في إطار السعي لخلق مساحات فنية أوسع لشباب الفنانين، وفي ظل وضع ثقافي مأزوم، تقوم بعض الأماكن الثقافية المستقلة -بين وقت وآخر- بتنظيم معارض جماعية تتيح للمشاركين فيها مساحات مختلفة للتعبير عن أنفسهم بواسطة أعمالهم. وفي هذا الإطار جاء المعرض الفني الجماعي الذي ينظمه مركز «درب 1718» في الفترة من 11 يونيو الجاري إلى 11 أغسطس المقبل، بمشاركة 18 فناناً من دول مختلفة تحت عنوان «الدرب إلى النهضة»، مستخدمين فيه الرسم أو النحت والوسائط البصرية والتركيب الفني.
تقول ياسمين حسين «مدير المركز»، إن المركز يقوم بتنظيم أكثر من معرض على مدار السنة، منها معرض «أوف بينالي» في نوفمبر، ولكن في الفترة الحالية في بداية الصيف عادة لا يكون هناك معارض فنية في مصر، لكن هذا العام نُظِّم أكثر من معرض في القاهرة، بداية من بينالي القاهرة الدولي، بالإضافة لبعض المعارض الخاصة، ومعرضنا «الدرب إلى النهضة».
وتضيف ياسمين: لأول مرة يتم اختيار منسق أجنبي للمعرض وهو «هنري وو»، والمشاركة في اختيار المشاركين، من كوريا والفلبين وسويسرا بالإضافة إلى المصريين، ومعظم الفنانين من الشباب، لإعطائهم الفرصة في العرض في ذلك التوقيت».
المعرض يتم تنظيمه بالمشاركة مع السفارة السويسرية، وسفارة الفلبين، والمنتدى الثقافي النمساوي، والمركز الثقافي الكوري والمركز الثقافي الصيني بالقاهرة.
سلسلة السبانخ
من اللوحات المعروضة في المعرض، لوحة الفنانة الأمريكية صينية الأصل سو هوانغ بعنوان «سلسلة السبانخ» و هي «سلسلة من المطبوعات تصور السبانخ الصينية معلقة على عيدان تناول الطعام الصيني، يستخدم العمل مواد من أصل صيني، وهناك أيقونات من الثقافة السردية الداخلية «الراهب البوذي والتنين المتكئ والمرأة التي تعلق شعرها» ..يستكشف العمل أيضا قدرات التعرف على المواد في النظام البصرى البشري والتأثيرات البيئية التي تسبب لنا رؤية الأشياء»، كل من ينظر إلى تلك اللوحات دون النظر إلى شرح الفنانة القائمة عليه، قد يرى تكوينات تختلف من شخص لآخر.
عن أرملة إيطالية جميلة
عمل فني آخر بعنوان «لحظة» للفنانة هبة الدويك «تقول عنه :إنه سلسلة من اللوحات التي تروى قصة امرأة شابة جميلة في عام 1940 في بلدة صقلية التي شهدت أحداثا عديدة في ذلك الوقت، حيث دخلت إيطاليا الحرب العالمية الثانية، وكان زوج تلك المرأة ضمن القوات المقاتلة، وبعد تلقي خبر مقتل زوجها، أصبحت تعيش بمفردها كأرملة حرب جميلة وأصبحت هاجس كل رجل وموضع حسد كل امرأة، وتتكاثر الشائعات حولها مما يدفعها إلى السماح لضابط سلاح غير متزوج لزيارتها بعد حلول الظلام، وبعد رسالة مجهولة يتم إدانتها وتقديمها للمحاكمة، وفي النهاية يرسل الضابط شهادته بأنه لم يكن سوى صديق عرضي».
اترك وراءك هذه الوجوه
ومن أبرز الأعمال التى عرضت في المعرض، العمل الفني للمصري «عمر خضير» تحت عنوان «98 وجه … للتخلص من الماضي يجب أن تتركهم وراءك– ويقول عنه عمر» العرض مصور بواسطه التليفون في الفترة ما بين 2016 و 2019 وهو مشروع توثيق الأحداث التسلسلية السياسية عبر تصوير تأثير كل من «الشعب والتلوث والزمن» على ملصقات الانتخابات والتي تعتبر من أهم أدوات التواصل السياسي، وتحولت إلى سلسلة مذهلة من التلوث البصري، والتعبيري والتجريدي».
ويضيف عمر «هم 98 وجه محتاجين نشوفهم عشان ننساهم، هي طريقة للتخلص من الماضي، وفي نفس الوقت طريقة للخيال لتعرف أصحاب الصور المستخدمة».
وفي الأخير نعرض عددا من الأعمال المشاركة في المعرض