في يوم فني مميز، جمع بين روعة الإبداع وقوة الإرادة من مواهب انتصرت على قسوة الإعاقة لتملأ الدنيا فنا وإبداعا، شهدت سينما «الهناجر» بدار الأوبرا المصرية، حفل توزيع جوائز مسابقتي «المواهب الذهبية» و«مناهضة العنف ضد المرأة».
فما أن تدخل إلى قاعة سينما الهناجر، حتى يفاجئك هذا العدد الكبير من اللوحات التي تزين جدران المكان، لوحات متنوعة ومتعددة، ما بين فن حر، ومجسّمات. لكن ما يبهرك حقا هي اللوحات التي عبّرت عن مناهضة العنف ضد المرأة، ويزيد انبهارك حين تعرف أن من قام برسم تلك اللوحات هم من تلاميذ المدارس. ويتضاعف الانبهار حين تستوقفك لوحة من هذه اللوحات وتسأل عن مبدعها، فتعرف أنه طفل من ذوي الهمم «ذوي القدرات الخاصة».
مسابقتان في معرض واحد أقامتهما جمعية «البلد اليوم» بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم.. المسابقة الأولى بعنوان «المواهب الذهبية» وشارك فيها الأطفال من ذوي الهمم «ذوي القدرات الخاصة» على مستوى مدارس التربية الخاصة. أما المسابقة الثانية فكانت عن مناهضة العنف ضد المرأة، على مستوى مدارس الجمهورية.
ضم المعرض العديد من اللوحات الفنية التي عبّرت عن معاناة المرأة مع ظاهرة العنف، إلى جانب العديد من اللوحات الأخرى التي حملت كما كبيرا من الإبداع بعيون أطفالا صغار شاركوا في تلك المسابقة من نحو 570 مدرسة على مستوى الجمهورية، وكشفت رسوماتهم عن مواهب متميزة وواعدة في التعبير عن رفضهم للعنف ضد المرأة.
وقد حظى هذا المعرض الذي استمر على مدى ثلاثة أيام، باهتمام وحضور كبير من رجال السياسة والثقافة والفن، وكان في مقدمة الحضور الدكتور محمد عبد الغني عضو مجلس النواب ورئيس مجلس إدارة جمعية «البلد اليوم»، والدكتور فتحي عبد الوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية، والدكتورة مي البطران عضو مجلس النواب، د. رباب عبد المحسن ممثلة عن وزارة التربية والتعليم، ود. هادية صابر منسق عام جمعية «البلد اليوم»،
وفي كلمته خلال افتتاح المعرض أعرب الدكتور محمد عبد الغني عن سعادته البالغة بتكريم هؤلاء الفنانين الصغار الموهوبين، وقال: لقد فاجأنا هؤلاء الأطفال بأكثر من المتوقع منهم، حيث قدموا إبداعات جديدة وبديعة فاقت توقعاتنا، خاصة ما قدمه الأطفال ذوي الهمم، مضيفا أن سعادته بإبداعاتهم أكبر من سعادتهم باستلامهم الجوائز.
ومن جانبها قالت الدكتورة رباب عبد المحسن ممثلة وزارة التربية والتعليم في كلمتها خلال حفل توزيع الجوائز على التلاميذ المشاركين في المسابقة، إن هذه اللوحات هي ثمرة جهد وتفكير وإبداع الطلبة، الذين عملوا على مدار ساعات وأيام متواصلة لتنفيذ تلك اللوحات بهذا الشكل الفني الجاد.
ووجهت رباب عبد المحسن الشكر لجمعية «البلد اليوم» على إتاحة الفرصة للوزارة لإقامة مثل هذه المسابقات في 570 مدرسة على مستوى الجمهورية.
د. رباب عبد المحسن ممثلة وزارة التربية والتعليم أثناء تسلمها للجائزة
وفي كلمتها قدمت د. هادية صابر منسق عام جمعية «البلد اليوم»، الشكر لكل الحضور ولكل القائمين على تنظيم هذه المسابقة، لافتة إلى أن الصورة المغلوطة المأخوذة عن وزارة التربية والتعليم، قد تحطمت في هذا الحدث بمشاركتهم في هذه المسابقة بشكل فعال.
وقالت إن رسالة هذا المعرض هي أن نخاطب المجتمع ونشعره بأن هناك نقطة إبداع تحتاج منا للرعاية والاهتمام، وتغيير الصور السلبية التي تم أخذها عن الأبناء في هذه المرحلة العمرية.
وقد اختتم الحفل بإعلان أسماء الفائزين بجوائز المسابقة وتوزيع الجوائز عليهم، مع منح شهادات تقدير خاصة من لجنة التحكيم لكل المواهب المشاركة في المسابقة. كما تم تكريم لجنة تحكيم المسابقة، الذين رحبوا بأداء هذه المهمة تطوعا ودون مقابل، تقديرا منهم لما تمثله من قيمة إنسانية وفنية رفيعة.