التقى أمس فريقا الأهلي والزمالك في نهائي كأس مصر في مباراة خارج الديار المصرية، لأول مرة في تاريخ البطولة الأعرق عربيا وإفريقيا، الأجواء الاحتفالية وحضور نجوم الكرة العالمية والمكافآت المالية الضخمة- لم تدفع الفريقين لتقديم الأداء المنتظر؛ فجاء النهائي على أضعف ما يكون في الجوانب الفنية.. ليكون -حسب رأي الكثيرين- النهائي الأسوأ فنيا في تاريخ البطولة.
منتشيا بالألقاب الستة التي حققها مع الأهلي، بدأ مارسيل كولر المباراة بتشكيل ضم شوبير في حراسة المرمي، وفي الدفاع هاني الذي كان اشتراكه محل تساؤل نظرا لتراجع مستواه في الفترة الأخيرة، وتقديم عمر كمال -المنتقل حديثا للأهلي- أداءً لابأس به، توقع معه الكثيرون أن يحل بديلا لهاني من بداية المباراة، وإلى جانب هاني شارك منعم وربيعة ومعلول. في خط الوسط شارك السولية وكريم نيفيد العائدان من الإصابة الطويلة إلى جانب الشحات البعيد عن مستواه منذ استبعاده من المشاركة مع المنتخب في بطولة كأس الأمم التي غادر فيها الفريق المصري من الدور الثاني، إلى جانب إمام عشور، وكان من المثير للدهشة غياب مروان عطية عن بداية اللقاء، وظهوره على مقاعد البدلاء! وحلَّ بيرسي وكهربا في الهجوم.
على الجانب الآخر بدأ جوزيه جوميز المباراة بتشكيل يتكون من عواد أمامه عمر جابر وحسام عبد المجيد وحمزة المثلوثي وأحمد فتوح وفي خط الوسط لعب نبيل عماد دونجا وعبدالله السعيد وأوباما وفي الهجوم زيزو وناصر منسي ومصطفى شلبي. وهو تشكيل يمكن اعتباره أفضل المتاح للمدرب الجديد الذي بدأ اللقاء مرتبكا في الدقائق الأولى؛ لكنه سرعان ما استوعب الأمر في ظل التراجع الواضح للفريق الأحمر، فاستطاع أن يسيطر على ماجريات اللعب على نحو أفضل؛ لينهي الشوط “البائس” بنسبة استحواذ بلغت %56 وكانت الفرصة الوحيدة الخطرة على المرميين خلال الشوط من نصيب فريقه، عندما تباطأ الشحات في تمرير الكرة في الدقيقة الثانية عشرة؛ فقطعت منه ووصلت إلى زيزو الذي تُرك بغرابة ليتقدم نحو منطقة الجزاء دون أدنى مضايقة؛ ليسدد كرة أرضية على يسار شوبير الذي أبعدها إلى ركنية بيقظة.
في الوقت المحتسب بدلا من الضائع يصاب زيزو ويخرج ويضطر جوميز لإشراك شيكابالا بديلا له. قبل أن يطلق الحكم صفارته منهيا الشوط الأول الذي كان على جوميز أن يُحسن قراءته ليترجم التفوق النسبي لفريقه، إلى هدف مبكر في الشوط الثاني ينهي به الأمر في ظل العجز التام للهجوم الأحمر عن الظهور داخل مربع العمليات.
مع بداية الشوط الثاني توقّع البعض أن يجري كولر بعض التعديلات على خطته ويشرك قفشة ومروان بدلا من السولية وكريم، ويخرج هاني الذي تفرّغ لارتكاب المخالفات غير المبررة خلال رقابته لمصطفى شلبي.. لكن كولر “العنيد” لم يفعل أيا من ذلك، وجاءت النصف ساعة الأولى من الشوط الثاني على نحو أكثر ارتباكا من لاعبي الأهلي، باستثناء إمام عاشور الذي استغل مهاراته الفنية في تقديم فواصل من المراوغات التي تعجب الجمهور، لكن أيا منها لم يُشكل خطورة حقيقية على مرمى عواد الذي بدا كضيف شرف في المباراة.
بعد مرور ساعة من زمن اللقاء يشرك جوميز ناصر ماهر بديلا لأوباما -غير المنتج- والجزيري مكان ناصر منسي فردي الأداء وغير الموفق.
واصل الزمالك تفوقه النسبي دون قناعة بالقدرة على الفوز؛ ليبدو أثر العامل النفسي الذي يستغله الأهلي دائما في حسم مثل هذه اللقاءات، أيا كان المستوى الفني الذي يقدمه لاعبوه.
بدأ لاعبو الأهلي خلال النصف الثاني من الشوط شن بعض الهجمات -منزوعة الدسم- انتهت كلها سهلة بين يدي عواد أو بعيدة عن المرمى.. لتشهد الدقيقة الثالثة والسبعين التحول الأحمر بخروج بيرسي ومشاركة عمر كمال وخروج نيدفيد والسولية ودخول مروان وقفشة.. لتشهد الدقيقة الثالثة والثمانين هدف التقدم للأهلي بـ”قصبة” إمام عاشور الذي تلقى تمريرة سحرية من قفشة داخل منطقة الجزاء وضعها على يسار عواد داخل الشباك.
في الدقيقة الأخيرة من وقت المباراة الأصلي يسحب جوميز عبد الله السعيد ويشرك أكينولا، ويحتسب الحكم البرازيلي سبع دقائق وقتا بدلا من الضائع، يخرج أثناءها الشحات -أخيرا- ويدخل اكرم توفيق، ثم يخرج كهربا ويشارك موديست قبل أن يضيف قفشة الهدف الثاني من كرة عرضية أرضية وصلته من عاشور أمام منطقة الجزاء تقدم وسددها قوية أرضية على يسار عواد.
ويضيف الحكم دقيقتين إلى الوقت المحتسب بدلا من الضائع قبل أن يعلن نهاية المباراة بفوز الاهلي وحصوله على الكأس.