رؤى

دونالد ترمب يعود للواجهة.. يجب أن يتصبب الديمقراطيون عرقا

ألمح الرئيس السابق “دونالد ترمب” مرارا إلى أنه قد لا يترشح لمنصب الرئاسة مجددا في عام 2024، لكن فعالية حاشدة أقيمت مؤخرا في “أيوا” أثارت مزيدا من التكهنات حول نواياه.

وتُعَدُّ “أيوا” ولاية مركزية في المراحل المبكرة من الانتخابات الرئاسية؛ لأنها الأولى في الولايات المتحدة التي أشارت إلى المرشح الأقرب للمكتب البيضاوي. فقد أوضح استطلاع رأي أجرته صحيفة The Des Moines Register، ونشرته قبل اجتماع “ترمب” في “أيوا” السبت التاسع من أكتوبر، أن 53% من سكان ولاية “أيوا” يؤيدونه. 

هناك أيضا عوامل إيجابية أخرى محتملة تحيط بـ “ترمب” فقد اختارته اثنتان من كبريات شركات المراهنات هما “BetOnline”و”Betfred” يوم الثلاثاء الماضي، بوصفه “الأقرب” للفوز بالانتخابات الرئاسية 2024. وتعد هذه المرة الأولى التي يحتل فيها “ترمب” الصدارة منذ ما قبل انتخابات نوفمبر 2020. 

وفي سياق متصل، أظهرت نتائج استطلاع الرأي التي نشرتها كلية “إيمرسون كوليدج” في سبتمبر.. تفوُّقَ “ترمب” على الرئيس الحالي “جو بايدن” في منافسة افتراضية لانتخابات 2024، حيث حصل “ترمب” على 47% في مقابل 46% للرئيس “بايدن” رغم أن نسبة هامش الخطأ في هذا الاستطلاع، وفقا لما أعلنه منظموه كانت 2.7%.

بايدن
بايدن

لا يُمكن إذن استبعاد العودة السياسية المحتملة لـ “ترمب” في هذه المرحلة، وقد يشعر الديمقراطيون الذين يواجهون انتخابات تجديد نصفي متعسرة في 2022، بالقلق من تأثير “ترمب” على الحزب الجمهوري من ناحية، ومن فرصه في الفوز بالانتخابات الرئاسية في 2024 من ناحية أخرى. 

لقد واجه بايدن بداية متعسرة كرئيس للولايات المتحدة. والآن مع إتمامه الشهر التاسع في سدة البيت الأبيض، تشهد معدلات تأييده تراجعا لافتا منذ توليه السلطة في 20 يناير.

في هذا السياق، منحت شركة تعقب استطلاعات الرأي “FiveThirtyEight” التي تتعقب شعبية “بايدن” على أساس تحليل مجموعة كبيرة من استطلاعات الرأي، ونظامها الخاص لتصنيفات الاستطلاعات -“بايدن” معدلَ تأييدٍ بنسبة 44.5% اعتبارا من 13 أكتوبر، فيما بلغت نسبة الرفض 49.2%. 

وأوضحت الشركة أن منحنى تأييد الرئيس “شرع في الهبوط منذ 30 أغسطس” وهو اليوم السابق على الموعد النهائي لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.

ومنذ ذلك الحين، توقفت أجندة “بايدن” في الكونجرس، وأدت الانقسامات داخل الحزب الديمقراطي إلى إعاقة تمرير مشروع قانون البنية التحتية الذي اتفق عليه الحزبان بقيمة 1.2 تريليون دولار، كما استمر الجدل المحموم حول مشرع قانون الإنفاق الاجتماعي بميزانية قدرها 3.5 تريليون دولار، والذي يحمل اسم “قانون إعادة البناء بشكل أفضل”.

قد تكون كل هذه الأمور أخبارا جيدة فيما يتعلق بإعادة انتخاب “ترمب” لكن الخبراء الذين تحدثوا إلى صحيفة “نيوزويك” أوضحوا أن “هذا لا يعني بحالٍ حتميةَ نجاح للرئيس السابق”. 

هزيمة ترامب

إدارة بلا دفة

في هذا الإطار، قال “توماس جيفت” المدير المؤسس لمركز “السياسات الأميركية” التابع لجامعة “كوليدج لندن” لصحيفة “نيوزويك” إن الصعوبات التي تواجهها إدارة بايدن “ستعمل بلا شك لحساب ترمب”. 

لكنه أوضح أن عودة “ترمب” ليست أمرا مسلما به “إلا أنها -بلا شك- احتمال قائم بقوة”.

وأضاف: “على الجانب الجمهوري، يمكن للمرء أن يؤكد أن مؤيدي MAGA (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، وهو الشعار الذي تبنته حملة “ترمب” الانتخابية) المتشددين أصبحوا أكثر قوة في إعادة مرشحهم إلى سدة الحكم منذ العام الماضي. 

“فبالنسبة إلى بعض المؤيدين جاءت أحداث الكابيتول هيل، في 6 يناير الماضي، كدوامة لا تنتهي من نظريات المؤامرة، كما أدت المزاعم المستمرة بتزوير الانتخابات إلى تفاقم غضب الكثيرين من هؤلاء عندما شاهدوا تنصيب “بايدن”. 

أما على الجانب الديمقراطي، وفقا لـ “جيفت” فإن تخبط الإدارة الحالية، التي تبدو وكأنها تسير بلا بوصلة على الصعيدين المحلي والدولي، “يصب بدرجة كبيرة في صالح حظوظ “ترمب” في العودة”.

وأوضح “جيفت” أنه “على مدى العام الماضي، شاهد الأميركيون انسحابا فاشلا للقوات الأميركية من أفغانستان، وتفاقم الأزمة على الحدود الأميركية المكسيكية، واقتراحا مهما بشأن البنية التحتية بات في طي النسيان، برغم سيطرة الديمقراطيين على غرفتي الكونجرس”.

وتابع: “سواء كان صوابا أم خطأ، فإن التصور القائل بأن الحزب الديمقراطي يخضع بصورة متزايدة لضربات تقدميين يساريين متشددين، يركزون بدرجة أكبر على أجندة “الصحوة” أكثر مما يواجهون المخاوف الأساسية الخاصة بناخبي الطبقة العاملة، يمكن أن يمثل ركنا آخر في تطلعات ترمب لانتخابات 2024″.

في بؤرة الاهتمام

وقال “مارك شاناهان” الأستاذ المشارك في قسم السياسات والعلاقات الدولية، بجامعة “ريدينغ” لـ “نيوزويك” إن الرئيس السابق يمثل “خطرا” على “بايدن”.

وأوضح أن “دونالد ترمب” يريد دائما أن يكون في بؤرة الاهتمام، وقد منحت مشكلات “بايدن” الحالية في توحيد كلمة حزبه على مشروع قانون البنية التحتية، وقانون “إعادة البناء بشكل أفضل” وإدارة سقف الديون، الفرصة لـ”ترمب” لحشد الدعم السياسي اللازم وراء ترشحه مرة أخرى”.

ويعتقد “شاناهان” أن “الرئيس السابق يعمل دائما بطريقة الحملات الانتخابية، ويحب أكثر ما يحب أن يكون في بؤرة اهتمام ناخبيه ومؤيديه” ومن ثم “فهو يجوب الآن أرجاء البلاد، خاصة في تلك الأجزاء التي لا تزال تبدي استعدادا للترويج لسرديته عن سرقة الانتخابات”. 

وقود الصواريخ 

لكن “شانهان” ذكر أيضا، على الجانب الآخر، أن “حقيقة أن “ترمب” سيكون أقل قدرة على إدارة شئون البلاد بعد ثلاث سنوات، إذ سيكون بلغ من العمر 78 عاما، وأنه فقد الكثير من المتبرعين الذين اجتذبهم لحملتيه الانتخابيتين في عامي 2016 و2020، وأنه لم يسترد حتى الآن حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي ضخمت خطابه القائم على الكذب لفترة طويلة، يجب أن تقف عائقا في طريقه، وأن تمثل دفعة في ظهر الديمقراطيين”. 

وخلص “شاناهان” إلى أنه: “يجب أن يكون ترمب قضية سياسية محروقة”، قبل أن يستدرك: “في غضون عام قد يكون على ما يرام، ولكن لأطول فترة ممكنة، سوف يستمر في مضايقاته، وسوف يستمر في هذيانه، وسوف يزداد طمعا في جذب وسائل الإعلام إليه. 

“وخلال هذا المسير على ذلك الحبل المشدود بحدة على طرفي الطريق الضيق بين الشهرة وسوء السمعة، سيواصل “ترمب” عمل ما يجيده على أفضل نحو، وهو أن يكون هو دائما العنوان الرئيسي والقصة الخبرية الوحيدة الرائجة.   

“وطالما أن السياسيين ووسائل الإعلام والناخبين يبدون ردود أفعالهم لكل ما يقوله أو يفعله، فسيظل يمثل خطرا على إدارة “بايدن”. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*هذه المادة مترجمة. يمكن مطالعة النص الأصلي باللغة الإنجليزية من هنا 

أحمد بركات

باحث و مترجم مصرى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock