تمر اليوم الذكرى الـ ١٤ لوفاة أديب مصر الرائع، صاحب نوبل، فيلسوف الرواية الكبير نجيب محفوظ..
قررنا في أصوات أن نحتفي به دائمًا ونحتفل بأديبنا الخالد بملف عنه وعن أدبه..
جهزنا ملفا يشمل عده موضوعات تغطي جوانب مختلفة ونحن نحيي ذكراه..
الملف اشتمل على مقال للكاتب الصحفي الكبير محمد حماد يتناول فيه جانبًا غامضًا من حياة نجيب محفوظ الموظف وتأثير عمله الوظيفي على أدبه ورؤيته للحياة وشخصيات رواياته، وعرض لكتاب الناقد الأدبي الكبير عبد المحسن طه بدر “الرؤية والأداة” قدمته الأستاذة نفيسة دسوقي، وضم أيضا مقالا من أحد أصدقاء محفوظ المقربين وهو الدكتور زكي سالم تناول فيه جوانب إنسانية في حياة أديبنا الراحل؛ وفي نفس الوقت لم يغفل الملف تأثير أديب نوبل على كتاب أصوات فكتب عمرو بدر عن رسائل نجيب محفوظ التي أثرت في شخصيته، وسأل خالد حماد الجيل الجديد من الأدباء عن تأثير أدب محفوظ عليهم..
هذا الملف اجتهدنا أن يغطي مساحة جيدة تليق بأديب مصر الكبير ودوره وتأثيره وأفكاره، تلك الأفكار التي ألهمت أجيالا، وما زالت تضيء العقول وتدافع عن الحب والخير والحرية..
حضرة الموظف نجيب محفوظ: تمنيت ترك الوظيفة لكن «مصر بلد الوظائف»
محمد حماد
انقسمت حياة نجيب محفوظ العملية بين صفتي الموظف والمؤلف، وحكمت هذه الثنائية مشواره المهني، وتداخلت الصفتان طوال 37 سنة من عمره المديد قضاها موظفاً في دواوين الحكومة، وكتب خلالها العديد من أعماله، بدأ مشوار الوظيفة فور تخرجه من كلية الآداب قسم الفلسفة في عام 1934، وتسلم أول وظيفة له في 11 نوفمبر 1934 كاتباً بقلم المستخدمين في الجامعة المصرية ليخرج من الوظيفة وكان قد صار مستشاراً لوزير الثقافة بدرجة نائب وزير في 10 ديسمبر 1971، ليسترد مرة أخرة حريته وجزءاً مهما من وقته كان يضيع في دواوين الحكومة ويتفرغ للكتابة وانضم بناء على طلب محمد حسنين هيكل إلى كتيبة كبار الكتاب بجريدة الأهرام.
نصائح الصديق وحكمة الأستاذ
د. زكي سالم
فى حدود تجربتي الإنسانية، لم أعرف طوال حياتي إنسانا مثل نجيب محفوظ، وكذلك لم أعرف صديقا مثله، فهو صديق جميل جدا، تعرف معه معنى المثل الشائع، الرفيق قبل الطريق، فقضاء وقت برفقة محفوظ هو بالتأكيد من أمتع الأوقات وأجملها، هذه هى خبرتي معه على مدى نحو ثلاثة عقود متصلة، كانت أجمل ساعاتها هى تلك التي أقضيها معه، سواء كنا وحدنا، أو كان معنا عدد من الأصدقاء، لدرجة أن مجرد وجودي إلى جواره وبدون حتى أن نتبادل الحديث، هذا الوجود الصامت ذاته، من أروع ما يمكن!
عندما أرسل لي نجيب محفوظ ثلاث رسائل
عمرو بدر
في عام ٢٠٠٦ بينما كنت أجلس في مقر عملي بصالة تحرير جريدة الدستور وبشكل مفاجيء وبلا مقدمات سألني الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى وكان وقتها رئيسا لتحرير الجريدة : “عمرو إيه أول عمل قريته لنجيب محفوظ”، باغتني السؤال، ولكن الغريب أني شعرت للحظات أن عقلي يسترجع ليس العمل الأول الذي قرأته لأديب نوبل فقط؛ بل يستعيد كل أحاسيسي النفسية وقت القراءة، ولثواني غرقت في جمال اللحظات التي تملكتني وعشتها، تذكرت غرفتي المغلقة علي بالساعات، وسهري حتى ساعات متأخرة من الليل وأنا احتصن الرواية، تذكرت تركيزي مع كل التفاصيل الصغيرة وكأنني أعيش فيها أو كأنها جزء منها، ثم استفقت من خيالي الذي استغرق ثواني فأعادني سنوات للوراء وأجبت عيسى مبتسما: السمان والخريف!
«الرؤية والأداة».. نجيب محفوظ بعيون عبد المحسن طه بدر (١)
نفيسة الدسوقي
أديب نوبل وعميد الرواية العربية نجيب محفوظ «11ديسمبر-30 أغسطس2006» الذي طالما حار فيه نقاد الأدب العربي المعاصر وأختلفوا فيما بينهم حوله؛ فكان منهم ذلك الفريق الذي أغفل تماما تلك العلاقة التي تربط بين رؤية الأديب للحياة والإنسان وبين منتجه الإبداعي تحت دعوى تمكنهم من تحليل النص الأدبي والوقوف على جمالياته، والفريق الآخر الذي استغرق في محاولة الربط بين رؤية نجيب محفوظ للحياة والإنسان وبين ما انتجه دون التنبه لإبراز الآثار الدقيقة التي ترتبت على تلك الصلة في بناء العمل الأدبي نفسه.
«الرؤية والأداة».. نجيب محفوظ بعيون عبد المحسن طه بدر (2)
نفيسة الدسوقي
الناقد الأدبي الكبير الدكتور عبد المحسن طه بدر «1932-1990» يواصل التنقيب داخل عالم نجيب محفوظ عن رؤيته للحياة والإنسان في كتابه الشيق «الرؤية والأداة .. نجيب محفوظ» في محاولة لنسج ما يشبه خريطة لتطور رؤية محفوظ عبر رواياته المختلفة بداية من «عبث الأقدار» و«رادوبيس» حين كان محفوظ يرى في الأدب مجرد وسيلة للتسلية في مقابل الفلسفة التي تعد وسيلة الوصول للحقيقة، وحتى روايته «بداية ونهاية» التي وصل بها حدود عالم «الواقعية النقدية».
الأجيال الجديدة في الأدب: بدأنا خطواتنا الأولى بعالم نجيب محفوظ
خالد حماد
نجيبنا والمحفوظ في ذاكرة الأمة العربية، والذي نال شهرته وذيوعه نتيجة ما أنجزه للرواية العربية من أعمال إبداعية ستبقى وتظل كثيرا لما تحتويه من افكار ورؤى وأسئلة تأخذ طابع الاستمرارية، متجددة من داخلها، وتأتي الثلاثية ” بين القصرين، قصر الشوق، السكرية ” العمل الأشهر والأكثر ذيوعا، حيث عملت الرواية بتاريخها الممتد الذى وثق بطريقة فنية للقاهرة منذ بداية القرن العشرين وحتى منتصفه على تأكيد عبقرية نجيب محفوظ وتميزه وغيرها من الأعمال الروائية التى نالت ذيوعها وانتشارها نتيجة ما قدمته من انقلاب على كل ما هو عادي وعابر “نموذج الحرافيش وأولاد حارتنا” بعد 12 عاما من رحيل نجيب محفوظ في 30 اغسطس 2006 ، نتناول ما قدمه للأجيال الجديدة عبر شهاداتهم.
«الله» والأنبياء وعبد الناصر في عالم نجيب محفوظ.. أين أنت يا «جبلاوي»؟
أحمد رمضان الديباوي
بعد خمس سنوات من كتابته «الثلاثية»، كان الروائي الكبير نجيب محفوظ ( 11 سبتمبر 1911 – 30 أغسطس 2006) على موعد مع شخصية روائية جديدة مثيرة للجدل، ولما تزل، وهي شخصية «الجبلاوي»، محور روايته الأشهر «أولاد حارتنا»، وهي الرواية التي نُشِرَت أوّلاً، في أواخر خمسينيات القرن الماضي، في حلْقات بجريدة الأهرام، قبل أن تُنشَر بعد ذلك في لُبنان، لتثير ضجة تُعدّ من أكثر “الضجات” في تاريخ الرواية العربية، بل في تاريخ الأدب العربي الحديث كله!