رياضة

أرتيتا والنني

 

توج فوز أرسنال على مانشستر يونايتد بقيادة المدرب الشاب مايكل أرتيتا عملا وجهداً تكتيكياً كبيراً يقوم به هذا المدرب منذ قيادته للمدفعجية.

ففي تجربة تستحق الدعم، لم يحتاج أرتيتا الكثير من الوقت ليتعهد بعودة الألقاب لجماهير النادي اللندني العريق بعد حقبة فينجر التاريخية؛ وتجربة مواطنه الأسباني يوناي إيمري.

تولى أرتيتا قيادة أرسنال في ديسمبر من العام الماضي، وفاز في أقل من موسم بلقبي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الدرع الخيرية، بعد فوزه على مانشيستر سيتي وتشيلسي، ومن بعدهما ليفربول بطل الدوري الإنجليزي في نهائي الدرع الخيرية.

نجح أرتيتا في فرض فلسفته وكرته الحديثة رغم قلة الموارد، ورغم عدم وجود ميزانية ضخمة في سوق الانتقالات كالفرق السابق ذكرها.

كل مافعله أنه مع بداية هذا الموسم دعّم وسط ملعبه بلاعب قوي ((بعد إعلانه الاستغناء عن صانع ألعابه مسعود أوزيل وعدم قيده)) تعاقد أرتيتا مع توماس بارتي من أتلتيكو مدريد لتكتمل كتيبة المدفعجية المدعمة بشباب من أكاديمية أرسنال مع بعض اللاعبين أصحاب الخبرة.
فبعد أن أخرج أرتيتا النني من حساباته في مباراة السيتي لتجربته ثلاثي وسط آخر، أدرك أن تحقيق إنجاز الفوز على اليونايتد في عقر دارهم لأول مرة منذ ١٤ عاماً سيحتاج لجندي في وسط الملعب مثل النني.

لعب النني أمام يونايتيد واحدة من أفضل مبارياته على الإطلاق منذ قدومه إلى أرسنال في ٢٠١٥.

فمنذ بداية الموسم كان أرتيتا يستخدم النني كلاعب وسط مدافع أمام خط الدفاع، وهو المسؤول الأول عن التحرك بين الخطوط بافتكاك الكرة وتسليمها وعدم التقدم إلى الأمام مع إعطاء الفرصة لتشاكا بالتقدم والقيام بإمداد خط هجوم الفريق بالتمريرات.

https://www.youtube.com/watch?v=IUvxhnd-KXI

أمام يونايتد لعب النني مع أرتيتا مباراة تكتيكية مختلفة تماماً، حيث فرض المدرب فلسفته في الضغط العالي على الخصم من خلال ثلاثي الهجوم (ويليان-لاكازيت-اوباميانج) ويراقب النني وشريكه بارتي لاعبي وسط يونايتد بوجبا وبرونو فرنانديز مراقبة رجل لرجل.

نجح أرتيتا في فرض أسلوبه طوال الشوط الأول بتألق النني ومنعه تقدم وسط يونايتد في أي بناء للهجمة من الخلف.
تراجع بطبيعة الحال المخزون البدني للاعبي أرسنال قليلاً جراء الضغط العالي، ولكن صمد النني ورفاقه أمام ضغط اليونايتد خاصة بعد هدف التقدم لأرسنال؛ مما دفع سولشاير مدرب اليونايتد لإخراج برونو فرنانديز ونزول فان دي بيك مما منح فرصة أكبر للنني وتوماس بارتي للسيطرة على وسط الملعب، كون فرنانديز كان يضطر للنزول إلى مناطقه الدفاعية وإرسال التمريرات الطولية لجريين وود وراشفرورد وهو ما اختفى بعد نزول فات دي بيك.

وسط ملعب بأسماء كبيرة مثل بوجبا-برونو فرنانديز-وماكتوميناي قد يقلق البعض أن يلعب أمامهم، ولكن النني كما يستخدم المحللون الإنجليز تعبير (he can run a game against them) بمعنى أن بإمكان النني السيطرة على وسط الملعب طوال المباراة في وجودهم، وهو ما حدث أمام اليونايتد حتى غاب وسط ملعب يونايتد طوال اللقاء بل وما زاد الطين بلة أن تسبب بوجبا في ركلة الجزاء التي فاز بها أرسنال بعد عرقلته لهيكتور بليرين.

https://www.youtube.com/watch?v=ooP7dCwBQDU

يوم سعيد للنني على أداء بهذه الجسارة والثقة، أداء كشف عن عقلية لاعب صلب تعرض لانتقادات لاذعة هنا وهناك؛ وتحمل موسماً كاملاً في تركيا معاراً إلى بيشكتاش، صبر فيها ولم يتذمر بل تألق هناك وأجبر إدارة ناديه على أن تعيده بعد انتهاء إعارته ليقود وسط ملعب الفريق من جديد.

تألق ومثابرة قد تجبر الساحر الأسباني أرتيتا على استمرار الاعتماد على زميله السابق في الملعب محمد النني، وهو الذي أثبت أنه حاضر دائما في الموعد وفي المواجهات الكبرى.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock