رؤى

أم كلثوم.. تلميذة مدرسة المشايخ

تواجد في حياة كوكب الشرق عباقرة الفن والأدب والموسيقي والصحافة,في كل مرحلة من مراحل حياة أم كلثوم كان لديها المؤشر والبوصلة ومنهج الطريق, لكن الغريب أن سومة بنَت مجدها بفطاحل مشايخ الموسيقي الأزهريين وكبار أهل الفكروالثقافة  فقد كان معها الشيخ محمد القصبجي , والشيخ زكريا أحمد والشيخ  أبو العلا محمد  أستاذها الأول في الموسيقي ,وحتي الشيخ مصطفي إسماعيل  أحد رؤساء دولة التلاوة    علمها بعض المقامات وعرض عليها ترتيل القرآن بصوتها وقد حدث فعلاً , وهناك لقاءات  لها كانت منتظمة مع الشيخ سيد النقشبندي بحضور بليغ حمدي , فهي تتقن وتتعلم بسرعة شديدة, روت في مذكراتها مع الصحفي محمود عوض أنها تتعلم حتي من الفلاحين بعض لكنات الغناء وهي تتعلم الفلسفة واللغة الفرنسية في رحاب مولانا الشيخ مصطفي عبد الرازق شيخ الجامع الأزهرالذي لعب دوراً مهما في نقل كوكب الشرق لمصاف الكبار,ومنذ اللقاء معه وقد تعلمت كوكب الشرق لمن تغني , فهي لم تغن في كباريه ولو مرة واحدة و لم تغن للسكاري بل للحياري في الحب , ومن الدكتور الشيخ طه حسين تعلمت موسيقي اللغة وقد كان العميد يدعوها لاجتماع لجنة اللغة العربية بمجمع الخالدين , وكانت هناك جلسة حول اللغة التي يكتب بها كتاب المسرح ، وكان الصحفي فكري أباظة يوافق أم كلثوم في رأيها بضرورة وجود العامية ، وكان طه حسين يفضل اللغة العربية الفصحى حتى إذا كانت الرواية التي ستتمسرح ليس لها علاقة باللغة العربية، وقال حسين ذلك حتى يفهمها كل من يتكلم العربية بعيدًا عن العامية التي يفهمها أهل البلد الواحد، وهنا تدخلت أم كلثوم وقالت: “ممكن يكتبوا بلغة الجرايد، فرد طه حسين: طيب يا أم كلثوم.. المرة الجاية يغني” غني لي قليلًا قليلًا بدلًا من غني لي شوي شوي, وظل كلام د طه حسين هو رأي والدها نفسه الشيخ إبراهيم المنشد المتعلم في الأزهر الشريف, و قد كان الشيخ يونس القاضي  واحدا من مكتشفي سيدة الغناء العربي أم  فقد سافر إليها في قريتها طماى الزهايرة بالمنصورة واقنع والدها الشيخ إبراهيم بالرحيل إلى القاهرة,,,,

أم كلثوم وطه حسين في ضيافة ملك الأردن
أم كلثوم وطه حسين في ضيافة ملك الأردن

درويش الشيخ الأول في حياة أم كلثوم

في دولة التواشيح الدينية كانت الفتاة الصغيرة تتعلم الفن الملتزم ,وبصعوبة لم يكن التحول إلى غناء القصائد والاغانى العاطفية أمراً سهلاً ،  فلاشئ يطاول مقام الإنشاد الدينى,والدها الشيخ إبراهيم لم يرض،ورفض أن تغني سوي التواشيخ  سنوات طويلة ومرت الايام وقد إلتقاهم الشيخ الشاعر يونس القاضي في مولد الحسين وكان معه الشيخ سيد درويش وعرض خالد الذكر أن يقدم لها الألحان مجانا ثقة منه في جمال صوتها بحسب وصف القاضي إلا أن والدها رفض رفضا باتا, وظل القاضي يلح على والدها إلى أن  وافق أن تغنى قصائد سي عبده الحامولي ومنها اغنية ” وحقك أنت المنى والطلب ” وبعدها لحن لها عبد الوهاب اغنية خفيفة من تاليف الشيخ يونس القاضي مطلعها “قال ايه حلف ما يكلمنيش “و سرعان ما اشتهرت بها حتى أصبحت تنافس الست منيرة المهدية سلطانة الطرب في زمانها وصارت فيما بعد سيدة الغناء الأولى في العالم العربي بسبب الغناء المنضبط بلا تلميحات جنسية كما كان سائداً آنذاك  فقد كانت المطربات يمارسن الرقص مع الغناء والغريب أن معظم تلك الأغاني من تأليف يونس القاضي نفسه وهو الذي منع إذاعة تلك الأغاني عندما صار رئيس جهاز المصنفات الفنية الذي كان يتبع الداخلية  آنذاك   .

الشيخ يونس القاضي
الشيخ يونس القاضي

يعد الشيخ سيّد درويش هو أول  من منح كوكب الشرق صك الغناء فقد استمع لأم كلثوم ذات ليلة هادئة في الصَّيف الأخير في حياته عام 1923،في إحدي قاعات المسرح الذي كانت سومة تغني فيه    ذهب  مدير المسرح  إلى الفتاة وهَمَسَ إليها بأن «سيد دَرويش» هُنا، وسيكون من الحَسَن أن تُغَنّي شيئاً من ألحانِه، وأم كلثوم ارتبكت, شَعرت كم أن تِلكَ لَحْظَةً مهيبة، حيث الرَّجُل الذي تَعتبره أهم مُلَحّني مِصر إلى جانِب شَيخها «أبو العلا محمد» يَجْلِسُ ويَستمع إليها، استحضرت الصَّغيرة كل ما تملكه من بأسٍ، وبدأت تُغنّي «والله تستاهل يا قلبي»، أحد أجمل ما قدمه وأحْزَن وأثْقَل ما لَحَّنه «سيد درويش »، والشَّيخ فوجِئَ وانْدَهَش، ثم استمع مُنْغَمِسَاً، وحين انتهت.. صَفَّق كَثيراً، ذَهَبَ إليها، ورَبَتَ على رأسِها، وسأل عن اسمها فأجابَته :أم كلثوم فجلس وتنهد وعرف أن موسيقاه نجحت علي صوت أم كلثوم .

وما لم يَلحظه أحد في تِلك الليلة أن الشَّيخ سيد درويش، رآها تَكمل النَّغم بكُلّ وجدانها, فـهي لا تُغنّي اللَّحن ولكن تَعِيشه وتحياه، ولذلك فقد «رأى نَفسه في صوتها» وشعر أنه يعيش من جديد لحظات تَلحين الأغنية وتسجيلها.. وقت أن كان يَبْكِي ويتهدَّج صوته مع كُلّ جملة يُناجِي فيها أملاً مُعلَّقاً، لا يَكْتَمِل ولا يَذْهَب، وحين أباحَ بكل ذلك لصديقيه «يونس القاضي  وعلي حَمَّاد»، فقال «هذه الفتاة، أم كلثوم، سيكون لها شأن كبير في يومٍ من الأيام».

والشَّيخ مات، بعدها بأقلِ من شهرين، ولم يَرَ «أم كلثوم» وهي تُغَنّي في القاهرة للمرةِ الأولى، ليلة وفاته كما تقول بعض المصادر، فلا يَنْقطع صوتها عَن المدينة بعد ذلك أبداً.

الشيخ سيد درويش
الشيخ سيد درويش

 أبو العلا محمد

أبو العلا بن محمد بن حافظ (المولود قبل أم كلثوم بخمسة عشرا عاما ً ـــ1884م) من مواليد قرية بنى عدى مركز منفلوط بمحافظة أسيوط وهو واحد من أهم الملحنين في القرن العشرين، وهو أول من إلتفت لصوت أم كلثوم, وهو بلاشك أستاذ الأساتذة في الموسيقي , فالشيخ أبوالعلا محمد رائد تلحين القصيدة المغناة، وأول من أخرجها للشعب بعدما كانت حكراً للحضرة الخديوية، فضلاً عن أنه مبتكر أول تخت موسيقي حديث، و يعتبر الشيخ أبو العلا محمد هو الرائد الأول في تلحين القصيدة وحافظ على القالب التقليدى للقصيدة, أي نموذج الشعر العمودي، وألزم المطربين بالتقيد الكامل بشروطه  من خلال اللحن الذي يضعه, وتعتبر مؤلفاته نموذجا مثاليا للقصيدة العربية في الغناء الكلاسيكي العربي لحنا وأداء وصياغة، وصورة ناطقة  عن حبه للغة العربية الفصحى. ومن أشهرها “وحفك أنت المنى والطلب” وقصيدة “الصب تفضحه عيونه”..  وأول صانع للنجوم في عالم الموسيقى الشرقية، كما أنه أول من كرّس سلطة الملحن منهياً بذلك عصوراً من الارتجال  ،وأبوالعلا محمّد كان  أول من قدم القصيدة المغنّاة الموقّعة عبر مقام موسيقي محكم لا مجال فيه للإرتجال، وفيما يخص الدّور فإنّ ألحانه كانت بداية لعصر سيطرة الملحن ونهاية لعصر المطرب، مبشّراً بما ستصير عليه الموسيقى المصريّة فيما بعدُ، كذلك مثّلت ألحان “أبوالعلا محمّد” مرحلة في تطوّر مفهوم القصيدة المغنّاة عند كوكب الشرق وهو ما حدث بعد ذلك مع السنباطي وكوكب الشرق ، وألحانه من ناحية فنية  كانت ممهدة لألحان الشيخ  زكريا أحمد ومحمّد عبدالوهاب خاصة في أعماله الأولى، فقد بدت بصمات تأثير المُعلّم (أبوالعلا) فيها واضحة مثل  لحن  (منك يا هاجر دائي) التي قدمت نبوغ وعبقرية إبتكارات أبو العلا محمد التي  لم تنحصر في مجال التلحين فقط مع سومه ، لكنه  صاحب تجربة مميزة مع كوكب الشرق تصلح درساً لكيف تصنع نجماً، فعندما استمع لصوتها على رصيف محطة  إحدى القرى القريبة من  قريتها  طماي الزهايرة قال لوالدها: حرام عليك أن تحبس هذه الموهبة في قرية صغيرة, ونصحه بالانتقال إلى القاهرة عاصمة الفن والشهرة ، وبالفعل استجاب الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي والد أم كلثوم لنصيحة الشيخ أبو العلا محمد واستقرت الأسرة في القاهرة, واشتهرت أم كلثوم  بين المطربات بالصوت الحسن ، وذاعت شهرتها بين مشاهير الطرب في عصرها، لم يبخل الشيخ (أبو العلا محمد) على (أم كلثوم) بفنه وتجاربه، وتغنت بلحنه لأول قصيدة تشدو بها لشاعر الشباب (أحمد رامى) في عام 1924م و في عام 1926 غنت قصيدة (وحقك أنت المنى والطلب ) أشعار الشاعر الشيخ الأزهري (عبد الله الشبراوى) وتواصل العطاء الفنى بينهما بعد ذلك, وكان صاحب فكرة وجود ترزي متخصص  تصميم أزياء وفساتين أم كلثوم  , وبذلك يعد الشيخ أول العلا أول من  اقترح  (نيولوك) في تاريخ الموسيقى العربية عندما أقنع تلميذته سومة  بالتخلي عن العقال والزي البدوي والتخت البدائي المصاحب لها، وحولها إلى الاَنسة أم كلثوم (صاحبة العصمة)وهو لقب ملكي منح لها,وفى احتفالية إحياء ذكراه أنشدت بصوت يتمزق ألماً وهي تذرف الدموع مجموعة من ألحان أستاذها الشيخ (أبو العلا محمد) وفي هذه الاحتفالية قال شاعر الشباب (أحمد رامى) مرثية :كان شعرى في فيك للغناء.. فغدا اليوم في فمى للرثاء ..من معينى على افتقاد ….يا من كنت عونى على الأسى والبكاء..

عز دمعى عليك يوم نعى الناعى.. أعز الأحباء والأصفياء.

أم كلثوم تحت حماية  شيخ الأزهر

قبل لقاء شيخ الأزهر (رقم 36)كانت كوكب الشرق  قد غنت  كلمات لفضيلة الشيخ عبد الله الشبراوي الإمام السابع للمشيخة الأزهرية ,معني ذلك أن سومة تعلمت من شيخ أزهري وغنت للثاني .

 فضيلة شيخ الأزهر وكوكب الشرق, هل يبدو العنوان غريباً  ,لقد حدث بالفعل أن  فضيلة الإمام الأكبرالشيخ مصطفى عبدالرازق عاشق الفنون والمحب لهذا الصوت العبقري قد انحاز لأم كلثوم فيما يعد أيضًا من تجليات ثورة 1919، ذلك أن هذا الشيخ الجليل كان أزهرى النشأة والتكوين الفكرى مع ذلك يحب الموسيقي وفي بيته تعلمت كوكب الشرق رقي الفنون نعم فهي في دار الشيخ المستنير مصطفي عبد الرازق المفكر والأديب المصري، والعالم بأصول الدين والفقه الإسلامي,الذي  شغل منصب شيخ الجامع الأزهر الشريف، ويعتبر مجددا للفلسفة الإسلامية في العصر الحديث، وصاحب أول تاريخ لها بالعربية، ومؤسس “المدرسة الفلسفية العربية”. تولى الشيخ مصطفى عبد الرازق وزارة الأوقاف ثماني مرات، وكان أول أزهري يتولاها، وقد كان يحب صوت أم كلثوم فشجع والدها على أن يقطن وأسرته بجوار قصره فى عابدين، وظل يتردد على حفلاتها مشجعًا ومعجبًا بجمال الصوت وحلاوته، وحين تعرضت أم كلثوم لمحنة كادت تطيح بها، إذ نشرت مجلة المسرح عام 1926 – بتحريض رخيص من منيرة المهدية – خبرًا كاذبًا فحواه أن أم كلثوم رفعت دعوى قضائية على شاب من قريتها غرر بها ورفض أن يتزوجها، أقول حين اختلقت مجلة المسرح هذه الشائعة المرذولة، تصدى لها الشيخ على عبدالرازق بقوة وكتب عدة مقالات فى جريدة «السياسة» دفاعًا عن المطربة الناشئة بعد أن فتح أبواب قصره لأم كلثوم وأسرتها وشملهم برعايته وحنانه كما جاء فى كتاب ( أم كلثوم- السيرة) للناقد والمؤرخ اللبنانى إلياس سحاب.

الشيخ مصطفى عبد الرازق
الشيخ مصطفى عبد الرازق

مع القصبجي الشيخ المجدد في الموسيقي

أما الشيخ الذي  نقل كوكب الشرق نحو براح الموسيقي, فهو المجدد الشيخ محمد القصبجي فكان أكثر تحررا ممن سبقوه حيت حاول تطوير قالب القصيدة كي تتفق وحاجات العصر الذي يعيش فيه،  وفي  عام 1923 استمع محمد القصبجي إلى السيدة أم كلثوم وكانت تنشد قصائد في مدح الرسول وأعجب بها وفي عام 1924 لحن أول أغنية لأم كلثوم وهي “آل إيه حلف مايكلمنيش” وظل من ذلك اليوم يعاونها لآخر يوم في حياته، كما ينسب إليه فضل التجديد في المونولوج الغنائي بداية من “إن كنت اسامح وأنسى الأسية” إلى “رق الحبيب” ، وقد كان في كل هذه الألحان وغيرها, وباعتراف أبرز الموسيقيين والنقاد,  واحدا من المجددين الكبار في الموسيقى المصرية.

في عام 1927 كوّن القصبجي فرقته الموسيقية التي ضمت أبرع العازفين أمثال محمد العقاد للقانون وسامي الشوا الملقب بأمير الكمان وكان هو عازف العود في الفرقة، ولم يتوقف عند الشكل التقليدي للفرقة الموسيقية العربية فأضاف إلى فرقته آلة التشيلو وآلة الكونترباص وهما آلتان غربيتان.وقدم القصبجي ألحاناً عديدةً للسينما وكان من أكثر الملحنين إنتاجا طوال خمسين عاماً وقدم للمسرح الغنائي الكثير،و قام القصبجي أيضاً بتلحين الفصل الأول من “أوبرا عايدة” الذي غنته أم كلثوم في فيلمها عايدة في أوائل الأربعينات وكان محمد القصبجي يتطور ولكن في إطار المحافظة على النغمة الشرقية الأصيلة.وتتلمذ على يديه في العزف على العود الموسيقار محمد عبد الوهاب.

محمد القصبجي وأم كلثوم
محمد القصبجي وأم كلثوم

شيخ الورد زكريا أحمد مع سومة

وها هو الشيخ زكريا أحمد عبقري التلحين ( المنفلت فنياً ) في عام 1931 بدأ التلحين لأم كلثوم، حيث لحن لها تسعة أدوار أوَّلُها هو ده يخلص من الله سنة ، وحتى دور عادت ليالي الهنا سنة 1939. كما لحَّن لأم كلثوم الكثير من أغاني أفلامها مثل الورد جميل، غني لي شوي شوي، ساجعات الطيور، قولي لطيفك. كما لحن لها في الأربعينيات عدداً من الأغاني الكلاسيكية الطويلة التي صارت علامات فارقة في تاريخها مثل الآهات، أنا في انتظارك، الأمل، حبيبي يسعد أوقاته، أهل الهوى، الحلم. واختلف معها سنة 1947 حتى عام 1960 عندما لحن لها آخر روائعه هو صحيح الهوى غلاب، ومن المعروف أن  الشيخ زكريا أحمد.

وكان آخر الشيوخ الكبار في حياة كوكب الشرق الفنية هو عمنا الشيخ سيد مكاوي الذي عاش يحلم بدخول الجنة الكلثومية سنوات  , منذ كان شاباً ضريراً صغيراً فقيراً  وكانت براعة كوكب الشرق في تجديد فنها فكانت كما بدأت مع المشايخ الأزهريين قررت أن تكون الخاتمة مع ملحن خريج الأزهر الشريف ، هي رأت ذلك بمقياسها الفني الذي لايكذب فطلبت من سيد مكاوي  تلحين غنوة تعود بها, وبالفعل  لحّن سيد مكاوي  لكوكب الشرق أم كلثوم  أغنية (يامسهرني) وقدم أغنية (أوقاتي بتحلو) و كان من المفترض أن تغنيها أم كلثوم قبل وفاتها  وحين رحلت أهداها إلى الفنانة وردة الجزائرية، وهكذا كان المشايخ دائما   رقما مهما ومحطة أساسية في مسيرة كوكب الشرق أم كلثوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock