عرض وترجمة: أحمد بركات
في عام 2011، تمكن الثوار الليبيون من الإطاحة برجل ليبيا القوي، معمر القذافي، وقتله لاحقا، لكن العديد من أفراد عائلته تمكنوا من النجاة بأنفسهم. وبعد عقد من الزمان من حادثة قتل القذافي، بكل ما انطوت عليه من بشاعة، تبحث صحيفة The Nationalما حدث لأفراد العائلة الليبية الحاكمة.
في الأحد، 5 سبتمبر، تم إطلاق سراح الساعدي القذافي، الابن الثالث للرئيس الليبي السابق، من محبسه في طرابلس، بعد ثلاث سنوات من تبرئته من تهمة قتل مدرب كرة قدم، فيما لا يزال يواجه تهمة إطلاق النار على المحتجين إبان الثورة.
ولقي ثلاثة من الأبناء السبعة للرئيس الليبي السابق حتفهم في أحداث الثورة، بمن فيهم معتصم، الذي قتله الثوار في مدينة سيرت، مسقط رأس القذافي، في نفس يوم مقتل أبيه، في 20 أكتوبر 2011.
ولقي ابن آخر، وهو سيف العرب، حتفه في غارة جوية لحزب الناتو في أبريل 2011، فيما قضى أخوه، خميس، بعده بأربعة أشهر، أثناء معركة كان يخوضها ضد المحتجين في ذروة أحداث الثورة.
لكن سائر أفراد عائلة القذافي تمكنوا من الخروج من هذه الأحداث سالمين، بمن فيهم زوجته صفية، وابنه الأكبر من زوجته الأولى، محمد، وابنته عائشة، وجميعهم يعيش حاليا في المنفى.
وفي يوليو، وبعد قضائه سنوات في الخفاء، ظهر الوريث السابق للقذافي، سيف الإسلام القذافي، المطلوب للمحاكمة من قبل المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
وقال سيف الإسلام لصحيفة New York Times، إنه كان يخطط لعودة سياسية، ولم يستبعد خوض الانتخابات العامة المتوقعة في ديسمبر.
وبعد سقوط طرابلس في أيدي الثوار في أغسطس 2011، هربت صفية ومحمد وعائشة إلى دولة الجزائر المجاورة. ليتم منحهم بعد ذلك حق اللجوء إلى عمان شريطة عدم ممارسة أي نشاط سياسي، حسبما أخبر وزير الخارجية آنذاك، محمد عبد العزيز، وكالة الأنباء الفرنسية، في 2013.
أما عائشة، والتي تمتهن المحاماة، وعملت في السابق سفيرة للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، فكانت جزءا من فريق الدفاع الدولي عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعد الإطاحة به في عام 2003 على إثر الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.
كما لجأ ابنه هانيبال إلى الجزائر، بعد اندلاع الثورة، قبل أن يحاول التسلل إلى لبنان للحاق بزوجته، عارضة الأزياء اللبنانية، ألين سكاف، لكن السلطات اللبنانية اعتقلته، ووجهت إليه، في 2015، تهمة حجب معلومات تتعلقبعالم الدين الشيعي الشهير موسى الصدر، الذي اختفى أثناء زيارته لليبيافي عام 1978.
وأثار هانيبال وزوجته أزمة دبلوماسية مع سويسرا في عام 2008، عندما تم إلقاء القبض عليهما في فندق في جنيف لاعتدائهما على عاملين سابقين في الخدمة المنزلية.
وفر الساعدي القذافي، الذي كان لاعب كرة قدم محترفا في إيطاليا، إلى النيجر بعد اندلاع الثورة، لكنه تم ترحيله لاحقا إلى ليبيا، حيث كان مطلوبا على خلفية قتل مدرب كرة القدم الليبي بشير الرياني في عام 2005، وممارسة أعمال قمع ضد المحتجين أثناء الثورة.
وفي أبريل 2018، برأت محكمة الاستئناف الليبية الساعدي القذافي من تهمة قتل الرياني، وتم إطلاق سراحه في أوائل هذا الشهر، وفقا لما نقلته صحيفة The Nationalعن مصدر في وزارة العدل، ومصدر آخر في مكتب النائب العام.
وأشارت العديد من التقارير الإعلامية إلى ان الساعدي القذافي استقل في اليوم نفسه طائرة متجهة إلى تركيا.
وألقت مليشيا ليبية من الزنتان القبض على سيف الإسلام في نوفمبر 2011، بعد أيام من قتل والده. وفي يونيو 2014، ظهر سيف الإسلام عبر الفيديو من الزنتان في غرب ليبيا أثناء محاكمته في محكمة في طرابلس.
وفي عام 2015، حكم على سيف الإسلام بالإعدام غيابيا على خلفية جرائم كان ارتكبها إبان الثورة، لكن الجماعة التي ألقت القبض عليه في 2017 أعلنت بعد ذلك إطلاق سراحه.
وظل سيف الإسلام بعيدا عن الأنظار حتى أجرت معه صحيفة New York Times الأميركية مقابلة في الزنتان في يوليو 2021 أعلن فيها أنه لم يعد سجينا، وأنه يخطط لعودة سياسية.
وقال سيف الإسلام، مستنكرا انزلاق ليبيا إلى الفوضى في العقد الذي أعقب الإطاحة بوالده وقتله، إن “الرجال الذين اعتادوا أن يكونوا حرسا لي أصبحوا الآن أصدقائي”.
وفي أيام مجده الغابر، اعتبر معمر القذافي نفسه “قائد ثورة”، وأعلن ليبيا “جماهيرية”، أو “دولة شعبية” تديرها لجان محلية.
وبعد سقوط نظام القذافي، فر الآلاف من مؤيديه، من بينهم أفراد من قبيلته، من ليبيا، واستقر كثير منهم في مصر وتونس.
كما ضمت عشيرة القذافي أيضا أعضاء من حرسه الثوري ـ وهي قوة شبه عسكرية مكلفة بحماية النظام من معارضيه ـ الذين لم يكونوا بالضرورة أقارب بالدم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا