ظهر بعض الاستياء من الجمهور الأهلاوي خلال الايام القليلة الماضية. ويرجع هذا الاستياء الي نتيجة التعادل التي خرج بها الأهلي في مباراتي بداية مشواره بالدوري. حيث تعادل الأهلي مع وادي دجلة ثم البنك الأهلي الصاعد لأول مرة إلى الدوري الممتاز.
https://www.youtube.com/watch?v=tfUAyE1lBgc
ويرجع هذا الامتعاض البسيط الي حالة القلق علي المستقبل القريب، أي علي شكل الفريق فنيًا وكيفية ظهوره في مونديال العالم للأندية الذي يُقام الشهر المُقبل في قطر؛ أكثر مما يرجع الي القلق علي بطولة الدوري وهي مازالت بعد في أسابيعها الأولى. هذا القلق زاد بعد وقوع الدحيل القطري مستضيف البطولة في طريق الأهلي في ربع النهائي ثم بطل أوروبا بايرن ميونيخ في نصف النهائي اذا فاز الأهلي. وما أدراك ما هو العملاق البافاري.
يكمن قلق الاهلاوية في طريقة أداء المدير الفني موسيماني للمباراتين في الدوري التين تعادل الفريق بهما. القلق حال دون وجود رأي معتدل او وسطي فبعض من جمهور الاهلي الشاب والصغير سنًا يري ان موسيماني مجرد مدرب محظوظ فيما يراه البعض الاخر مدربًا عبقريًا له فكر تدريبي عالي ويحتاج فقط لمزيد من الوقت حتي يظهر عمله مع الفريق.
في الحقيقة ان موسيماني مدرب كبير فعلاً وله اكثر من (فكر) تدريبي عالي وليس فكرًا واحدًا.
لعل سبب التعادلين هو ان موسيماني قرر تجربة هذه الافكار الفنية وهذا الكم من اللاعبين (تقريباً جميع المقيدين) ليكون الدوري العام بمثابة بروفة موسيماني لمونديال الاندية للوصول إلى الخطة والتشكيل والتناغم الأمثل قبل السفر الي الدوحة.
إذا نظرنا لمباراة المقاولون الاخيرة. سنجدها مثلا واضحًا علي فكرة تجريب كل المقيدين في القايمة فقد صمم المدرب الجنوب افريقي على أن يبدأ [بواليا] المباراة الرابعة علي التوالي علي حساب هدافه ونجم هجومه محمد شريف صاحب الثلاثة أهداف قبل تسجيله الرابع في شباك المقاولون.كما صمم أيضاً علي إشراك حسين الشحات اساسياً رغم اهتزاز مستواه لاكثر من مباراة. أيضاً تعرض بدر بانون لوعكة قبل اللقاء فدخل ياسر ابراهيم بديلاً بجوار أيمن اشرف. فحدث نفس ما حدث موسم ٢٠٠٤/٢٠٠٥ مع الاتحاد السكندري.
رغم ضغط الاهلي من الدقيقة الأولى بكرة لمعلول في مواجهة الحارس حسن شاهين، إلا أن المقاولين نجح في التقدم بهدفين من هجمتين منظمتين مستغلين عدم التفاهم في الشوط الاول بين ياسر وأيمن أشرف وخطأ الحارس علي لطفي في الهدف الثاني.
عاني الاهلي في الشوط الأول وتقدم عليه المقاولون بهدفين وظهرت خطوط الاهلي متباعدة جداً وتناسى لاعبوه اللعب الجماعي المعروف ككتلة واحدة. واعتمد موسيماني فنيًا علي نزول كهربا في العمق ويكون في هذه الحالة (inside winger) قفشة في وسط ملعب الاهلي للهروب من الضغط والاستلام يتحول كهربا الي اللاعب رقم ١٠ (صانع اللعب) وظهر ذلك في اخطر فرصة في الشوط الأول حيث تحول قفشة الي مركز الجناح بعد تمريرته لكهربا في العمق الذي سيطر عليها أمام خط ظهر المقاولين بالكامل ليمررها الي قفشة ومن قفشة لبواليا علي خط المرمي الذي لم يتوقع تشتيت الحارس فضاعت اللمحة الاجمل في الشوط الأول.
https://www.youtube.com/watch?v=zAv2UUAUfOw
ثورة تصحيح مِن موسيماني في الشوط الثاني انهت عملية التجريب وشددت علي الاوراق الرابحة بخروج كهربا ونزول طاهر خروج حسين وديانج ونزول مروان وشريف وضخ الحماس لإستدعاء روح الفانلة الحمراء التي أسفرت عن تسجيل هدفين والعوده للقاء قبل نزول صلاح محسن وصناعته هدف قفشة “الحاسم” الثالث ليفوز الاهلي بالمباراة الأصعب لحامل اللقب في الدوري حتي الآن.
موسيماني ينقصه فقط أن يخفف الطابع التجريبي ويبدأ صح فهو يختار تشكيل للتجربة يمكن تعديله في الشوط الثاني والفوز باللقاء ولكن هذا الاسلوب اضاع علي الأهلي٤ نقاط. أعتقد ان موسيماني – بعد المباراة الماراثونية مع المقاولين – سيعتمد من جديد علي هدافه محمد شريف مع الوصول الي التوليفة الافضل في الجناحين. بواليا سيدخل تدريجياً في دقائق المشاركة حتي يحالفه التوفيق ويسجل ويستفيد من الثقة..
١- يا موسيماني: ابدا صح ولاتستهين ببطولة الدوري المصري.
٢- يا جمهور الاهلي لاتقلق علي المونديال فهو مكافأة واحتكاك لبطل القارة مع أفضل أندية العالم ولديك مدرب كبير أسمه موسيماني.