رؤى

صفحة من تاريخ مصر (2-4).. حوارات مع شخصيات عاصرت ثورة الشباب 1935

بعد أن قدمنا في الجزء الأول تفاصيل ثورة الشباب عام 1935، نستعرض الآن حوارات أجريتها عام 1988مع شخصيات تاريخية قادت أو عاصرت الثورة.

1 – حوار مع الدكتور نور الدين طراف

رئيس اللجنة الوطنية للطلبة في ثورة 1935ونائب رئيس الوزراء ووزير الصحة ورئيس المجلس التنفيذي في عهد وحدة مصر وسوريا.

كنت عند الاتصال به لإجراء حور حول ثورة 1935 كاد أن يرفض الحوار، لأنني بدأته بالإشارة إلى إنه كان رئيس لجنة الطلبة بجماعة مصر الفتاة في تلك الفترة – ربما حاول التهرب بسبب أنه كان ضمن الجماعة التي انشقت عن أحمد وأسست الحزب الوطني الجديد بزعامة فتحي رضوان في الأربعينيات – حيث أجابني بالنفي وأنه كان دستوري حر، في إشارة لانتماء عائلته الحزبي في ذلك الوقت، حيث كان شقيقه طراف على باشا من الأحرار الدستوريين.

فتحي رضوان
فتحي رضوان

ما دور الأحزاب في انطلاق ثورة الطلبة عام 1935؟

ج     كان الاتجاه في هذه الأيام هو اتجاه الحركة من خارج الأحزاب نظراً للتناحر الحزبي الشكلي الذي ساد بينها، وكانت حركة مصر الفتاه في حد ذاتها، حركة شباب ينطلق من هذا المبدأ، وأنا كنت رئيس لجنة الطلبة بمصر الفتاة، وكان هناك كثير من الشباب انفصل عن الأحزاب، ولكنه لم يكن مهيأ لدخول مصر الفتاة. لذا كونت في ذلك الوقت ما سمي بكتلة الطلبة القوميين، مع حسين الإبياري وحمادة الناحل والظاهر حسن أحمد ومصطفى السعدني. وقد قمنا بدور كبير في التمهيد لهذه الثورة، والمشاركة في أحداثها، والدعوة إلى الوحدة القومية بين كافة الاتجاهات والأحزاب والزعماء. وأذكر أننا قابلنا محمد محمود باشا فوافق، وزرنا مصطفى النحاس باشا أيضاً وأقنعناه وكان معي مصطفى السعدني وعبد السلام الحمامصي (الشقيق الأكبر لجلال الحمامصي) وأذكر أيضاً أنه في الإعداد لجنازة الشهداء الجامعة كان هناك اتفاق على دعوة جميع الزعماء، وقد أصريت على دعوة إسماعيل صدقي باشا، رغم الكراهية العامة له، وذلك تحقيقاً لنفس المبدأ، وقد دعوته بنفسي. وأما اللجنة العليا للطلاب، فكانت تضم كافة الاتجاهات، ولكن على أساس أن حركتنا مستقلة عن الأحزاب.

س    يقول الأستاذ فتحي رضوان أن ثورة 1935، قد أدت إلى نتائج عكسية متمثلة في معاهدة 1936؟

ج     ليس هذا ذنب الشباب أن انحرف السياسيون والزعماء. وأنا هاجمت المعاهدة في مجلة المصور أيامها، ولكن مع ذلك فالثورة الطلابية عام 1935، أدت إلى نتائج إيجابية هامة. فأولاً أظهرت الثورة الطلابية أن في البلاد شباب مستقل، وثانياً ألهبت الشعور الوطني بين الطلاب، بعد حالة خطيرة من الركود جراء التناحر الحزبي، وثالثاً فإن المؤتمرات التي عقدت في كليات الطب والحقوق وغيرها خلقت حركة في الجو السياسي يلم تكن الأحزاب قادرة عليه. ثم إنني أرى أن كلاً من مشروع القرش وحركة 35 وحركة 46 أدت إلى ثورة 23 يوليه.

س   كيف شاركت في تأسيس مصر الفتاة ولماذا انفصلت عنها؟

ج    كان الأستاذ فتحي رضوان يدعو لمؤتمر الطلبة الشرقيين، وقد أرسلت له رد إلى جريدة الأهرام، ففوجئت أنها نشرته في الصفحة الأولى بجوار قصيدة لأحمد شوقي. بعد ذلك تعارفنا، ثم اشتركنا مع أحمد حسين في مشروع القرش وبعد ذلك اشتركنا في تأسيس مصر الفتاة. وقد كانت تحدث خلافات خفيفة بيننا، وفي سنة 39 أو 40 اختلف الأستاذ فتحي رضوان مع الأستاذ أحمد حسين حول تحويل مصر الفتاة إلى الحزب الوطني الإسلامي. وبعد ذلك انفصل الأستاذ فتحي رضوان، وأنا في الحقيقة كنت أميل أكثر إلى فتحي رضوان فانفصلت معه، وكونا الحزب الوطني الجديد. وأنا كنت منتي للحزب الوطني وأنا طالب بالسعيدية الثانوية.

س   في ريكم لماذا الحزب الوطني بعد ثورة 1919 إلى حزب أقلية؟

ج    لعب غياب محمد فريد في الخارج، وانفصاله عن حركة الحزب في الداخل هذا الدور، لكن ثورة 19 كانت نتيجة لجهود الحزب الوطني، مصطفى النحاس نفسه كان عضوا في الحزب الوطني.

محمد فريد
محمد فريد

س    ولماذا لم تنضموا للحزب الوطني القديم؟

ج     كنا نعتبر اشتراك حافظ رمضان وعبد الرحمن الرافعي وقتها في الوزارة خروجاً على مبادئ مصطفى كامل.

س    لماذا حدث تعاون بين ثورة 52 وبينكم، ولم يحدث بينها وبين الحزب الاشتراكي؟ 

ج     أعتقد أن عبد الناصر لم يكن يميل إلى أحمد حسين. وإن كنت أذكر أنه عام 1961تقريبا، بعد لمجلس الوزراء انتحى بي في استراحة مجلس الوزراء، وسألني عن أحمد حسين وأحمد الشيمي ومحمد صبيح وعبد الحميد المشهدي وقال لي ما أخبارهم؟ وطلب مني أن اتصل بهم وأسألهم إذا كانوا في حاجة لأي شيء؟

فاتصلت بأحمد حسين وأبلغته أن الرئيس يهديه التحيات ويسأل إذا كان في حاجة إلى أي شيء؟ فقال لي لا، لكن إذا كانوا يأخذوا كتبي يوزعوها.

الدكتور نورالدين طراف والدكتورة أنيسة الحفني مع جمال عبد الناصر
الدكتور نورالدين طراف والدكتورة أنيسة الحفني مع جمال عبد الناصر

س    هل كان لكم دور توحيدي على المستوى العربي مع ثورة 52؟

ج     كان الرئيس عبد الناصر يرسلنا، كل اثنين منا إلى بلد عربي، لنخطب في مناسباته وكنا قد بلغنا قدراً كبيراً من التواصل والتوحد لكن السادات (فركش) كل هذا.

حسني كحلة

باحث في الاقتصاد السياسي

Related Articles

Back to top button

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker