ترجمة: كريم سعد
أصبح واضح للعيان الآن، أنه بعد ما يقرب من أربعة أشهر من الغزو الروسي لأوكرانيا؛ أن عقوبات الغرب هشة.. ويبدو أن الجهود المبذولة للحد من مشتريات الوقود الأحفوري الروسي قد باءت بالفشل، حيث أن المشتريات قد انتعشت في الوقت الحالي بصورة كبيرة، فوفقا لتقرير “فيكتوريا كيم” و”كليفورد كراوس” و”أنتون ترويانوفسكي” من “ذا تايمز”؛ فإن حظر أوروبا على النفط الروسي لم يدخل حيز التنفيذ بعد، ومن جانب آخر.. تشتري الصين والهند تقريبا نفس الكمية من النفط الروسي التي كانت تذهب إلى الغرب، هذا غير أن أسعار النفط الآن مرتفعة للغاية.. لدرجة أن روسيا تجني أموالا الآن أكثر مما كانت تجني قبل الحرب.. ما يزيد الطين بلة، أن بعض الشركات الهندية تشتري الخام الروسي المخفض، وتكرره وتبيع منتجاته النفطية للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا بأسعار مرتفعة، بحسب مركز أبحاث الطاقة والنظافة الفنلندي.
في الوقت نفسه.. يبدو أن بعض الشركات الغربية تجد صعوبة في قطع العلاقات المالية مع روسيا، حيث حصلت مجموعة فنادق إنتركونتيننتال وحياة وهيلتون على تصنيف “دي” من قبل فريق من الباحثين الذين يتتبعون عمليات خروج الشركات من روسيا.
بينما أعلنت شركة ماريوت هذا الشهر تعليق جميع عمليات الفنادق في روسيا، وقد منحها فريق الباحثين علامة “B” لأنها “تُبقي الخيارات مفتوحة للعودة”.
وأوقفت إنتركونتيننتال التي تمتلك 17 علامة تجارية –بما في ذلك كراون بلازا وهوليداي إن– افتتاح فنادق جديدة واستثمارات مستقبلية؛ لكن فنادقها الخاضعة لإدارة طويلة الأجل أو اتفاقيات الامتياز ظلت مفتوحة.
وقالت هيلتون في بيان إنها اتخذت خطوات لتقليص أعمالها في روسيا، ووقف التطوير المستقبلي فيها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة “حياة” مارك هوبلامازيان، في مؤتمر هذا الشهر إن الشركة تريد أن تكون على دراية بالقوانين المحلية عند إنهاء الأعمال التجارية في روسيا؛ حيث أكد “علينا أن نولي اهتمامًا كبيرًا لكيفية تنظيم ذلك؛ لأن هناك الكثير من التدقيق” كما أضاف وفقًا لـ “ذا بوينتس جاي” في تصريحات خاصة أن شركته كانت من أوائل الشركات الفندقية الغربية التي قطعت العلاقات مع المالكين المحليين للفنادق في روسيا، على الرغم من أن بعض الفنادق ستستمر في استخدام اسم “حياة”.
ووصفت بعض الشركات خروجها من الخدمة بأنه “تعليق” حتى لو لم تكن لديها نية للعودة؛ حيث قال أندرو كينينغهام (كبير الاقتصاديين الأوروبيين) لـ “ديل بوك”: “إنهم قلقون من أنهم إذا انسحبوا، فقد يكونون قد انتهكوا عقودًا بأنواع مختلفة”.
وكما قال آلان بيرسين (المفوض السابق للجمارك وحماية الحدود الأمريكية) بشأن حظر أمريكي فرضته الولايات المتحدة مؤخرًا على الواردات من شينجيانغ –أقصى غرب الصين– والذي يهدف إلى صد استخدام العمالة القسرية.
“الجمهور غير مستعد لما سيحدث.. إن تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي، وعلى الاقتصاد الأمريكي، يُقاس بمليارات الدولارات، وليس بملايين الدولارات “.