رؤى

هل يدفع «جون بولتون» الولايات المتحدة إلى أتون حرب ضد إيران؟

 كورت ميلز- صحافي أمريكي 

ترجمة وعرض أحمد بركات

في مقالته التي تحمل عنوان Is Bolton’s War With Iran Becoming A Reality? In The Gulf, A Cold War Becoming A Hot One (هل تتحول حرب بولتون ضد إيران إلى حقيقة؟.. في منطقة الخليج الحرب الباردة تتحول إلى حرب ساخنة)، يحاول الصحفي الأمريكي كورت ميلز تحديد حقيقة هذه اللحظة التي تعيشها منطقة الخليج، باحثا عن إجابة لسؤاله الذي طرحه في عنوان المقال.

هل اقتربت نهاية بولتون؟

 في بداية هذا المقال ينقل ميلز، وهو مراسل الشئون الخارجية في مجلة The National Interestالتي تعرف نفسها بأنها «مجلة محافظة تؤمن بأفكار الواقعية البرجماتية، عن مصدرين مطلعين قولهما «إن رئيس مجلس الأمن القومي الجامح (جون بولتون) في إدارة الرئيس دونالد ترامب يقترب الآن من ’بوابة الخروج‘، لأنه يحلق قريبا من قرص الشمس فيما يتعلق بجهود النظام لانتهاج سياسات جديدة تجاه إيران وفنزويلا وكوريا الشمالية.. إن ترمب يريده أن يغادر». لكن كاتب المقال يتساءل قائلا: «هل يريد الرئيس الأمريكي ذلك حقا؟»، ويجيب: «إن بولتون ينفذ خطة موضوعة مسبقا بحماس شديد؛ إذ يقال إنه مكلف بتنفيذ خطة مستقبلية وضعها البنتاجون للانتشار المكثف في المنطقة في حال وقوع أي هجوم من قبل نظام طهران». ويضيف: «أما من ناحية الرئيس الأمريكي، فإنه يحاول تهدئة الأجواء عبر الحديث عن إقالة بولتون». 

في الأسبوع الماضي، أخبر ترامب الصحافيين بأن بولتون لديه آراء متشددة للغاية، «لكن هذا ليس مشكلة. في واقع الأمر أنا أحاول تهدئة جون؛ وهذا أمر مدهش للغاية»، في إشارة إلى طبيعته الشخصية الجامحة. ويضيف: «أنا الذي يقوم بتهدئته.. حسنا.. لدي شخصيات مختلفة. لدي جون بولتون، ولدي آخرون أكثر هدوءا منه»، لكنه(ترامب) لا يفوته أن يؤكد «أنا أحب جون».

لكن تأكيدات الرئيس ترامب  – كما يوضح ميلز – لم تفلح في كبح جماح التخمينات التي تستشري في واشنطن، وفي غيرها من عواصم العالم، بأن هناك تفاهما واضحا بين ترامب وبولتون، وبأن مستشار الأمن القومي هو من يقود زمام المواجهات العالمية التي هندستها إدارة ترامب، خاصة فيما يتعلق بإيران.

الشجار بين بولتون وبومبيو

  ويضيف ميلز: «يمضي الجدل المحتدم إلى أبعد من ذلك، حيث يفيد مسئول في وزارة الخارجية ومسئول سابق في الإدارة الأمريكية بأن بولتون ومايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي، يتشاجران طوال الوقت». ويرسم مسئول سابق رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية، لا يزال قريبا من دوائر ضاحية «فوجي بوتوم»، حيث يقع مقر وزارة الخارجية الأمريكية، صورة لبومبيو في غمرة حماسه لفكرة عزل نظام طهران، وهلعه من شبح اندلاع حرب قد تعصف باستقرار منطقة الشرق الأوسط.

ويزداد الوضع تأزما يوما بعد يوم. فقد قامت الولايات المتحدة مؤخرا بنشر سفن حربية في ’الخليج الفارسي‘، وقام متمردون حوثيون مدعومون إيرانيا بتنفيذ هجوم على ناقلات نفط سعودية. ويؤكد ميلز أن مسئولا في وزارة الخارجية الأمريكية أخبره بأنه «بالرغم من انتماء بومبيو إلى المحافظين، إلا أنه يدافع بحماس عن طبيعة عمل وزارته، ويبدي اهتماما كبيرا بأن يكون محبوبا بين المسئولين في مجاله المهني. لكن بولتون، على العكس من ذلك، يكره العمل الدبلوماسي، ويميل إلى العنف».

فيما يتعلق بإيران، كما يوضح ميلز، يجري الآن استغلال هذه الانشقاقات الصارخة من قبل الموجودين خارج الإدارة الذين يسعون إلى تصحيح المسار الإيراني وخطة العمل المشتركة الشاملة، التي وقعتها إيران بشأن برنامجها النووي مع دول الـ 5 + 1(الصين، وفرنسا، والمانيا، وروسيا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة).

وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف مؤخرا لبرنامج Face the Nation، على شبكة CBS الأمريكية، قائلا «لا نعتقد أن الرئيس ترامب يرغب في الدخول في مواجهة عسكرية ضد إيران، لكننا نعلم أن هناك أفرادا يدفعون بهذا الاتجاه.. لقد قال السفير بولتون إننا بحاجة إلى الاستفادة من وجود ترامب في سدة الرئاسة للتعامل مع إيران». وفي السياق ذاته، صرح كل من كولين كاهل وجون وولفستهال، العضوين السابقين في إدارة أوباما، لصحيفة لوس أنجلوس تايمز مؤكدين «إنه عالم جون بولتون. والرئيس ترامب يعيش فيه فقط».  

وعلى الطرف الآخر، كتب دوجلاس ماكجريجور، منافس بولتون وخليفته المحتمل، في صحيفة Spectator USA: «جون بولتون هو المشكلة.. لقد أصبح مستشار الأمن القومي في إدارة ترمب مصدر خطر، لا سيما على مُثُل الرئيس».

ويختم ميلز مقاله متسائلا: «هل ستنجح هذه الحملة في ممارسة الضغوط اللازمة؟»؛ ويجيب بواقعية شديدة: «هناك شيئان مؤكدان، أولهما أن الرئيس لا يحب أن يستولي غيره على سلطته في اتخاذ القرار؛ وثانيهما أن بولتون سيظل يوقد نار الحرب ما بقي في السلطة».

*يمكن مطالعة النص الأصلي للمقال باللغة الإنجليزية من هنا ?

 

أحمد بركات

باحث و مترجم مصرى

Related Articles

Back to top button

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker