فتحت باب البيت وتوجهت مسرعا إلى باب الشقة الذي وجدته مفتوحا فدلفت إليها مسرعا على غير عادتي …
فها أنا سعيد لأني وصلت إلى الشقة التي كنت أظن أنني لن أصل اليها قبل أن تخرج روحي بسبب ما حدث لي اليوم في العمل وفي المواصلات وفى الشارع، وآه من الشارع وما يحدث فيه، شىء لا يحتمل أو يطاق.
لم أشغل نفسي بباب الشقة المفتوح على غير العادة فربما تكون أمي عند أحد من الجيران، أو…أو…
توجهت إلى حجرة النوم، جلست على حرف الفراش، مددت يدى وأخرجت الهاتف من جيب البنطلون ثم بحثت عن ملف الأغاني ..وما أن وجدته حتى أدرت أغنية الأولة فى الغرام.
فردت جسدي على الفراش، أغمضت عيني وسرحت مع كلمات بيرم التونسى، لم أنم لكنى كنائم سارح مستمتع بأم كلثوم، مرالوقت سريعا ،وقد هدأت أعصابي ،ونسيت ما في الشارع وما يحدث فيه وما يحدث فى العمل بين الزملاء، وفى العمارة بين الجيران، إنه التحضير والاستعداد للحرب الأهلية. فجأه هببت واقفا وانا أقول مفزوعا، خير فيه إيه، قلتها بعد أن وجدت أمي واقفة فوق رأسي على غيرعادتها بعد أن أغلقت باب الحجرة على غير عادتها، ووجدتها مفزوعة والفزع واضح على ملامحها
_ أنت نايم وبتسمع أن كلثوم كمان، والناس بتموت بعضها فى الشارع .
فرددت على أمي وأنا أعيد فرد جسدي على الفراش
من جديد:
_ لو أنهم كانوا “بيسمعوا” أم كلثوم …لما كانوا قتلوا بعضا.
وأغمضت عيني لأدخل في النوم من جديد على صوت أم كلثوم والصراخ الآتي من الشارع.