قامت أم كلثوم في مطلع نجوميتها عام 1932 بزيارة العراق لأداء مجموعة من آخر أغانيها. استقبلها سائر الأدباء والشعراء والوزراء وزعماء البلاد وحتى بعض شيوخ العشائر. ما زالت عوائلهم تحتفظ وتعتز بالتصاوير الفوتوغرافية التي أخذوها مع سيدة الطرب العربي. وهناك في دواوين الشعراء، ومنهم عبود الكرخي، قصائد تذكارية نظموها عنها ونشروها في الصحف الوطنية في هذه المناسبة. كان منهم بعض رجال الدين وشعراء الغري وعلى رأسهم العلامة الخاقاني الذي تغنى بصوت السيدة أم كلثوم فقال فيها:
قمرية الدوح يا ذات الترانيم
مع النسور على ورد الردى حومي
من شأن العراقيين ربط أي موضوع بالسياسة، وهكذا ربط مثقفوهم بين زيارة أم كلثوم وغنائها بما كانت تعصف في بلدها مصر من مشاكل، والسياسات الحزبية لحزب الوفد. كان العراقيون يؤيدون حزب الوفد على اعتباره الحزب الوطني الذي يقارع الاستعمار البريطاني. فقال أحدهم وهو يخاطب أم كلثوم في مقطوعة رباعية فيقول:
فهيا أيتها الغادة
وغنيني على العادة
خذي قلمي إلى الوفد
فإني في الهوى وفدي
بيد أن العلامة محمد بهجة الأثري رحب في قصيدة أخرى بمجيء أم كلثوم للعراق فقال:
روح من الملأ الأعلى يناجينا
أم بأغمام من ضياء الخلد يشجينا
سل ساري النجم عنه كيف قيده
حيران يسمع منه السحر تلحينا
وكان من الشعراء الذين قالوا الشعر عنها جميل صدقي الزهاوي في قصيدة مطلعها:
الفن روض أنيق غير مسؤوم
وأنت بليلة يا أم كلثوم
بيد أن الشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي نظم قصيدة باللهجة العامية على عادته ومنهجه خلط فيها بين المدح والذم. وكما قلت أعلاه لا ينفك العراقيون من الربط بين أي موضوع بالسياسة. استهل الشاعر قصيدته بالترحيب بأم كلثوم قائلاً:
يا هلا بست الغواني
الكاملة وحلوة معاني
يعجز بمدحك لساني
وكذلك أهل قطري
اقرأ أيضا:
أم كلثوم في القدس via @aswatonline https://t.co/MOmPiWGd8i
— أصوات Aswat (@aswatonline) July 30, 2019
نقلا عن: الشرق الأوسط