للاسف لم تكن زهرة
الثمرة المحرمة التي قطفها آدم
_للأسف_لم تكن زهرة
والزهور التي دهستها الجنود
كانت في الأصل رصاصة
قتلاها أحبوا رائحة الموت
هي ليست شجرة تحكي للقرويين عن مراحم الله
وليست دريسًا في أفواه الحمير
لتحمل مشقات المتعبين.
البحث فيها عن فائدة، حماقة كاملة
يا أصدقائي،
هي قبلة فائتة
ورسائل غرامية ستصبح جيدة
لو تعلمت الحروف
القبور التي تخلت عن الكلمات
لا تتحدث مع الزائرين إلا بلغة واحدة؛
الزهور الملقاة على سطحها
ولسان الأولاد المعقود أمام الجميلات
ينقصه زهرة ليكمل الحديث من بعد “مساء الخير”
هل تحسبون الزهور على موائد المرضى تشفيهم
لا، هي فقط تعطي الموت
فرصة ليفكر في قبح لونه الأسود
وفي كل عيد حب أشعر بغيظ
لماذا الصبيان يقطفونه
وفي نفس الوقت إذا ذبحت حبيباتهم
يعاقبني القانون!
صلاة
أنا أعرف يا الله أن صلاتي
لا تسمو إلى العلو.
هذا اللسان الذي كان يحمدك
صار الآن مقبرة جماعية للكلمات الجميلة
مرة..
حين رأيت أولادًا يقفزون في الحديقة
ولا يعرفون أن الحياة تلمع أنيابها
أدركت أني لن أقدر أن أحمي كلمة (فرح)
والقبلة الغاشة على خدي
أخذت كلمة (حب) وتزوجوا من ورائي
ومرة كنت أعبر في الطريق
سرقَ من جيبي، كلمة (عطاء)
شحاذٌ يدعي العرج.
وجدي الذي مات في المشفى
حاولت إنعاش قلبه بكلمة (أمل)
ولكنني فشلت
وحين راحت حبيبتي في أبعد نقطة عن يدي
ألقيت كلمة (أنا) في سلة المهملات!
ثلاثون طريقة للقيء
امرأة ثلاثينية
تسير على الطريق
هي فردوس الورود حين تموت
أعظم مقابرها
لو وضعت بين ضفائرة واحدة
فلن تجف!
علمت أن الأرض تدور لكي تحرك فستانها
والبحر لم يكتفِ أن يلمس أقدامها في المصيف
فجاء في الشتاء أيضا
وصافحتها مرة
وتساءلت لو كانت يداي مثل يديها؛
لصافحتُ نفسي في اليوم مرات كثيرة
أنا رجل _بالتأكيد_ كالباقين، قلبي في معدتي
وخنتها منذ زمان بعيد
تركتها تُغتصب بين أصابع زيت التموين
وحين تقيأت في ليلة ثلاث مرات
عرفت أنني غير صالح للحب
أحسد أصحاب الشهية الواسعة
القادرون على مضغ الضحكات السيئة
الذين لا يجدون صعوبة في بلع القبل العشوائية
ولأن السير يريح بعد وجبة ثقيلة،
هكذا أخبرني الطبيب
رأيت طريقاً طويلاً ينبغي أن أمشيه
وامرأة في الثلاثين..
تسير.
حفرة
هناك حفرة في الطريق دائما تبدو للعابرين بقعة حبر سقطت من الله عندما كان يرسم الأرض.
تقول امي أنها فخ، سِرْ في شارع آخر اذهب للمكان الذي تحب بطريقة أخرى(صدقوني ليست كذلك فالفخ لا يمكن أن تكتشفه بسهولة)
ربما تكون الأرض أتعس مما سبق، وتعاني الآن من عطب في جسدها، وهكذا تآكلت قطعة منها.
أو تلك القطعة المفقودة تعلقت بقدم أحدهم، لا أقصد أنها اشتبكت بنعل حذائه بل ربما أرادت أن يدوس عليها مرة بعد مرة وهكذا صار مستقرها عتبة بيته!
الحفرة التي لا أعرف من أين جاءت ولا كيف تمضي، ولا أظن أنها ممر عمودي مِن التوقع إلى المعرفة، ولا أن الأرض بيضة تسقط قشرتها تدريجيا ليخرج منها كائن كان منذ البداية ينتظر تلك اللحظة.. تلك الحفرة ينبغي أن يسقط بها شخص وحين تنزلق قدمه في الأسفل قدمه ستشبه قنبلة تفجر كل الاحتمالات!