رياضة

كونتي ينتصر

منذ قدوم كونتي الي انتر ميلان العريق الغائب منذ اكثر من ١٠ سنوات عن تحقيق اي بطولة او تتويج، كانت طموحات جماهيره “النيراتزوري” مرتفعة للغاية. نظر الجمهور الي كونتي علي  انه القادر علي اعادة انترميلان الي مكانه الطبيعي.

كونتي بدأ بالفعل بالعمل الموسم الماضي وواجهه سوء حظ في دوري الابطال بوقوعه في مجموعة نارية ضمت دورتموند/برشلونة/ وسبارتا براغا.

محليا انهي كونتي الموسم ثانياً وخرج من كأس ايطاليا امام نابولي في نصف النهائي وسط سخط كبير من جماهير انتر( لعناده ) التكتيكي و تمسكه بخطة ٣/٥/٢ اياً كان المنافس واياً كانت طبيعة قائمة لاعبيه في الفريق.

كونتي بدا هذا الموسم بترميم البيت من الداخل فقام بشراء واحد من افضل من يشغلون مركز الظهير في  العالم  وهو ابن  المغرب (اشرف حكيمي )و قام ايضا بانتداب (فيدال ) لخبرته الكبيرة، كما استقدم  دارميان وقام بشراء سانشيز بشكل نهائي.

أشرف حكيمي
أشرف حكيمي

اعادة تكوين الفريق تمت معر كامل تشبث كونتي بطريقته ٣/٥/٢ ورهانه عليها وتحدي الجميع بل والاكثر من ذلك ان شراء حكيمي بالاساس كان للعب ك(full back) ظهير كامل عصري ناحية اليمين في طريقة ٣/٥/٢.

الامس كان الاختبار الاهم للتشكيل الجديد للفريق ولطريقة لعب كونتي اذ انه كان موعد ديربي الغضب مع  جاره و منافسه وغريمه التقليدي العملاق الاخر ( ميلان ) . باختصار هي مباراة الموسم  اذا فاز فيها الانتر يقفز مباشرة الي  الصدارة .

بدا كونتي بطريقته وراهن عليها وراهن علي لاعبيه بتنفيذها. كونتي لعب بالثلاثي الصلب في الدفاع دي فري، باستوني،سكرينيار، علي اليمين حكيمي علي اليسار بيريسيتش وسط ملعب بروزوفيتش في العمق ودور رابط الخطوط والاكثر ركضاً في الملعب بجانبه باريلا الذي استخدمه كونتي كوسط ملعب وجناح ايمن مع حكيمي حتي يشكل الزيادة العددية في المرتدات وغلق اختراقات ثيو هيرنانديز ظهير ميلان الايمن الذي يحرز اهدافه عن طريق الاختراق من العمق كجناح (inside winger). وفي الامام كان القائد الفعلي للفريق ابرز مهاجم “محطة” في العالم لوكاكو وبجواره لاوتارو.

تشكيل الفريق في المباراة
تشكيل الفريق في المباراة

بدا انتر بالتسجيل مبكرا مستغلا افكار كونتي في الهجمة المرتدة حيث كانوا ٤ لاعبين علي ٣ من الميلان واحرز لاوتارو الهدف الاول من عرضية لوكاكو.الزيارة الاولي للميلان لمرمي انتر كانت بعد ربع ساعة

العملاق زلاتان ابراهيموفيتش او (ابرا) نجم الميلان استمر بمحاولات فردية، ولكن لا توجد المساحات المتاحة للوكاكو ولاوتارو.

ميلان بدأ الشوط الثاني بصورة افضل وظهر الروح والرغبة في العودة للقاء اعلي مما ظهر التنظيم الجماعي او الخططي للميلان حيث مارس الضغط ال عالي وشكل تهديدا  علي مرمي الانتر ولكن بشكل فردي وبدون جمل تكتيكية من المدرب بيولي. ضغط ميلان اكثر واضاع هدفين محققين تصدي لهم هاندانوفيتش العملاق حارس انتر من امام زلاتان.

‏ولكن بهجمة  واحدة منظمة تجسد افكار كونتي التكتيكية وبدء الهجمة من الخلف من الحارس حتي الوصول لمرمي الميلان في جملة فنية اشبه بمقطوعة موسيقية تناقلوا فيها لاعبو الانتر الكرة ب ٩ لمسات وسط اكتفاء لاعبي الميلان بمشاهدتهم حتي احرز لاوتارو الهدف الثاني الأجمل في المباراة. ثم جاء دور مارتينيز و اقتنص الهدف.

وبالتالي قام بقتل المباراة شيئا فشيئاً.

من شاهد  اللقاء سيلاحظ ان امتلاك ميلان للكرة والاستحواذ بشكل كامل في الشوط الثاني لم يمكنه من  تسيير اللقاء بالكامل لصالحه وبفرض اسلوبه . السبب في ذلك ان كونتي استطاع ان يغلق جميع مفاتيح لعب ميلان (ثيو/زلاتان/كانهوجلو) و استطاع ايضاً ضرب مرماهم بخطورة اكثر من مرة وبجمل تكتيكية منظمة درب عليها اللاعبين، ومن ثم دكوا  مرمى ميلان بثلاثية مع الرأفة.

لم اذكر في الصفقات اللاعب الكبير اريكسن متعمداً لان الفضل يعود لكونتي في تحويله من لاعب علي قائمة البيع الي لاعب اساسي ومحوري في فريق انتر وبرز ذلك بأدائه الرائع في الديربي.

ان مكاسب كونتي وانتر من هذا الفوز لا تحصي لعل ابرزها الفوز علي الجار بثلاثية وتصدر ترتيب الدوري بفارق ٤ نقاط عن الميلان.

ولكن المكسب الاكبر لكونتي هو انتصاره لافكاره التي تمسك بها منذ الموسم الماضي وتصميمه علي اللعب بطريقة ٣/٥/٢ وتحمله جميع الانتقادات ضد طريقة لعبه.

بالفعل كونتي كان واثقاً ان طريقته هي الامثل لفريقه الانتر وان مهما عاني لاعبيه في تنفيذها في انه سيصل للنسخة الافضل منها وتأتي بعدها النتائج الطيبة وغزارة التهديف حيث سجل انتر ٥٧ هدف هذا الموسم كأقوي هجوم في ايطاليا.

هنيئًا لانتر هذا المدرب الواثق ونتوقع ان نري تتويج الGrande انتر باللقب الغائب منذ ١١ عام علي يد كونتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock