة من الداخل.. مفكر قومي لا يضارعه أحد آخر في عمق تأثيره على أجيال متعاقبة”.

عكست تلك التعريفات أداور الرجل الذي “عرف كيف يحافظ على القمة منذ أن أعتلاها في 1953، مهما اختلفت العصور وتناقضت السياسات”، بحسب ما ذكر السناوي في كتابه “أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز”.

عبد الله السناوي وكتابه “أحاديث برقاش.. هيكل بلا حواجز”

وتساءل التلميذ، كيف تسنى للأستاذ ذلك؟.. ولماذا لم يستطع أحد رغم معارضته لـ”السادات ومبارك” من بعده كسر قلمه وإلغاء تأثيره؟.. ويجيب: الصحفى أبقى من السياسى، والكلمة أقوى من السلطة، هكذا اعتقد هيكل دوما، فرغم تعدد أدواره فهو لم يكن يعرف نفسه إلا بـ”الجورنالجى”، هو صحفي أولا وأخيرا، كان شغوفا بمهنته وسؤاله المعتاد: إيه الأخبار؟.. تحت كل الظروف حتى النفس الخير أراد أن يحاور ويسأل ويستقصى ويبحث فيما قد تؤول إليه الحوادث فى المستقبل، كان رجلا مستقيما لا يشغله الماضى إلا بقدر التعلم منه، وعدم تكرار أى أخطاء حدثت.. سره فى إخلاصه لمهنته، حتى وهو ينازع الروح.

ولأن الصحافة هي السر الذي حافظ على توهج هيكل حتى وصوله إلى محطته الأخيرة “دار العودة”، ولأن دوره السياسي ظل محل خلاف وأخذ ورد. فتلاميذه وحواريوه رفعوه إلى مرتبة القديس، وخصومه وكارهوه نصبوا له المشانق دون محاكمات، ومثلوا بسيرته حيا وميتا عبر حملات تشويه وهجوم لم تتوقف منذ منتصف السبعينيات،  بينما اكتفى هو فيها بالصمت لإيمانه بالحكمة المأثورة “قل كلمتك وأمش”.

 لكل هذا فإننا وعبر هذه الحلقات التي ستنشر على موقع “أصوات أونلاين” خلال هذا الشهر في ذكرى رحيله الثالث، سنتتبع سيرة “الجورنالجي” الأول في تاريخ الصحافة العربية، وسنقلّب صفحات الرحلة المهنية، لبطل ملحمة “صاحبة الجلالة” الذي ظل مطاردا بالضوء حتى مغادرته خشبة المسرح في 17 فبراير عام 2016.

ملهم الأجيال

تعامل معظم أبناء جيلي في المهنة مع الأستاذ هيكل باعتباره أحد الأعمدة التي تأسست عليها الصحافة، وحتى رحيله سعينا إلى حل اللغز الذي منح رجلا بلغ من العمر ما بلغ، القدرة على الاحتفاظ بوهجه وتألقه وإلمامه بتفاصيل القضايا التي يتناولها وذاكرته التي لم تتأثر بتعاقب الأيام. منذ أن بدأت الخدمة فى بلاط “صاحبة الجلالة” وأنا اجتهد لحل هذا اللغز، اتتبع سيرته.. لا أفوت أي ظهور له، أسعى بدأب للجلوس أمام الرجل الذي رسمه الفنان جورج بهجوري فى تسعينيات القرن الماضى على شكل “آلة للتفكير بأسلاك متداخلة تنتج رؤى وسياسات”.

بالرغم من تسلل علامات السن إلى وجهه إلا أن ذهنه ظل حاضرا دائما. بدا في المرات القليلة التي جالسته فيها قبل رحيله بمكتبه على نيل الجيزة حريصا على المتابعة الدقيقة لكل ما يجرى، وفى المرة الأخيرة خلال احتفال أصدقائه وتلاميذه بيوم مولده فى سبتمبر من عام 2015، تفحصت وجهه، وشعرت بأننى أمام رجل يلملم أوراقه ويجهز لرحلته الأخيرة، مع ذلك لم يفته أن يلخص لنا ما يجرى ،فقال فى جملة واحدة: “لا تستطيع أن تستعيد سلطة جمال عبدالناصر بسياسات إسماعيل صدقى”، فى إسقاط على طبيعة التوجهات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها مصر.

ظلت غريزة الصحفي وفضوله يسيطران عليه حتى وهو على سرير مرضه الأخير، يقول تلميذه عبد الله السناوي: “وهو على سرير مرضه الشديد حاول أن يستدعي أسلحته التقليدية في مقاومته.. معنى الحياة عنده أن يتابع حركة الأحداث وما خلفها، ويقرأ المستقبل وما قد يحدث فيه.. بادرني بسؤال واحد: قل لي ما الذي يحدث.. جلست بجواره أروي وأتحدث وهو لا يخفي قلقه على مستقبل البلد ومصيره”.

بين الصحافة والسياسية

لم يكتب هيكل تجربته في الصحافة أو في السياسية، لكنه توقف في كتابه “بين الصحافة والسياسة.. قصة ووثائق معركة غريبة فى الحرب الخفية”، عند محطات من حياته المهنية متناولا فصولا من سيرته الذاتية على هامش قضية الكتاب الأساسية “تخابر الصحفي مصطفى أمين لصالح الأمريكان”.

عن بداياته المهنية يقول هيكل: دخلت أخبار اليوم لأول مرة فى ربيع سنة 1946. لم أكن موجوداً حين أنشأها الأستاذان مصطفى وعلى أمين فى نوفمبر سنة 1944. ولم أكن منتمياً إلى المدرسة الصحفية، التى ظهرت مع إنشائها.. كنت قادماً إليها من خلفية مغايرة وتجربة مختلفة، وكان قدومى إليها فى ظروف غريبة”.

أما الخلفية فقد كانت تتمثل فى أننى قضيت فترة التكوين المهنى الأولى 1942- 1944 فى جريدة “الإجيبشيان جازيت” وكانت وقتها أكبر الصحف الأجنبية التى تصدر فى مصر عن شركة الإعلانات الشرقية التى تملكها أسرة “فينى”، يقول الأستاذ في كتابه “بين الصحافة والسياسة”، مضيفا: كان التحاقى للتدريب بها فرصة أتاحها لي ولثلاثة غيري من الشباب الناشئ وأحد من خيرة محرريها وهو سكوت واطسون، كنا بين الجالسين أمامه فى محاضرة عن “عناصر الخبر” وإذا به يتطرق من موضوع محاضرته إلى ذكرياته أيام كان مراسلاً فى الحرب الأهلية الإسبانية، وكنا نستمع إليه فى انبهار وشبه خشوع، فلقد طاف بنا فيما يشبه الملحمة بين تضاريس ومعالم تلك الحرب التى انقسمت أوروبا بسببها بين الفاشية والديمقراطية.

وحين ختم محاضرته كانت دعوته لمن يريد منا أن يتدرب عملياً أن يلتقيه في  اليوم التالي بمكتبه في “الإجيبشيان جازيت”. وفى اليوم التالى وقبل أن يصل هو إلى مكتبه كنا نحن الأربعة قد سبقناه إليه ننتظر. الأصدقاء ميخائيل فلتس وإكرام عبدالمجيد ويوسف صباغ، وكان يوسف هو الوحيد الذى أكمل مشوار المهنة إلى آخره  فزاملني في “آخر ساعة” ثم أصبح معى مساعداً لمدير تحرير الأهرام فيما بعد.

من “الجازيت” إلى “آخر ساعة”

هكذا وجد هيكل نفسه فى جو الصحافة العملية لأول مرة، يعمل بين رجلين كان لهما تأثير واضح على نشأته الصحفية الأولى: “سكوت واطسون” وكان إلى جانب كفاءته المهنية مثقفاً يسارياً صاغته تجربة الحرب الأهلية فى إسبانيا بكل عناصرها الفكرية والإنسانية العظيمة، ثم “هارولد إيرل” رئيس تحرير “الجازيت” وكان صحفياً كلاسيكياً قديراً يعمل فى نفس الوقت مراسلاً لجريدة المانشستر جارديان فى مصر.

 بدأ هيكل مساعد مخبر صحفى فى قسم الحوادث وظل فيه قرابة سنة حتى جاء هارولد إيرل باقتراح مثير، “دعانا إلى مكتبه يوماً- نحن الشبان الأربعة- يقول لنا إن هناك حرباً تجرى على أرض مصر، ومع ذلك فإن أحداً لم يصفها بعين مصرية ولم يكتبها بقلم مصرى.

ثم سألنا هل فينا من هو مستعد للمخاطرة فى تجربة جديدة وعلى مسؤوليته وحدها. وتحمست للتجربة، ولعلنى فى ذلك كنت متأثراً بإعجابى بواطسون وتجربته فى الحرب الأهلية الإسبانية. وهكذا بعد شهر وجدتنى فى العلمين شاهداً مصرياً على الحرب العظمى الثانية، واعترف أن تجربة العمل كمراسل حربى قد استهوتنى” يروي الأستاذ.

ويضيف: “من قبل، وأثناء عملى فى قسم الحوادث بدت لى الجريمة وكأنها ذروة المأساة الإنسانية على مستوى الفرد. فعندما يعجز شخص عن حل تناقضاته مع الآخرين بالعقل فإنه يلجأ للعنف. وفى تجربتى الجديدة بدت لى الحرب وكأنها ذروة المأساة الإنسانية على مستوى الشعوب والأمم. فعندما يعجز مجتمع عن إدارة صراعاته بالعقل مع مجتمعات أخرى غيره- يكون التجاؤه إلى القوة.”

وعن انتقاله إلى مجلة آخر ساعة، يقول هيكل: “دخلت مكتب رئيس التحرير هارولد إيرل لشأن من شؤون عملى، وكان عنده زائر قدمنى له: الأستاذ محمد التابعى صاحب مجلة آخر ساعة ورئيس تحريرها، وبدا لى أن الأستاذ التابعى قد تابع بعض نشاطى أو أن هارولد إيرل قد حدثه عنه. وكان الأستاذ التابعي رقيقاً معي ومجاملاً”.

فى اليوم التالى اتصل التابعي بهيكل ودعاه إلى لقائه، “ذهبت، وسألنى الأستاذ التابعى: “كيف أرى مستقبلى؟”، وكان السؤال مفاجئاً، فقد كنت أتصور أن عملى فى “الجازيت” يكفينى، لكن الأستاذ التابعى كان له رأى مختلف: “مهما فعلت فى الجازيت فإن المستقبل محصور وضيق، فهي جريدة تصدر في مصر بلغة أجنبية، ثم إن توزيعها بعد الحرب سيتقلص بالطبيعة ويعود إلى بضعة ألوف بدلاً من عشرات ألوف. .صحفى مصرى مجاله فى الصحافة المصرية باللغة العربية وبقرائه فيها.. هذا هو المستقبل. وهكذا انتقلت من الجازيت إلى آخر ساعة”.

التابعي وهيكل

أقنع التابعي الصحفي الشاب بالانتقال من الكتابة عن “الجريمة” و”الحرب” إلى “المسرح” و”البرلمان”، باعتبارهما مجال التكوين الأصلح والأمثل لصحفى مثل هيكل.

ولبضعة أسابيع وجد هيكل نفسه فى كواليس مسارح القاهرة بدلاً من ميادين القتال، ثم انتقل إلى شرفة مجلس النواب بدلاً من محافظة القاهرة التى تصب فيها أخبار كل جريمة تحدث فى مصر.. “ربما كان الأستاذ التابعى على حق على الأقل فيما يتعلق بمجلس النواب، فلقد أتاح لى مقعد آخر ساعة فى شرفة المجلس أن اقترب من أجواء السياسة المصرية”.

يصف هيكل تجربته في العمل مع أستاذه التابعى بإنها “ممتعة.. وأشهد أنى تعلمت منه الكثير. ولقد وجدتنى شديد الإعجاب بأسلوبه الحلو السلس. وفى البداية رحت أقلده.. وفى الحقيقة كانت تلك الفترة، مهنياً، فترة العثور على توازن معقول بين ثلاثة تأثيرات واضحة تجاذبتنى: عقلانية هارولد إيرل ورومانسية سكوت واطسون ثم حلاوة أسلوب التابعي”

كانت “آخر ساعة” فى ذلك الوقت مجلة وفدية، وفى أجوائها وجد هيكل نفسه بحكم طبيعة المصادر المتاحة أقرب إلى الوفد، “مع إحساس غالب بأن ذلك مجرد تأثير مناخ وليس نتيجة مؤكدة لاختيار وقرار”.كان “الوفد” قد خرج من الحكم بإقالة 8 أكتوبر 1944 الشهيرة. وأصبحت “آخر ساعة” فى المعارضة أمام حكومة ائتلاف أحزاب الأقلية التى شكلها أحمد باشا ماهر – رئيس حزب السعديين- تحت جناح القصر.

وصدرت مجلة” أخبار اليوم” الأسبوعية بعد شهر واحد من إقالة النحاس باشا. وكان صدورها ونجاحها حدثاً صحفياً وسياسيا لافتا. وقد كان واضحاً أن النجاح الفورى الذى حققته مجلة أخبار اليوم يرجع إلى عاملين، أولهما سلسلة المقالات المثيرة التى راح الأستاذ مصطفى أمين  يكتبها  لعدة شهور تحت عنوان عام يقول “لماذا ساءت العلاقات بين القصر والوفد؟”.

وكانت مقالات حافلة بالأسرار والحكايات والقصص. ومشوقة إلى أكبر حد.والعامل الثانى، والفضل فيه للأستاذ على أمين، أن شكل أخبار اليوم وترتيبها بدا جديداً أمام القارئ المصرى. ومع أنه كان استيحاءً مباشراً لشكل وترتيب جريدة “الصنداى إكسبريس” البريطانية إلا أن القارئ المصرى رحب به وارتاح له.

وفى كل الأحوال فإن “أخبار اليوم” أصبحت المدفعية الثقيلة الموجهة إلى “الوفد” تدك مواقعه دكاً عنيفاً صباح كل سبت، وكان “الوفد” فى موقف لا يحسد عليه: مطرود من الحكم بالإقالة.. ومحاصر تحت دك المدفعية الثقيلة بـ”أخبار اليوم”.

أسرار التابعي

ويسترسل هيكل: “دارت مفاوضات لم أعرف أمرها فى حينها حتى دعانى التابعى ذات يوم فى بداية سنة 1946 ليقول لى كل الأسرار مرة واحدة: لقد قرر أن يبيع آخر ساعة.. وقد اتفق على بيعها فعلاً.. والمشترى الجديد هما الأستاذان مصطفى وعلى أمين صاحبا أخبار اليوم”. وأخبر التابعي تلميذه أن آل أمين يريدون منه أن يعمل معهم.. ويكتب مقالاً أسبوعياً فى أخبار اليوم، وأخبره أيضا أنهما يريدانه –هيكل- “هم يطلبونك أيضاً.. لقد أصروا عليك بالتحديد”

في ذات اليوم عرض الأستاذ إميل زيدان، أحد صاحبى دار الهلال، على هيكل رئاسة تحرير مجلة “الاثنين”، وهي المجلة السياسية التي  كانت تصدر وقتها عن دار الهلال، وكان رئيس تحريرها الأسبق هو الأستاذ مصطفى أمين، وفى عهده بلغت أوج انتشارها ، وبعد خروجه منها- نوفمبر 1944- تولاها غيره وتأثرت أحوالها.

طلب هيكل من إميل زيدان فرصة للتفكير قبل أن يحسم موقفه، ولما عرف أن أستاذه التابعى قد وصل واستقر فى مكتبه، ذهب إليه وروى له تفاصيل اللقاء مع إميل زيدان، “أظهرت له اتجاهى إلى قبول عرضه. والحق أننى كنت أتصور أن الأستاذ التابعى سوف يوافقنى على رأيى ،خصوصاً أننى فى سرى تخوفت للحظة أن يكون هو الذى عرض اسمى على المُلَّاك الجدد. لكنى وجدته يقول لى: راجع نفسك… إن مجالك سوف يكون أوسع وأرحب فى أخبار اليوم.. ثم أضاف بصوت مشحون بالتأثر والكبرياء معاً -إنه لا يريدني أن أتركه وحده- خصوصاً وأنهم متمسكون بي.”

أثناء وجود هيكل في مكتب التابعي، دخل أحد الملاك الجدد  لـ”آخر ساعة” وهو  الأستاذ علي أمين، لم يكن قد قابله من قبل، مع ذلك  “أقبل علىَّ فاتحاً ذراعيه يقبلنى على الخدين ويقول لى إنه لا يهنئنى بانضمامى إلى أخبار اليوم، ولكنه أيضاً يهنئ أخبار اليوم بانضمامى إليها.. ولم أكن أعرف بعد أننى انضممت إلى أى شىء، وربما لاحظ هو آثار الدهشة علىَّ فقال على الفور، والحماسة ظاهرة فى صوته، إنه كان يتابع عملى وكان يتمنى أن أعمل معه فى أخبار اليوم لكنه لم يشأ فيما مضى أن يحرم الأستاذ التابعى من جهودى، وهاهى الظروف تتيح لنا كل الفرص مرة واحدة.. وتطوع الأستاذ التابعى ليحدثه عن عرض دار الهلال بأن أتولى رئاسة تحرير مجلة الاثنين وهز على أمين رأسه بشدة نفياً ورفضاً، وقال: مكانه الحقيقى معنا فى أخبار اليوم”.

ويتابع هيكل: “أردت أن أخرج من المكتب لأترك المالك السابق والمالك اللاحق وحدهما يدبران أمورهما، وإذا الأستاذ التابعى والأستاذ على أمين يلحّان أن أبقى معهما لمناقشة تفاصيل الانتقال، ولم أجد أن ذلك يربطنى بشىء فبقيت.. وناقشت.. وذهبت إلى الغداء مع الأستاذ التابعى فى بيته.. واستأنفنا الحديث بعد الظهر، ثم فى المساء وحتى آخر الليل، وأدركه النعاس قبل الفجر فدعانى إلى أن أستريح حتى الصباح فى غرفة نوم إضافية بجوار غرفته.. وفعلت..ولم أنم ولا استرحت.”

ونستكمل الرحلة في الحلقة القادمة.

تصميم صورة الغلاف: عبد الله إسماعيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock