فن

«فريد شوقي».. «الفتوة» الذى أحبه أبناء البلد فجعلوه «ملكا»

تسعة وتسعون عاما مرت على ميلاد وحش الشاشة وملكها المتوج فريد شوقى، ذلك الفنان الذى استطاع أن يتربع على قلوب البسطاء وجماهير الدرجة الثالثة، فكان الفارس لخيالهم والمدافع عن أحلامهم والمحقق لآمالهم، فنصبوه ملكاً للسينما ووضعوه على عرش إيرادات شباك التذاكر، وهو فنان صاحب تاريخ طويل وعريض، أثرى الحقل الفنى ممثلاً ومنتجاً ومؤلفاً، وهو من حصدت أفلامه العديد من الجوائز وحققت أضخم الإيرادات.

https://www.facebook.com/Aswatonline/videos/2321594494767457/?t=1

 طفولة فى الحى الشعبى

 في الثلاثين من يوليو لعام 1920م، ولد فريد شوقى محمد عبده، في منطقة البغالة التابعة لحي السيدة زينب بمحافظة القاهرة، لأب من أصول تركية وأم مصرية.

ألحقه والداه بمدرسة الناصرية الابتدائية، وحصل منها على الشهادة الابتدائية في عام 1937م، ثم واصل رحلته التعليمية حتى التحق بمدرسة الفنون التطبيقية، ومنها حصل على شهادة الدبلوم، وفي تلك الفترة تضاعف شغف فريد شوقي بالتمثيل، وصار احترافه هو الحلم الأكبر بالنسبة له، وفور تخرجه بدأ يتردد على الفرق المسرحية واستوديوهات السينما، آملاً أن يجد من يمد له يد العون، ويضع قدمه على أول الطريق نحو عالم الشهرة والأضواء.

إبن البلد

 لعب «فريد شوقى» أدوارا متباينة، وقدم شخصيات مختلفة ومتنوعة وأجاد تجسيدها جميعاً بشهادة النقاد، إلا أنه احترف تقديم شخصية ابن البلد أو شخصية البطل الشعبي واشتهر بها، وفي الحقيقة أن سمات وخصائص الشخصيات الشعبية حُفرت داخل فريد منذ طفولته، ذلك أنه تربى في حى السيدة زينب الشعبى الذى يحيط به عدد من المناطق والأحياء الشعبية مثل القلعة والحسين والغورية وباب الخلق، وبموهبته الفطرية راح فريد يتأمل الشخصيات من حوله ويختزنها، ومن ثم صار من السهل عليه تجسيدها على الشاشة.

كانت بداية تعرف الجمهور على فريد شوقى طيبة وموفقة، إذ كان من قدمه هو يوسف وهبى وذلك فى فيلم «ملاك الرحمة» ولفت «فريد» من خلال هذا العمل  انتباه الجماهير وكذلك صُناع السينما، مما مهد له الطريق ليحصل على دوره الثاني في العام التالي مباشرة، وذلك حين اختاره المخرج حسن الإمام ليلعب دوراً بفيلم «ملائكة في جهنم»، وقد اغتنم فريد هذه الفرصة أيضاً وأجاد تجسيد الدور، ومن ثم توالت عليه العروض وتدرجت مساحة الأدوار التي كانت تسند إليه، حتى صار في النهاية بطلاً للأفلام وأحد أبرز نجوم الشباك في عصره.

مشوار فني طويل

أثرى فريد شوقى الساحة الفنية بالعديد من الأعمال، التي تنوعت ما بين أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية، على مدار نصف قرن تقريبا، وكذلك كان مولعاً بفن المسرح، حيث حرص على تقديم عرض مسرحي كل عدة سنوات، وتجاوز عدد الأفلام التي قدمها للسينما الـ 300 فيلماً، وقد لعب في أغلبها دور البطولة، ومن أشهرها أفلام: «الفتوة»، «رصيف نمرة 5»، «الأخ الكبير»، «شاويش نص الليل»، «حميدو»، «جعلوني مجرماً»، «يا رب ولد».

اقرأ أيضا:

قدم للتلفزيون قرابة الاثني عشر مسلسلاً، أشهرها «البخيل وأنا»، «صابر يا عم صابر».

 كما شارك في تقديم ثمانية عشر عرضاً مسرحياً، أشهرها على الإطلاق مسرحية «شارع محمد علي» والتي شاركه بطولتها شريهان وهشام سليم والمنتصر بالله.

https://youtu.be/FOBlAIJBY0E

الوسام الأبرز

تعددت الجوائز التي نالها فريد شوقي عن أعماله المتنوعة كما تعددت الوظائف الفنية التي قام بها، فكما حصل شوقي على جوائز عن أعماله الفنية سواء سينمائية أو تليفزيونية أو مسرحية، نال جوائز أخرى بصفته منتجاً وكاتباً للسيناريو والحوار، وإجمالاً فإن الجوائز التي نالها فريد شوقي على مدار مشواره الفني، تجاوز مجموعها الـ 90 جائزة، ولكن يبقى وسام الفنون هو الأبرز بين هذه التكريمات، وكان له حب خاص في قلب وحش الشاشة نفسه، إذ تسلمه من يد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شخصياً.

ملك الترسو

لا يتمثل الإنجاز الفني الحقيقي في مسيرة فريد شوقي في عدد أعماله أو جوائزه فقط، بل يتمثل أيضا في كثرة محبيه والشعبية الجارفة التي حظي بها، فقد كان البطل السينمائي المفضل لقطاع كبير من الشعب المصري والعربي، خاصة طبقة أبناء البلد من البسطاء والكادحين، فقد كانوا يرون فيه سفيرهم على الشاشة، الذي يتكلم بلسان حالهم ويجسد واقعهم، ويترجم معاناتهم وآمالهم في صورة فنية بديعة، وكان ذلك سبباً في منحه لقب ملك الترسو.

أبو البنات

فريد شوقي عاش خمسة تجارب زواج كانت تجربته الأولى في سن مبكرة إذ تزوج بعد إتمامه العام الثامن عشر من عمره، وسرعان ما انتهت هذه التحربة بسبب الغيرة المبالغ فيها، ثم خاض تجربة الزواج الثانية من محامية تعرف عليها من خلال صديق مشترك، و ولم ينجب فريد من أى من زوجتيه الأوليين.. ثم كانت زيجته الثالثة من الممثلة «زينب عبد الهادي» ورُزِق منها بابنته منى، وبعد انفصالهما تزوج من -حب عمره- الفنانة هدى سلطان، ورُزق منها بابنتيه ناهد ومها، ومثلت قصة زواج فريد شوقي من هدى سلطان أشهر قصص الحب في الوسط الفني، إلا إن الخلافات عرفت طريقها إليهما فقررا الانفصال، وبعدها خاض فريد تجربة زواجه الخامسة والأخيرة من السيدة سهير ترك، والتي استمر زواجه منها حتى وفاته، وأنجب منها ابنتيه عبير ورانيا.

امتلكت بنات «ملك الترسو» جميعهن حساً فنياً حرص والدهن على غرسه فيهن، ولكن اثنتين منهن فقط احترفتا العمل بالحقل الفني، وهما المنتجة ناهد فريد شوقي والممثلة رانيا فريد شوقي.

يوم رحيل الملك

رحل فريد شوقي في السابع والعشرين من شهر يوليو لعام 1998م، إثر إصابته بالالتهاب الرئوي الذي داهمه بسبب التدخين

وقد أصاب نبأ وفاة شوقي الوطن العربي بأكمله بحالة من الحزن، وتم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير في جنازة شعبية حاشدة، شارك فيها الآلاف ممن أسعدهم بفنه طيلة مشواره.

الفيديو جرافيكس

نص: حمدي شعبان

تحريك ومونتاج: عبد الله محمد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock