لستُ هنا
لست هنا
لا أنصت لكم
ثمة صخبٌ نسي السماعة مفتوحةً في رأسي
و أشرع نوافذي على موائد الليل الصدئة
على سكاكين عالقة في رقاب العاشقات
أكفان ألّفها الليل على مقام الانتظار
أحذية جنود فقدت أصحابها
حقائب أثقلها الفراغ
بحارٌ تتجشأ دعواتِ من ماتوا على نيّة الحياة
أغنيات تمدّ لسانها للراحلين
سماءٌ تمسكُ الفجرَ من أذنيه
منازل غيّرت أسماءها
رايات بحّت ألوانها
ومتاريس هربت رمالها من فحيح أصواتها
نعوات … نعوات
وما من أحدٍ تبقّى ليقرأها
لا تخدشوا ليلي
لست معكم
ثمّة قبرٌ نسيَ السماعة مفتوحةً في رأسي
وأغلق الحكاية
الشاعرات
الشاعرات
أنفاس الفجر على زهرة الوقت
دمعٌ أو ندى يخفي ملحهُ
الشاعرات
كل ما تتذكره السماء من بزوغها
من سرّةِ الغيمِ إلى سدرةِ النور
الشاعرات فقط
مَن على الريح
تكتب عنهنّ الأغنيات
أدلل أحزاني
أدلّل كوابيسي
أمسّد على شعرها المفعم بالروائح
أدعوها إلى كل أمسياتي الشعرية
وأجلسها في الصفّ الأول كأقرب المقرّبين
وهي طبعاً لم تسمع بالجحود
لذا تبادلني لهفتي
وتتوجني كأول أولوياتها
تحكي لي حكايا ظننت أني نسيتها
تراقص ماضيّ على درج الغد
وحين تستشعر نبض الصقيع في جسدي
تغني لي اغنياتها العنيدة
كيلا أنام