تقيم مكتبة الإسكندرية يوم 25 ديسمبر الجاري، احتفالية لتكريم اسم الكاتب الكبير الراحل أحمد بهاء الدين والكاتبة الدكتورة لوتس عبد الكريم لدورهما في تأسيس وإصدار مجلة «الشموع» الثقافية التي بدأت شهرية ثم استمرت فصلية بعد ذلك.
وستقوم الدكتور لوتس عبد الكريم بهذه المناسبة بإهداء المكتبة أعداد مجلة الشموع التي صدر عددها الأول سنة 1986 برئاسة تحرير أحمد بهاء الدين، وقد نشر فيها كبار كتاب ومفكري وأدباء مصر مثل توفيق الحكيم، ويوسف إدريس، وجمال الغيطاني، وفاروق شوشة، وأحمد أبوزيد، وإحسان عبد القدوس، ومصطفى محمود، وغيرهم.
وعن الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين وتجربته مع المجلة، تقول الدكتورة لوتس عبد الكريم إن حماسته كانت غير عادية، وتفاؤله واستعداده أقوى بكثير من تفاؤلي، «فقد كان يأمل أن تكون لنا دار صحفية مثل (دار الصياد) اللبنانية، وبذلنا مجهودًا كبيرًا، وتعاون معنا مشاهير الصحافة والأدب والفن، وتوالى إصدار «الشموع».
وتضيف «كنا نسافر مع هيئة التحرير والكتَّاب إلى لارنكا في قبرص، حيث الترخيص والطباعة والإعداد والتكاليف الباهظة، لأنها كانت مجلة كما أريد لها تمامًا، وكقول بهاء (ليست للاتجار ولا للانتشار)». مضيفة «كان مثاليًّا في نواياه وتوقعاته، إذْ أن الناس لا تقبل على قراءة المجلات الثقافية، كما لا يشجِّع البائعون توزيعها».
وتشير الدكتورة لوتس إلى أنها عرفت أحمد بهاء الدين أول ما عرفت في الكويت، خلال سنوات رئاسته لتحرير مجلة «العربي»، «ولم يخطر في بالي يومًا أن نتشارك في رسالة عظيمة الفائدة والقيمة، تخدم المجتمع، وترتقي بالذوق في الوطن من خلال مجلة «الشموع» التي أسستُها، في وقتٍ لم تكن فيه مجلات ثقافية مستقلة تصدر في مصر».
وتختتم كلامها قائلة: «كأن أحمد بهاء الدين كان يسبق الزمن الذي نحياه الآن، ويرى حجم المعاناة، إذ كان يقول: (لو شبَّ أولادنا وبناتنا على فهم وإدراك وتحسس قيم الذوق والجمال، لحلت مشكلات كثيرة في مهدها، بدلا من أن يطفو القبح في كل مكان، ليصبح طوفانا، يغرق كل شيء، ولا يمكن السباحة ضده، ولكن أين سيجد أولادنا وبناتنا من يغرس في نفوسهم حاسة الذوق، وقيم الجمال على وجهها الصحيح؟».
يحضر الاحتفالية التي تستمر يوما واحدا، الدكتور زياد بهاء الدين ابن الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين، ونائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية ووزير التعاون الدولي سابقا، وعدد من الكتاب والمثقفين والصحفيين.