اختتمت أمس السبت أعمال الدورة السادسة والسبعين من مهرجان “كان” والتي انطلقت في 16 مايو الجاري، واستمرت فعالياتها على مدار عشرة أيام، وشهدت عددا من العروض المهمة لأبرز أعمال السينما العالمية.
وقد حصل فيلم “تشريح سقطة” للمخرجة الفرنسية “جوستين ترييه” على جائزة السعفة الذهبية؛ لتكون “جوستين” ثالث امرأة تحصد السعفة الذهبية في تاريخ مهرجان “كان”.
وفي كلمتها عند تسلمها الجائزة، أعربت “ترييه” عن سعادتها الغامرة بهذا الفوز؛ لكنها سرعان ما وجهت انتقادات حادة للسياسات المنتهجة في بلادها، والتي تكسر “الاستثناء الثقافي” الفرنسي، على حد زعمها، كما نددت المخرجة الشابة بتعامل الحكومة في ملف التقاعد.. والاستخدام المفرط للقوة والقمع في التعامل مع المتظاهرين.
تدور أحداث الفيلم الفائز بالسعفة الذهبية حول قصة كاتبة ألمانية تدعى ساندرا، تعيش مع زوجها الأستاذ الجامعي وابنهما البالغ من العمر أحد عشر عاما، ويعاني من إعاقة بصرية – في منطقة جبلية معزولة عن العالم، تتخذ الأحداث منحى مغايرا بمقتل الزوج في حادث غامض، ما يجعل الشكوك تدور حول ساندرا التي تحاول إثبات براءتها خلال المحاكمة.. وبعد عام من الحادث يحضر دانيال محاكمة والدته، التي تشهد تشريحا حقيقيا للعلاقة بين الزوجين، وما يكتنف مؤسسة الزواج من منعطفات خطرة تحتاج إلى درجة عالية من الفهم والقبول والتجاوز.
شاركت المخرجة جوستين ترييه في كتابة السيناريو مع آرثر هراري، ولعب أدوار البطولة في الفيلم، كلٌ من: ساندرا هولر، سوان ارلاود، ميلو ماتشادو جرانر، أنطوان رينارتز، صموئيل ثيس، جيني بيث وصوفي فيليير.
وحصل فيلم “منطقة الاهتمام” للمخرج البريطاني جوناثان غلايزر على الجائزة الكبرى، وهو تنويعة جديدة على “الهولوكوست” من خلال سيناريو كتبه المخرج بنفسه عن رواية صدرت عام 2014، بنفس الاسم للروائي الراحل مارتن آميس.
أما جائزة لجنة التحكيم فقد حظي بها فيلم “الأوراق المتساقطة” للفنلندي آكي كوريسماكي.. وتدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي لطيف بعيدا عن الإغراق في الجانب الرومانسي للعلاقة التي تجمع بين شخصين منعزلين يعانيان من الإحباط الشديد، وعدم الأمان وظيفيا، وليس لديهما أمل في العثور على السعادة.. ويناقش الفيلم بشكل جاد وعميق ما تعانيه الطبقة العاملة من مصاعب جمة.. ويبدو أن حالة الاهتمام المتبادل الحذرة بين الشابين؛ ستنجح في صنع هامش ضيق من السرور.
وذهبت جائزة الإخراج للفرنسي من أصل فيتنامي “تران آن هونغ” عن فيلمه “شغف دودان بوفان” الذي تدور أحداثه على مدى ساعتين عن علاقة عاطفية بين شخصين يحترفان الطبخ لدى عائلة من الأثرياء. في إطار التنافس على تقديم أشهى الأكلات.
أما جائزة أفضل سيناريو فكانت من حظ الياباني “يوجي ساكاموتو” عن فيلم ” وَحْش” الذي تدور أحداثه حول التغيرات السلوكية التي تحدث للصغار؛ نتيجة تأثرهم بمعلميهم، ومدى تقبل الأمهات والآباء لذلك، وما يمكن أن تسفر عنه المواجهة بين أم ترى في سلوك ابنها الجديد متغيرا سلبيا، والمعلم الذي يؤمن بقدرته على إحداث التغيير الإيجابي في شخصيات طلابه؛ عبر وسائل متنوعة، ربما اتسم بعضها بالغرابة.
وفاز فيلم “الشجرة ذات الفراشات الذهبية” للفيتنامي “فام تيين” بجائزة الكاميرا الذهبية، أما السعفة الذهبية للفيلم القصير، فكانت من نصيب الرومانية “غلورا آنا بودا” عن فيلمها “27”.
وفازت الممثلة التركية “ميرف دزدار” بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “عن الأعشاب اليابسة” للمخرج نوري سيلان، أما جائزة أفضل ممثل فذهبت للياباني “كوجي ياكوشو” عن دوره في فيلم “الأيام الرائعة”.
وقد شهد المهرجان حضورا عربيا واضحا؛ حيث لفت عدد من الأعمال السينمائية العربية، الأنظار بشدة، ففي مسابقة “نظرة ما” الموازية للمسابقة الرسمية، فاز المخرج المغربي كمال الأزرق بجائزة لجنة التحكيم عن فيلمه “العصابات”، كما حصلت المخرجة المغربية أسماء المدير على جائزة أحسن مخرج عن “كذب أبيض”، فيما نال المخرج السوداني محمد كردفاني جائزة الحرية عن “وداعا جوليا”.
وفي إطار مسابقة أسبوع النقاد، حصد الفيلم المصري القصير “عيسى” للمخرج مراد مصطفى، جائزة “رايل” الذهبية.
كما فاز فيلم “بنات ألفة” من بطولة النجمة هند صبري، وإخراج التونسية كوثر بن هنية، بجائزة العين الذهبية بالإضافة إلى جائزة السينما الإيجابية، والتي تُمنح للفيلم الطويل الأكثر إيجابية في قائمة الأفلام المرشحة بالمسابقة الرسمية، وجائزة التنويه الخاص، التي تقدمها جمعية فرنسوا شالي منذ 27 سنة على هامش المهرجان، بمعرفة مجموعة من النقاد والصحفيين المختصين في المجال السينمائي.