في الآونة الأخيرة جرت معارك صغيرة بين عدد من المنتمين للوسط الفني بسبب الغيرة الفنية وأيضا بسبب الخلافات الشخصية .. آخرها المعركة المندلعة على السوشيال ميديا بين ريم البارودي وريهام سعيد بسبب قيام ريم بتقديم برنامج على قناة النهار التي كانت ريهام تقدم برنامجها على شاشتها ما اعتبرته الاخيرة سطوا على برنامجها وقد كانت الاثنتان صديقتين حميمتين وقبلهما بين أصالة وأنغام واصالة وأحلام و أحمد سعد وسمية الخشاب .. وإليسا وميريام فارس وشيرين عبد الوهاب وعمرو دياب .. وغيرها الكثير .. هذه المعارك تفتح ملف صراعات نجوم الفن على الشهرة والمكانة والفلوس .. منذ أكثر من قرن حيث زمن الاسطوانات وحتى وقتنا الحالي وزمن السوشيال ميديا ..والفارق فقط هو أن الخلافات بين أهل الفن في وقتنا الراهن أصبحت على المشاع بعد أن وجدت في السوشيال ميديا مجالا واسعا يتبادل فيه الفنانون النفسنة والغيرة وبالتالي الخصام وا لخلاف .. لينطبق عليهم بكل وضوح وصدق المثل القائل ” ما عدوك إلا ابن كارك.
أم كلثوم وعبد الحليم
من أشهر قصص الخلاف بين الفنانين ذلك الخلاف والخصام الذي حدث بين عبد الحليم حافظ وام كلثوم في احتفالات مصر بعيد ثورة يوليو عام 1964حين كان من المقرر ان يغني حليم بعد ام كلثوم في الحفل الذي كان يحضره الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ولكن ام كلثوم زادت وأعادت في الغناء لتطيل من فقرتها حتى الثانية والنصف صباحا ليخرج بعدها عبد الحليم مستنتجا ان ام كلثوم تعمدت ان تُطيل في الغناء نكاية فيه ولينصرف عدد من الجمهور قبل فقرته وليلتها قال حليم قبل أن يغني “مش عارف ده شرف إني أغني بعد أم كلثوم ولا ده مقلب إني أطلع متأخر كدة ولا علشان أعرف الناس بتحبني أد إيه “” ووصل الكلام إلى أم كلثوم فغضبت غضبا شديدا وقاطعت عبد الحليم وحاول عازف الكمان احمد الحفناوي التدخل للصلح بينهما واصطحب عبد الحليم الى ام كلثوم للصلح لكنها رفضت حتى التقيا في حفل زفاف إحدى بنات السادات ليتجه عبد الحليم إلى أم كلثوم ويقبل يدها ويقول لها : ” ما ينفعش حد يغني بعد الست ” لتبتسم هذه المرة وتقول له ” طيب روح غني يا ولد” وكانت أم كلثوم قد أثارت غضب عبد الحليم قبل موقف الخلاف بينهما حينما سئلت عن المطرب الذي تحبه وتسمعه فاجابت ” محمد قنديل ولا اسمع غيره ” متعمدة بذلك إغاظة حليم.
حليم دخل أيضا في خلاف مع فريد الأطرش الذي تعود على إحياء حفلات عيد الربيع لمدة ربع قرن ثم سافر إلى لبنان عام 1966 ليقيم هناك فلما عاد إلى مصر عام 1970 وحاول إحياء حفل عيد الربيع وجد أن عبد الحليم الذي كان قد اصبح هو من يحيي الحفل بعد سفره لا يريد أن يعود فريد لاحياء الحفل لقيامه هو بإحيائه وحدث الخلاف الشديد بينهما إلى أن تدخل الرئيس عبد الناصر وقرر ان يحيي فريد الحفل على الهواء بينما يحيي حليم حفلا آخر يسجل ثم يذاع بعد ذلك وهو الأمر الذي سبب ضيقا كبيرا لحليم ثم تم الصلح بينهما بعد ذلك في أحد البرامج ووقتها تم الجمع بين النجمين وقال فريد لحليم أنا زي والدك فرد حليم بسرعة لا طبعا انت زي جدي.
حيلة خبيثة
أم كلثوم تعرضت في بداية حياتها الفنية لحرب شعواء من منيرة المهدية التي كانت تلقب ب ” سلطانة الطرب وكانت هي الأشهر والأبرز على ساحة الغناء وقت ظهور أم كلثوم ..جاءت منيرة من احدى قرى الشرقية الى القاهرة عام 1905 وسرعان ما ذاعت شهرتها و ونال صوتها إعجاب الجميع وتبناها الشيخ سلامة حجازي وكانت اول مغنية تذاع أغانيها على اسطوانات وأول سيدة أيضا تغني على المسرح و امتلكت عوامة شهيرة كان عدد غرفها ست عشرة غرفة كان يجتمع بها مجلس الوزراء .. شعرت منيرة المهدية بحاستها الفنية أن هذه المغنية الناشئة ام كلثوم ابراهيم سوف تزيحها عن عرش الغناء بقوة صوتها وتمكنها الكبير وقدراتها الصوتية غير العادية .. تنكرت منيرة المهدية في زي بنت بلد وارتدت عباية ووضعت على وجهها برقعا وذهبت إلى مسرح رمسيس وسمعت أم كلثوم تغني فأزعجها تماما اعجاب الجمهور بصاحبة الصوت الجميل وتصفيقه الدائم لها وعادت إلى عوامتها.. واستدعت الناقد الفني عبد المجيد حلمي الذي كان متيما بها ليكتب مقالا يقول فيه إن أم كلثوم هربت من قريتها بعد ان تعرضت للاغتصاب من أحد شباب القرية وخاف الشيخ ابراهيم والد ام كلثوم وملأه الرعب على ابنته من هذه المكيدة وقرر العودة بأم كلثوم الى قريتهم طماي الزهايرة وكادت خطة منيرة تنجح لولا أن الشيخ امين المهدي تدخل وأقنع الشيخ ابراهيم أن عودة ام كلثوم لطماي الزهايرة تعني أن الشائعة صحيحة فقرر البقاء في القاهرة و ارتفعت نجومية ثومة وعلت وذاعت شهرتها ما أجبر منيرة المهدية على الاعتزال ثم اعترفت المهدية بعد ذلك بعبقرية ام كلثوم وتم الصلح بينهما وحاولت منيرة العودة مرة أخري عام 1948 وكان عمرها وقتها 63 عاما وغنت وحضرت ثومة فقرة غنائها لكن صوتها كان مرهقا منهكا ولم تستطع إكمال غنائها وتعاطفت معها ثومة وبكت عليها وظلت منيرة بعيدة عن الاضواء الى ان رحلت في مارس عام 1965 عن ثمانين عاما.
غيرة فاتن من سعاد
سئلت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في أواسط الستينات عمن تفضل من النجمات الجديدات الناشئات فأجابت إنها في رأيها زيزي البدراوي متجاهلة الوجه الأبرز والأكثر إبداعا وموهبة في تاريخ الفن المصري سعاد حسني وبدا لكل ذي عينين أن هناك نوعا من الغيرة الفنية الشديدة من فاتن حمامة تجاه سعاد التي رأت فاتن وقتها انها النجمة التي ستنازعها صدارة نجمات السينما المصرية خاصة أن سعاد تتفوق على فاتن بقدراتها الفنية الشاملة فهي تغني وترقص وتؤدي الاستعراضات بالإضافة إلى إمكانياتها الاستثنائية في التمثيل وكان توقع فاتن صحيحا تماما وبعدها خرجت سعاد لتعلن اندهاشها وصدمتها في رأي فاتن..
وبعد سنوات طويلة وبالتحديد عام 1996 علقت فاتن على فيلم تسجيلي بصوتها عن تاريخ السينما المصرية عرض في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي تجاهل تماما تاريخ السندريلا وقيل وقتها أن هذا التجاهل كان الشرط الوحيد لفاتن لتقبل التعليق على الفيلم ويومها حزنت سعاد كثيرا لكنها ظلت تداوم على احترامها لفاتن حمامة وقالت بالحرف الواحد لكاتب هذه السطور في حوار معها لجريدة الدستور في إصدارها الأول ” أنا مش زعلانة من مدام فاتن وكفاية دورها في التعليق على هذا الفيلم وكانت السندريلا دائما ما تقول عن فاتن مدام فاتن لكن الحزن كان واضحا جليا في تعليقها .. وبعدها حاول محمد خان أن يجمع بين الفنانتين الكبيرتين في فيلم احلام هند وكاميليا لكن الامر كان مجرد حلم في عقل خان ولم تجتمع فاتن وسعاد على الإطلاق في أي عمل فني .. وللحديث بقية