في ظل حالة التوجس والخوف التي أوجدها فيروس كورونا على مستوى العالم، أحجم كثيرون حول العالم عن الذهاب إلى دور السينما ومشاهدة الأفلام، كما بادرت معظم دور العرض إلى غلق أبوابها حرصا على سلامة الناس. وبطبيعة الحال اضطرت شركات الإنتاج لا سيما الكبرى منها في هوليوود، عاصمة السينما العالمية٫ إلى تأجيل عدد كبير من الأفلام التي كان من المتوقع عرضها هذا العام. إلا أن هذا التأجيل لم يمنع عشاق ومتابعي الفن السابع من ترقب أفلام بعينها متسائلين عن مصيرها وعن موعد عرضها بعد أن يخرج العالم من نفق كورونا المظلم
أفلام الخيال
ولأن ثمة مجموعة من المخرجين في هوليوود تجذب أسماؤهم المشاهدين تماماً كالنجوم، فان الجمهور يترقب أفلام هؤلاء المخرجين أكثر من غيرها. في مقدمة هؤلاء المخرجين المخضرم ستيفين سبيلبرج الذي حصدت أفلامه جوائز الأوسكار أكثر من مرة، عن أفلام مثل «قائمة شندلر» و«إنقاذ الجندي رايان» وغيرها.
يعود سبيلبرج في ٢٠٢٠ في ثوب جديد بعيد عن الأفلام التاريخية أو أفلام الخيال العلمي التي اشتهر بها، حيث يعيد تقديم المسرحية الغنائية الشهيرة «قصة الحي الغربي» التي قدمت على مسارح برودواي في مدينة نيويورك وتناولتها السينما من قبل.
فيلم «قصة الحي الغربي» للمخرج ستيفين سبيلبرج
يستعين سبيلبرج في هذه النسخة الجديدة التي تتناول قصة حب بين شاب وفتاة من مجتمعين متحاربين٫ بمجموعة من الفنانين الشبان مثل انسل الجورت وعدد من الفنانين الذي شاركوا في الفيلم الأصلي الذي أنتج في الستينات مثل ريتا مورينو. وينتظر النقاد الفيلم لرؤية ما هو الجديد الذي يمكن أن يقدمه مخرج مثل سبيلبرج لقصة كلاسيكية كهذه.
أما المخرج البريطاني كريستوفر نولان الذي يعد أحد أبرز المخرجين في هوليوود في السنوات العشرة الأخيرة، فيعود هذا العام أيضا بفيلم جديد بعنوان «تينيت» والذي كتب له السيناريو وهو بطولة الممثل الشاب جون ديفيد واشنطون.
فيلم «تينيت» للمخرج البريطاني كريستوفر نولان
تدور أحداث الفيلم في إطار خيالي حول عالم مستقبلي يسيطر عليه الصراع بين أجهزة الاستخبارات المختلفة وفي هذا الاطار يكلف عميل شاب بالسفر عبر الزمن في محاولة لمنع حرب عالمية جديدة.
ومن العائدين بقوة في ٢٠٢٠ المخرج أنطوان فوكوا مخرج سلسلة أفلام الإثارة «ذا اكواليزر»، وفيلمه المرتقب هذا العام يحمل اسم «انفنيت» أو «لا حدود له» وهو من بطولة مارك والبرج ويدور أيضاً في أجواء الإثارة والتشويق حول شخص يعاني مما يظن انها احلام تلاحقه إلا أنه يكتشف أن هذه الأحلام هي في حقيقة الأمر ذكريات من حياته السابقة.
أما روبرت زيميكس، مخرج أفلام «فورست غامب» و«كونتاكت» وغيرها من كلاسيكيات التسعينات، فمن المتوقع هذا العام عرض فيلمه الجديد «الساحرات» من بطولة آن هاثاواي والذي يروي قصة خيالية حول طفل لا يتجاوز السابعة من عمره يلتقي بساحرات يغيرن مسار حياته بأكمله.
المخرج روبرت زيميكس
حضور مصري
وينضم إلى العائدين هذا العام المخرج الشاب ذو الأسلوب المميز ويس اندرسون الذي رشح عدة مرات لنيل الأوسكار٫ ويحمل فيلمه الجديد عنوان «المجلة الفرنسية» وتدور أحداثه حول مجموعة من الكتاب والصحفيين الأمريكيين الذين يعملون في مدينة فرنسية لإصدار مجلة، ويسعون جاهدين لأن يكون العدد الاخير هو الأفضل بامتياز ولذا يجمعون فيه أكثر القصص تميزاً.
ورغم أدواره المميزة كانت كممثل مسرحي وسينمائي، إلا أن النجم البريطاني كينيث براناه يعود أيضا للإخراج كما فعل في أفلامه «هاملت» و«جريمة في قطار الشرق السريع» من خلال فيلم جديد بعنوان «جريمة علي ضفاف نهر النيل» وهو مقتبس من رواية بنفس الاسم للكاتبة البريطانية الراحلة أجاثا كريستي.
«جريمة علي ضفاف نهر النيل» للكاتبة البريطانية أجاثا كريستي
ويعود براناه في هذا الفيلم – كما في «جريمة في قطار الشرق السريع» – إلي تجسيد شخصية المحقق البلجيكي الداهية هيكتور بوارو والذي يسعى هذه المرة لكشف حقيقة جريمة غامضة حدثت في مصر، وهكذا تحضر مصر في هوليوود من خلال قصة فيلم.
ومن الملاحظ هذا العام دخول عدد من كتاب هوليوود البارزين إلى عالم الإخراج، ومن بين هؤلاء الكاتب آرون سوركين مؤلف مسلسل «الجناح الغربي» ومسلسل «غرفة الأخبار» وأفلام عدة مثل «ذا سوشيال نيتورك» وغيره، حيث يقدم سوركين تجربته الإخراجية الثانية هذا العام من خلال فيلمه «محاكمة ناشطي شيكاغو السبعة».
ويعيد الفيلم رصد أحداث حقيقية جرت عام ١٩٦٨ حين جرت محاكمة سبعه شبان معارضين لحرب فيتنام بتهمة محاولة عرقلة مؤتمر الحزب الديمقراطي في مدينة شيكاغو في نفس العام. ويصور الفيلم ما جرى في المحاكمة من محاولة لقمع هؤلاء الشبان وتداعيات هذه المحاكمة على الرأي العام الأمريكي في تلك الفترة.