خمسون عاما على رحيل جمال عبد الناصر، أحد أهم القادة السياسيين في القرن العشرين.
هذا الرجل الذي ما زالت تجربته في الحكم تلهم كثيرا من الدول وكثيرا من السياسيين، ولا تزال سياساته تثير الجدل، السلب والإيجاب، رغم مرور خمسين عاما على رحيله..
“أصوات” قررت أن تحيي ذكرى جمال عبد الناصر بكتابات عنه وعن تجربة حكمه لمصر وقيادته للأمة العربية، فجاءت المقالات لتتحدث عن القراءات التي أثرت في عقل ووجدان جمال عبد الناصر وكونت شخصيته، ثم علاقته بأحد أهم الكتاب والصحفيين العرب ونقصد محمد حسنين هيكل، ثم مشاهد من إيمان جمال عبد الناصر بالعدل الاجتماعي وانحيازه إلى فقراء مصر، ثم ننشر مقال هيكل نفسه عن الساعات الأخيرة في حياة جمال عبد الناصر وهي التي سبقت رحيله المفاجيء، وقد نُشر المقال في جريدة الأهرام في أكتوبر ١٩٧٠.
جمال عبد الناصر.. ثلاث صور للعدل
صلاح زكي أحمد
يحكي لي هذا المسئول الكبير، أن الرئيس جمال عبد الناصر وطوال رحلة العودة الى القاهرة من أسيوط وهو ينظر للفلاح في حقله يعمل بيديه وقدميه، تحدث إلينا موجهاً حديثه لكل الوزراء والمسئولين المرافقين له: بعد ١٣ سنة من الثورة لم تحقق الثورة هدفها بالقضاء على الفقر وحماية الفقراء لن يهدئ لي بال حتى نُحدّث الزراعة في مصر ونحافظ على حقوق الفلاحين والعمال، “يسكت الرئيس ويقول: “كل أملي في هذه الحياة قبل أن أموت أن تكون كل أسرة مصرية، كل أفرادها من الرجال والنساء يعملون لبناء حياة سعيدة وكريمة، نفسي يتعلم الأولاد ويتجوز البنات..
“هيكل” يرصد الساعات الأخيرة فى حياة جمال عبد الناصر
فى غرفة النوم، كان المشهد يتغير بسرعة لم تكن متوقعة.
استمع الرئيس إلى مقدمة نشرة الأخبار ثم قال: «لم أجد فيها الخبر الذى كنت أتوقع أن أسمعه…»
ولم يقل شيئا عن الخبر الذى كان ينتظر سماعه.
وتقدم منه الدكتور الصاوى وقال: الا تستريح سيادتك… انك فتحت جهاز الراديو ثم قفلته ولا داعي لأى مجهود الآن؟
وعاد الرئيس يتمدد تماما على فراشه، ويقول بالحرف: «لا يا صاوي… الحمد لله… دلوقت أنا استريحت»
ولم يفرغ الدكتور الصاوى من عبارة يقول فيها:
الحمد لله يا فندم لم يفرغ، ونظره مركز على الرئيس، حتى وجده يغمض عينيه ثم وجد يده تنزل من فوق صدره، حيث كان وضعها، وتستقر بجواره.
بعدها لم يشعر عبد الناصر بشىء…
لم يقل كلمة.
وكانت ملامح وجهه تعكس نوعا غريبا من الراحة المضيئة.
مؤلفات مهدت طريق عبد الناصر إلى ثورة 23 يوليو
محمد سعد عبد الحفيظ
لا يزال أرشيف منشية البكرى – الذى يحوى الغالبية العظمى من وثائــق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر – يحتفــظ بالكثيـــــر من الأوامـر التى أصـدرها عبد الناصر منذ توليه السلطة لمساعديه بترجمة أو بتلخيص مؤلفات ودراسات ومراجع عديدة، ولا تزال خطوطه وملاحظاته التى سجلها على ملخصات أمهات الكتب، أو على هوامش هذا النوع من الرسائل موجودة كما كتبها .