فن

في ذكراه الأولى: محمود الجندي «الممثل» الذى رسمت «الدراما» محطات حياته

في ساعة مبكرة من صباح الخميس (11 أبريل) من عام 2019، وفى إحدى مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر، وبعد أزمة صحية قصيرة، رحل الفنان القدير محمود الجندي عن عمر ناهز الرابعة والسبعين، هذا الفنان الكبير الذي أثري الشاشة المصرية بالعديد من المسلسلات والأفلام والمسرحيات.

هو واحد من الفنانين الذين شقوا طريقهم فى عالم الفن بصعوبة، وقد عانى الجندى كثيرا فى بداية مشواره الفنى حتى نال المكانة التى يستحقها كممثل موهوب وقدير. الجندي الذي ولد عام 1945 بمدينة أبو المطامير بمحافظة البحيرة في دلتا مصر، عشق الفن بالوراثة منذ طفولته المبكرة، إذ كان والده محبا للسينما لدرجة أنه أنشأ أول دار عرض سينمائى بمدينة أبو المطامير، وحين وصل الجندى إلى المرحلة الإعدادية ساءت ظروف والده المادية فالتحق بمدرسة الصنايع قسم النسيج، كى يستطيع الحصول على عمل بعد التخرج مباشرة لمساعدة أسرته، وبالفعل عمل الجندى بعد تخرجه لفترة قصيرة كعامل في أحد المصانع، ثم دفعه شغفه بالفن للانتساب بالمعهد العالي للسينما بالقاهرة.

البداية

بعد تخرجه بدأ الجندي مشواره مع الفن بأدوار صغيرة في عدد من المسلسلات والسهرات التلفزيونية والمسرحيات، إلى أن وقف في 1979 أمام فؤاد المهندس في مسرحية (إنها حقا عائلة محترمة)، وبعدها  ثبّت أقدامه في عالم الفن بدور مصطفى الشوان شقيق البطل جمعة الشوان في المسلسل الشهير (دموع في عيون وقحة) عام 1980 أمام النجم عادل إمام.

وكانت انطلاقته القوية عام 1983 مع مسلسل (الشهد والدموع) تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج إسماعيل عبد الحافظ، والذي قدم فيه الجندي شخصيتين هما شوقى رضوان الإبن الأصغر الذى ورث مع شقيقه الأكبر تجارة والدهما ويستولى شقيقه على نصيبه فى الميراث، ليرحل بعد ذلك مقهورا على ضياع ميراثه، أما الشخصية الثانية فهى شخصية الإبن حسين المرح رغم كل ظروفه الصعبة.

رحلة

فى السينما قدم الجندي عشرات الأفلام منها «الكروان له شفايف 1976 – فى دور سكرتير إحدى الفرق الفنية، شيلنى وأشيلك1977 – في دورضابط الشرطة، الجمالية1980 – في دورصلاح عبد الستار، الطوفان1985 – في دوريوسف، التوت والنبوت1986 – في دور ضيا الناجي، رد فعل2011 – في دور المحامي جمال الأسيوطي، الحرب العالمية الثالثة2014 –  في دورمنصور أبو خميس، الهرم الرابع 2016 – في دور على الزناتى –، هروب اضطراري2017 – في دور محمد عثمان.

مشهد من فيلم «اللعب مع الكبار»

وفي مجال الدراما التلفزيونية، قدم الجندي عشرات المسلسلات التليفزيونية منها «للزمن بقية 1980 – في دور بكري، عيلة الدوغري 1980 – في دور حسن الدوغري، رحلة السيد أبو العلا البشري 1986 – في دورعمرو، حديث الصباح والمساء 2001 – في دور الشيخ معاوية، السيرة الهلالية (ج3) 2001 في دور أبو القمصان، حرس سلاح 2002 – في دور عادل، فارس الرومانسية 2003 – في دورمحمد السباعى والد يوسف، نيللي وشريهان 2016 – في دور عم دهب، ظل الرئيس 2017 –  في دور أستاذ طاهر، الأب الروحي 2017 –  في دور ياسر الكومي».

مشهد من مسلسل «مزاج الخير»

وعلى خشبة المسرح انضم الجندى لمسرحية مدرسة المشاغبين وقدم شخصية الطالب أحمد بعد اعتذار أحمد زكى عن تكملة عمله بالمسرحية إنها حقًا عائلة محترمة 1979 في دورنور الدين أبو الفضل، علشان خاطر عيونك 1987 في دور مراد، زواج البنات 1990، ست الحسن: 1992، طرائيعو: 2002- في دور شعبولا (بعد انسحاب مدحت صالح)، ولاد اللذينة: 2007، سي علي وتابعه قفة: 2009، ملك الشحاتين: 2010، بلد السلطان: 2016».

مشهد من مسرحية «طرائيعو»

واشتهر الجندي بصوته العذب وغناء المواويل، الأمر الذي شجعه على تقديم ألبوم غنائي باسم (فنان فقير) عام 1990، لكنه لم يستمر في استثمار موهبته الغنائية.

حادث درامى

تزوج الجندي من السيدة ضحى حسن، التي أنجب منها ثلاث بنات وولد هو المخرج أحمد الجندي، وفي عام 2001 اندلع حريق في منزله أدى إلى وفاة زوجته ليعانى الجندي من أكبر صدمة في حياته، وفي عام 2003 تزوج من الممثلة عبلة كامل، لكن زواجهما انتهى بالانفصال في 2005، ليتزوج من ابنة الممثل جمال إسماعيل.

الجندي يتحدث عن زواجه من الفنانة عبلة كامل

محطات

 وبعيدًا عن الأضواء وكاميرات السينما والتليفزيون، هناك العديد من المحطات الانسانية في حياة هذا الفنان، وهي  تلك المتعلقة بحياته الخاصة، وأبرزها رحلته من الإلحاد إلى الإيمان، فقد سبق أن قال الفنان الراحل في لقاءات سابقة، إنه «عاش فترة تمرد وغرور وغليان فكرى خلال مرحلة شبابه، وأن هذه الفترة كانت مرحلة البحث عن الذات، وبها شبه غرور بأن كل حاجة أنا اللي بعملها بمجهوداتي، ولحظة الغرور خلتني اتجه إلى فترة تمرد»، وقد كانت مكتبته  في تلك الفترة المضطربة من حياته تمتلئ بكتب عن الإلحاد

وقال الفنان محمود الجندي، في لقاءاته السابقة، إن فترة شكه وإلحاده قد انتهت تماما بعد الرحيل المأساوي لزوجته الأولى ضحى حسن، وكان قد سبقه رحيل أقرب أصدقائه مصطفى متولى، مضيفا أن «الحادثتين خلوني أشوف إن الدنيا مش مستمرة وسألت نفسى أنا عملت إيه وأنا ماشي صح ولا غلط، لكن مش الحادثة بس اللي خلتني أرجع للإيمان، وأنا باطفي في الحريق بصيت على مكتبتي لقيت الكتب والجرايد اللي كتبت عنى وكل شغلي بتولع، لكن الجزء اللي فيه الكتب الإلحادية كانت بتولع بشكل رهيب، وكأن فيه تحدى، وأدركت إنها رسالة من ربنا، وهنا قلت أنا راضي باللي ربنا يكتبه» .. وفى الحادي عشرمن أبريل عام 2019 رحل محمود الجندي عن عالمنا مخلفا وراءه رصيدا كبيرا من الفن المحترم .. رحمه الله

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock