رؤى

حوارات مع الشباب من أجل جمهورية جديدة.. متى وكيف تطبق الديموقراطية في مصر؟(2)

متي وكيف يمكن أن تطبق الديموقراطية في مصر؟ وجد الدكتور حسام بدراوي السياسي والأكاديمي البارز نفسه وجها لوجه أمام هذا السؤال الصعب الذي يراود الكثير من الشباب.

وفي كتابه حوارات مع الشباب لجمهورية جديدة حاول جاهدا أن يجيب على السؤال بالقول “لاشك أن الانتخابات الحرة النزيهة هي جوهر الديموقراطية وشرط ضروري لها؛  إلا أنها قد تفرز حكومات معدومة الكفاءة قصيرة النظر تهيمن عليها المصالح الخاصة، سواء الأيدولوجية أو الاقتصادية، وقد تفرز حكومات غير قادرة على تبني سياسات تنهض بالمجتمع وذلك كله قد يجعل منها حكومات تفتقد للكفاءة؛ لكنها ليست حكومات غير ديموقراطية، إذن علينا أن ندرك مخاطر تطبيق الديموقراطية في مناخ غير مستقر أو في غياب القدرة على الاختيار نتيجة الجهل أو الفقر أو كليهما في آن واحد”.

لم ينته النقاش عند هذا الحد إذ باغتت شابة أخرى الدكتور بدراوي بسؤال أخر “هل يعني ذلك أن الديموقراطية للمتعلمين فقط؟” ورد عليها “بالطبع لا وقد يكون تمثيل الشعب من غرفتين أكثر أهمية في مصر عما نظن، على أن تكون هناك وظائف محددة لكل منهما حيث يستفاد من الأول في تمثيل الجميع، ويستفاد من الثاني في تمثيل الحكمة والمعرفة، ووضع ضوابط تشريعية تمنع تأرجح التشريعات أو الاندفاع نحو إرضاء العامة بغض النظر عن مصلحة البلاد ومستقبلها لمصلحة المستفيدين من بقاء الوضع على ما هو عليه، أو المصلحة الانتخابية فقط”.

ويضيف “في الغرب استقرت التقاليد عميقة الجذور في حماية الاستقلال الذاتي للفرد وحقوقه وكرامته، من أي إكراه مهما كان مصدره، سواء من جانب الدولة أو الكنيسة أو حتى أغلبية المجتمع في ظل إطار يحمي حقوق الأقليات والحريات؛ لأنه يستند إلى تزاوج بين الديموقراطية والحرية والنظام، أما عندنا فمازالت هذه البديهيات غير مستقرة في إطار نظام تعليمي وثقافي لا ينمي هذا التوجه ولا يجعله مستقرا في الوجدان.. كما يجب علينا أن نستعيد التوازن بين الديموقراطية والحرية والحاجة إلى النظام، حيث تحتاج المجتمعات الديموقراطية إلى معدات ومعالم إرشادية جديدة للتصدي لمشكلات وظروف العصر الحالي”.

وفي كتابه يعرض الدكتور بدراوي لسؤال أخر سمعه من أحد الشباب “الوضع إذن محير، فالديموقراطية بشكلها التقليدي، ليس من الممكن أن تحقق الفائدة منها كما نظن؟”.

ويجيب المؤلف “بلادنا تحتاج إلى حكم قوي، وإلا انفرطت مؤسسات الدولة وتوقفت عن التنمية،  وقد يكون النظام الرئاسي الأقرب إلى ثقافة المجتمع المصري واحتياجات البلاد؛ حيث يعطي الرئيس سلطات واسعة لتحقيق أهداف حددها ويلتزم بها.

وما الذي يحول دون التحول إلى الديكتاتورية إذا حدث هذا الأمر؟ يقول الدكتور بدراوي في كتابه حوارات مع الشباب لجمهورية جديدة “شيء واحد ومهم، هو ضمان تداول السلطة سلميا، هذا ما يضمن استدامة التنمية وتراكم الخبرة”.

حوارات مع الشباب لجمهورية جديدة

ويمضي الدكتور بدراوي في كتابه “تجمع حولي الشباب الحالمون بالغد؟ وبادروني بالأسئلة حول المخاطر التي تتعرض لها مصر في هذه المرحلة من حاضرها، قال واحد منهم ما أهم المخاطر التي تتعرض لها البلاد في الوقت الراهن؟ وقالت أخرى: إن الخطر الحقيقي في سد النهضة، فنهر النيل هو محور الحياة لمصر، وقال ثالث: بصراحة أنا أرى كل ذلك مرتبط بإسرائيل؛ فهي الخطر التاريخي الحقيقي، وقد تكون وراء كل ذلك. وردت شابة: يا جماعة الخطر الحقيقي من الداخل، أكثر منه من الخارج.. الخطر هو تغيير هوية المجتمع  إلى مجتمع سلفي رجعي يعود بنا إلى الوراء ويبعدنا عن الحداثة، وقالت الشابة الذكية المثقفة: يا دكتور حسام هل نحن دولة قوية تستطيع مواجهة كل هذه التحديات؟ قلت بهدوء كل ما ذكرتموه تحديات حقيقية فتحدي المياه جوهري وتتداخل فيه أجهزة مخابراتية من دول كبرى، وما حدث في مجلس الامن يدلنا بوضوح على أن مواقف روسيا والصين ليست داعمة لمصر، ومن وجهة نظري فإن إسرائيل تقف خلف الأحداث بشكل من الاشكال.. ونعم أوافقكم على أن التحدي الحضاري بيننا وبين اسرائيل على المدي الطويل، ولكن مصر رغم كل ذلك دولة قوية تملك واحدا من أقوى الجيوش في العالم، كما تملك ثروة بشرية، ولدينا مخزون تاريخي من حضارة العالم، كما نملك أهم ممر مائي  على وجه الكرة الأرضية وهو قناة السويس.

Related Articles

Back to top button

Adblock Detected

Please consider supporting us by disabling your ad blocker