مختارات

ألمانيا في 2021: بقاء أزمة كورونا.. ومغادرة “مستشارة الأزمات”

هذه المقالة منقولة عن موقع دويتشه فيله، المصدر من هنا

ليس هناك حاليا أي موضوع آخر يشغل الساسة والراي العام في ألمانيا أهم من جائحة كورونا، والوضع بدو أنه سيبقى كذلك في العام الجديد. فالوباء يخيم على البلاد منذ مارس الماضي بشكل تام، وهذا الأمر لن يتغير كثيرا وسريعا من خلال التطعيم.

على الجانب الآخر تشتد المقاومة ضد تقييد الحريات الفردية، لاسيما من خلال ما يُسمى بمظاهرات “التفكير الجانبي”. وهي “حركة اجتماعية تتبلور ويجتمع فيها متطرفون من اليمين واليسار يمينيون، وكذلك من أناس لا يعترفون بالعلم”، كما يقول خبير الشؤون السياسية فلوريان هارتليب لـ dw.

ميركل: “مستشارة الأزمات”

​ والتوفيق بين حماية الصحة العامة والحقوق والحريات المدنية سينعكس على الاستحقاقات الانتخابية سيكون من متطلبات العام 2012، الذي سيشهد انتخابات إقليمية في ست ولايات ألمانية، لكن الانتخابات الأهم ستكون في أيلول/سبتمبر وهي الانتخابات البرلمانية الاتحادية، والتي ستطوي فترة حكم المستشارة ميركل، فبعد 16 عاما ورئاسة أربع حكومات أعلنت أنها لا ترغب في الترشح مرة أخرى، وتريد الانسحاب من الحياة السياسية. يذكر أن ميركل بقيت في منصب المستشارية ما يقارب نفس الفترة التي قضا المستشار الأسبق هيلموت كول.

ويبقى السؤال ماذا سيفتقد الألمان بعد انسحاب ميركل من الحياة السياسية؟ فلوريان هارتليب يعتقد أنهم سيفتقدون”إرادتها في المثابرة، وعملها الدؤوب، والانضباط الداخلي، وعنصر العلم في السياسية”. أما الجوانب السلبية في قترة حكمها فيرى هارتليب أنها تتمثل في “لغتها الغامضة الفضفاضة” و”اتباعها سياسة لجوء عنيدة، مصحوبة بثقافة ترحيب ساذجة” ساهمت في جعل حزب البديل الشعبوي يكبر.

على الصعيد الخارجي اعتبرت ميركل كـ”مستشارة الأزمات” وصخرة صلبة في أوقات الشدة مثل أزمة الديون الأوروبية، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “البريكست”، وعهد ترامب، وحاليا التعامل مع جائحة كورونا.

من سيكون خليفة ميركل؟

المتنافسون على رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي: من اليسار: نوربيرت روتيغن، أرمين لاشيت، وفريدريش مارس.
المتنافسون على رئاسة الحزب المسيحي الديمقراطي: من اليسار: نوربيرت روتيغن، أرمين لاشيت، وفريدريش مارس

ولذلك ستتمثل أهم القضايا في هذه السنة في مسألة من سيخلفها. وبما أن الحزب المسيحي الديمقراطي في استطلاعات الرأي يحقق نحو 35 في المائة من الأصوات ويبقى مستقرا أمام الأحزاب الأخرى، فإن الرئيس المقبل للحزب المسيحي الديمقراطي له فرص جيدة ليصبح أيضا المستشار القادم. ورسميا هناك ثلاثة مرشحين يعتزمون تقديم أنفسهم للحزب الذي سيعقد مؤتمرا افتراضيا في منتصف يناير/كانون الثاني القادم: فهناك الرئيس السابق لكتلة الاتحاد المسيحي، فريدريش ميرتس، ورئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا، أرمين لاشيت، والخبير في الشؤون الخارجية نوربيرت روتغن.

وفقا لاستطلاعات الرأي الحالية، فإن غالبية نسبية من الألمان تفضل رئيس وزراء بافاريا، ماركوس زودر من الحزب الاجتماعي المسيحي، كمستشار للبلاد. وفي حالة تولي منصب المستشار شخص من الحزب الاجتماعي المسيحي، فهذه ستكون سابقة في ألمانيا.

تحالفات ممكنة

وبغض النظر، سيكون الاتحاد المسيحي بعد الانتخابات بحاجة في كل الأحوال إلى شريك ثالث على الأقل لتشكيل ائتلاف معه. والحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحالي، تتراجع شعبيته وفق استطلاعات الرأي، كما يبدو أن قد سئم من المشاركة في الحكومات عقب فترتين انتخابيتين تحت قيادة ميركل.

لقاح كورونا في ألمانيا

وهنا تظهر أولا في المقدمة الأحزاب الصاعدة مثل الخضر، الذي كشف تحت القيادة الثنائية المحبوبة لرئيسي الحزب أنالينا بيربوك وروبرت هابيك عن مواقف مبدئية ويرغب في المشاركة في الحكم. وهابيك قال في نهاية نوفمبر في مؤتمر وطني:”بتفاؤل نعمل من أجل إيجاد حلول. ومن أجل هذه الحلول نكافح من أجل السلطة”. لكن زودر يحذر أنصار الاتحاد المسيحي ويقول ليس بديهيا الانطلاق من حكومة اتحادية يقودها المسيحيون والخضر.

حزب “البديل من أجل المانيا” الشعبوي، إلى كان حد الآن أقوى حزب معارض في البرلمان، يخسر نفوذه. لكن قيود كورونا يمكن أن تأتي له بناخبين جدد، “نعايش مجتمعا منقسما”، كما لاحظ هارتليب. “إذا ما جاء التراجع الاقتصادي بعد صدمة كورونا، فإن الاستقطاب الاجتماعي هو الذي يبقى”. لكن الخبير في الشؤون السياسية، هارتليب، يعبر عن قناعته من أن وباء كورونا سيبقى في عام 2021 أهم موضوع، فـ”كورونا هي أكبر أزمة منذ 1945 تطال جميع مستويات السياسة من المحلية إلى العالمية”.

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock