ترتبط المرأة فى الاعتقاد السلفى بالغواية والفتنة وإثارة الغرائز والفساد الأخلاقى وأنها أقل – دينا وعقلا – من الرجل فهى إنسان غير كامل أو نصف إنسان وهى عورة يلزم إخفاؤها ، جسدها بالكامل عورة دوا استثناء للوجه والكفين على عكس ماورد فى حديث نبوى شريف ، وصوتها عورة حتى وإن كانت تقرأ القرآن هكذا رد ياسر البرهامى على أخ سلفى خشى أن يستمع رجل إلى صوت خطيبته وهى تقرأ القرآن ولهذا فالأحوط أن تظل فى ” قعر بيتها ” مستندين إلى أحاديث نسبوها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من قبيل ” المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وإنها لاتكون أقرب إلى الله منها فى قعر بيتها ” و” الخمر جماع الإثم والنساء حبائل الشيطان ” و” ماتركت بعدى فتنة هى أضر على الرجال من النساء ” و” اتقوا النساء فإن أول فتنة بنى إسرائيل كانت فى النساء ” ولأنها نصف إنسان وناقصة عقل ودين فقد حرم البرهامى توليتها لأى منصب قيادى عام : محافظة أو وزيرة مثلا ناهيك عن أن تكون قاضية لنقصان عقلها ولأنها جسد مملوك لزوجها فلا ينبغى أن يعرض نفسه للخطر بسببه الأمر الذي جعله يصدر هذه الفتوى الشاذة وهى أنه ” يجوز للزوج ترك زوجته لمن يغتصبها إذا خشى على نفسه الموت متناسيا أن الموت دفاعا عن الزوجة والأهل مرتبة من مراتب الشهادة ” (” تارسخ من الحول والتلون ..” محمد ناجى موقع مبتدا )..
وأخذ سن زواج الفتاة مساحة كبيرة من النقاش وكأنه إحدى القضايا القومية متناسين أن العنوسة بسبب الفقر أصبحت ظاهرة واسعة داخل المجتمع وفى هذا أصدر ” شخص يدعى أبو يحيى الصرمانى فتوى غريبة يؤكد فيها أن الشرع لم يحدد سنا معينة لزواج البنات وأنه يجوز للفتاة الزواج عقب ولادتها حتى لو كان عمرها يوما واحدا ” ( السابق ) ولأن المرأة – فى نظرهم – بضاعة تشترى وتسترق بالمال فلابد للمشترى أن يعاين بضاعته قبل شرائها لهذا أباح أسامة القوصى – وهو أحد دعاة السلفية الجامية فى مصر – ” نظر الرجل للمرأة أثناء استحمامها إذا انتوى الزواج منها ” ( ” السلفية والنساء ..” أمانى عصمت موقع مصر ) ولكى يبرر أبو إسحاق الحوينى رفضه لعمل المرأة فى الإعلام وظهورها على الشاشة فلا مانع عنده من وصف المرأة عامة بالجهل وأن العلم للرجال فقط .
على أن أكثر أقواله شذوذا والذى كان صدمة حقيقية هو تشبيهه لوجه المرأة بفرجها أمام جمع من الناس فى إشارة إلى وجوب ارتدائها للنقاب ولأن الداء فى أصل الشجرة نجد فى آراء حسن البنا فى أواخر الأربعينيات تمهيدا لكل هذا حين يقول فى مجلة ” الإخوان المسلمون 5يونيو 1947″ : ” يعتبر منح المرأة حق الانتخاب ثورة على الإسلام وثورة على الإنسانية بنوعيها لمناقضته لما يجب أن تكون عليه المرأة بحسب تكوينها ومرتبتها فى الوجود فانتخاب المرأة سبة فى النساء ونقص ترمى به الأنوثة ( نقلا عن ” لكم سلفكم ولى سلفى ” خالد منتصر ) ويقول فى حديث الثلاثاء ” مايريده دعاة التفرنج وأصحاب الهوى من حقوق الانتخاب والاشتغال بالمحاماة مردود عليهم بأن الرجال – وهم أكمل عقلا من النساء – لم يحسنوا أداء هذا الحق فكيف بالنساء وهن ناقصات عقل ودين ” وقد امتدت هذه الآراء إلى الآن حيث يرفض أغلب السلفيين رفضا حاسما ” كوتة المرأة والأقباط ” فالمرأة – كما ذكرنا – عورة لا ينبغى أن تظهر فى الحقيقة أو حتى الواقع الافتراضى ودائما ما يسوق السلفيون هذه الآراء بدعوى الحفاظ على المرأة وصونها وهو قول غير صحيح فأحدهم – وهو سلفى مصرى شهير – تزوج بعشرين امرأة ما يعنى أنه قام بالطلاق أكثر من مرة وفى المغرب صرحت شابة أن شيخا سلفيا معروفا تزوجها عرفيا بقراءة الفاتحة فقط ثم تركها بعد ذلك فأين ذلك الحفاظ على المرأة وصون كرامتها وحقوقها ؟ والحقيقة أن هؤلاء جميعا يعتمدون على الأحاديث الضعيفة التى وصفت بالغريبة فى لفظها والمرفوعة من التابعى إلى الرسول دون أن يرويها صحابى واحد وقد استند عليها ابن تيمية وبنى عليها أحكامه فى المرأة من قبيل ” النساء لحم على وضم إلا ما ذب عنه ” والوضم : خشبة الجزار التى يقطع عليها اللحم وهذا الحديث الغريب الذى نسب مرة إلى عمر بن الخطاب ومرة إلى أسماء بنت أبى بكر ” النكاح رق فلينظر أحدكم عند من يرق كريمته ” ( انظر : المرأة فى المخيال السلفى ….” أحمد الديباوى ) وإذا كان ابن تيمية مرجعهم القديم نسبيا فأعلام الوهابية أساتذتهم المحدثون الذين تتلمذوا على أيديهم فهذا ابن عثيمين يرى أن جنس الرجال خير من جنس النساء هكذا بإطلاق ويرى أن الرجل كامل بنفسه فلا يلزمه التحلى بالذهب بخلاف المرأة ، وهو استنتاج مضحك فى حقيقة الأمر.
النساء شقائق الرجال:
خاطب القرآن الكريم النساء والرجال معا ولم يفرق بينهم فى التكاليف والثواب والعقاب وقد ساوى ” المعتزلة ” بين الرجل والمرأة فى العقل والتكليف والتمييز كما أن ” النساء العربيات كن فى عهد الخلفاء الراشدين يختلطن بالجمهور ويسمعن الخلفاء ويحضرن المحاضرات ” ( ” البحث عن العقل ..حوار مع فكر الحاكمية والنقل ” د.محمد نور فرحات ص210) وعائشة – رضى الله عنها – شاركت فى موقعة الجمل وأسماء بنت أبى بكر وعكرشة بنت الأطرش شاركتا فى الحرب بين على ومعاوية وقال الرسول عن عائشة ” خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء ” والأمر ليس محاججة فقهية فى شأن المرأة إذ ينبغى مراجعة هذا التراث الهائل الرافض لأنسانيتها الكاملة ورفض ما هو ضعيف منه وتأويل ما يمكن أن يكون صحيحا تأويلا يراعى حقوقها ومكانتها ودورها داخل المجتمع إذا كنا نريد – حقا – أن يكون الإسلام صالحا لكل زمان ومكان.