في قلب استاد القاهرة.. توِّج النادي الأهلي بطلا للقارة الإفريقية للمرة الثانية عشرة في تاريخه، بعد فوزه على نادي الترجي التونسي بهدف نظيف أحرزه اللاعب روجير أهولو عن طريق الخطأ في مرمى فريقه.
بدأ الأهلي المباراة بتشكيل يتكون من شوبير في المرمى أمامه منعم وربيعة وعلى الجانبين هاني، وأكرم توفيق، وفي وسط الملعب تواجد مروان عطية وإمام عاشور وحسين الشحات وكريم فؤاد، وفي الهجوم بيرسي تاو ووسام أبو علي.
بينما بدأ البرتغالي كاردوسو تشكيلة الترجي بمميش في المرمى وفي الدفاع توجاي أمين وأمين بن حميدة وياسين مرباح ومحمد بن علي، وفي خط الوسط حسام تقا وغيلان الشعلاني ورودريجو رودريجيرز وحسام الدين غشة، وفي الهجوم روجير أهولو وبان ساسي.
بدأت المباراة بسقوط توجاي دون سبب معلوم لتتوقف المباراة لبعض الوقت ثم تستأنف ليحصل الأهلي على ضربة ركنية في الدقيقة الرابعة، يلعبها الشحات عالية داخل المنطقة، يرتقي لها ربيعة ويلعبها برأسه تصطدم بروجير أهولو وتتهادى إلى داخل المرمى على يسار مميش الذي حاول اللحاق بها دون جدوى.
لم يستفيد الأهلي من حالة الارتباك التي انتابت لاعبي الترجي بسبب الهدف العكسي المبكر، ولم يضغط بقوة واتسم أداء حسين الشحات بالفردية والتباطؤ الشديد، ولجأ إمام عاشور إلى المراوغة في محاولات متكررة لتعويض التباعد بين خطي الوسط والهجوم في ظل ابتعاد تاو ووسام عن مستواهما المعهود.. وحاول لاعبو الترجي إيقافه بالخشونة المتكررة التي لم يضع الحكم حدا لها.
وتشهد الدقيقة الرابعة عشرة هجمة منظمة للأهلي تنتهي عند وسام الذي يسدد الكرة بقوة لكنها تخرج على يمين مميش، بعدها بدقائق يتدخل روجير أهولو تدخلا عنيفا ضد مروان عطية لينذره الحكم.
رغم تراجع الأهلي وعدم امتلاكه للكرة في وسط الملعب؛ إلا أن ذلك لم يدفع الترجي لترك التحفظ الدفاعي والمبادرة بالهجوم، وربما أرجأ كاردوسو ذلك للشوط الثاني، فطالما بقيت النتيجة تقدم الأهلي بهدف وحيد، فإن الأمل مازال باقيا في خطف هدف التتويج، أما الاندفاع نحو الهجوم فربما يتسبب في هدف ثاني للأهلي.. حينها يصعب التعويض.
اكتفى الأهلي بمحاولات بيرسي ووسام التي لا ترقى لمستوى الخطورة على مرمى الترجي، واتسمت معظمها بالتسديد غير الدقيق مثل كرة تاو في الدقيقة العشرين التي علت العارضة بقليل.
في الدقيقة الثامنة والعشرين يحاول ربيعة استثمار ركنية أخرى رفعها الشحات؛ لكن الحكم يحتسب خطأ لصالح الترجي، ويسدد تاو مجددا كرة تخرج إلى جوار القائم الأيمن.
بعد مرور نصف ساعة من زمن المباراة تأكد أن الحذر الشديد هو سيد الموقف، إذ لم يستطع تراجع كولر إقناع كاردوسو بالاندفاع نحو الهجوم، في حين لم تغرِ الحالة المتواضعة التي ظهر عليها الفريق التونسي؛ كولر بالإجهاز عليه.. ما جعل المباراة تظهر في صورة لا تليق بنهائي دور الأبطال.
في الدقيقة الخامسة والثلاثين يحصل الأهلي على ضربة حرة خارج منطقة الجزاء بجوار خط التماس بعد لعبة خشنة ضد إمام عاشور.. يتصدى لها الشحات ويلعبها في اتجاه المرمى لتخرج أعلى العارضة، ويحصل الأهلي على ركنيتين متتاليتين لكن مميش يوفق في إيقاف خطورة اللعبتين، قبل أن يخرج ببراعة تسديدة للشحات أسف العارضة، إلى ضربة ركنية.
وتشهد الدقيقة التاسعة الثلاثين إهدارا لفرصة محققة للتهديف من جانب الشحات الذي استلم الكرة داخل منطقة الجزاء في مواجهة مميش؛ لكنه تباطأ في لعب الكرة ثم سددها ضعيفة في أرجل مدافعي الترجي.. ليضيع الهدف الثاني برعونة شديدة من الشحات الذي يبدو أنه يلعب وهو مشغول بقضية الشيبي.
وتشهد الدقائق الأخيرة من زمن الشوط هجمة خطيرة للترجي؛ لكن منعم ينجح في إبعادها؛ ثم محاولات غير جادة من الأهلي تنتهي بتسديدات غير متقنة من تاو وإمام عاشور لينتهي الشوط بتقدم الأهلي بالهدف العكسي.
توقع البعض أن يتغير السيناريو في الشوط الثاني؛ فيلجأ الترجي للهجوم بغية إدراك هدف التعادل، أو يحاول الأهلي خطف الهدف الثاني في الثلث الأول من الشوط لقتل المباراة؛ لكن أيا من ذلك لم يحدث؛ واستمر الأداء المتحفظ من جانب الفريقين، وانحسرت الكرة في وسط الملعب بعد تنفيذ لاعبي الأهلي لخطة الدفاع الضاغط المتقدم لمنع أي خطورة عن مرمى شوبير.
ويدفع كاردوسو برائد بوشنيبة على حساب محمد بن علي من بداية الشوط، ويحصل الأهلي على ركنية يلعبها تاو تمر دون خطورة.. ثم تدخل عنيف ضد إمام عاشور، لكن الحكم يشير باستمرار اللعب، ثم ركنية أخرى للأهلي تهدر كسابقاتها في ظل عدم جدية تاو ووسام. ثم تسديدة ضعيفة من الترجي ينجح شوبير في إمساكها بثبات، يحصل الترجي على خطأ أمام منطقة الجزاء، ترسل الكرة على إثرها إلى داخل منطقة الجزاء ينجح أكرم توفيق في إبعادها إلى ركنية ينجح شوبير في إبعادها وتنتهي إلى أحد لاعبي الترجي الذي سددها باتجاه المرمى؛ لكن دفاع الأهلي ينجح في تشتيتها.
بعد مرور ساعة من زمن المباراة يتراجع الأهلي على نحوٍ غير مفهوم للدفاع تاركا الاستحواذ على الكرة ومنطقة وسط الملعب تماما للترجي، ويقطع أكرم توفيق الكرة من إحدى هجمات الترجي ويلعبها لإمام عاشور الذي لم يفلح في المرور من مدافع الترجي والانفراد بالمرمى، ويسدد يان ساسي أخطر كرات الترجي في المباراة لتخرج الكرة على يسار شوبير في ارتفاع قاتل.. ويصر كولر على التراجع وترك الكرة رغم زيادة خطورة الترجي الذي يبدو أن قناعة تكونت لدى لاعبيه، أن إدراك التعادل ليس صعبا.
لم يستفد الأهلي من المرتدات التي أنهاها وسام وبيرسي على نحوٍ سيئ، ويدخل ديانج الغائب للإصابة منذ أربعة أشهر بديلا لتاو؛ لتخفيف الضغط الهجومي للترجي.
وتشهد الدقيقة السبعون هجمة لصالح الترجي ينجح ربيعة في إفسادها، ويحتسبها الحكم ضربة مرمى، ثم هجمة للأهلي بعد أن قطع أكرم توفيق الكرة لتصل إلى وسام الذي مررها إلى ديانج ومنه إلى الشحات لكن الأخير يتباطأ كعادته لينجح دفاع الترجي في إبعاد الكرة.
قبل انقضاء الوقت الأصلي للمباراة بربع ساعة يجري كاردوسو ثلاثة تغييرات بإشراك غيث الوهابي بديلا حسام الدين غشة، وأنوتشي أجبيلو مكان حسام تقا، وأندريه بوركي محل ورودريجو رودريجيرز.. ليتذكر مارسيل كولر أن هناك تغييرات يمكنه الاستفادة منها فيجري بدوره تغييرين ليشارك كهربا بديلا لوسام ومحمد مجدي مكان مروان.
وتشهد الدقيقة الثمانون تسديدة قوية من إمام عاشور ينجح مميش في إبعادها إلى ركنية، ثم كرتين للترجي ينتهيان عند شوبير اليقظ.. قبل أن يحصل الأهلي على خطأ على حدود منطقة الجزاء إثر دفع الشحات، ويشهر الحكم البطاقة الصفراء لأونوتشي أوجبيلو.. ويتصدى محمد مجدي للكرة ويلعبها متقنة لتبعدها العارضة في أجمل لقطات المباراة.
وتشهد الدقيقة الثامنة والثمانون كرة خطيرة للترجي ينجح كريم فؤاد في إبعادها ويسقط لاعب الترجي داخل منطقة الجزاء، ويطالب لاعبو الترجي الحكم باحتساب ضربة الجزاء؛ لكن الحكم لم يحتسب شيئا.. ويدخل وطاهر بدلا من إمام عاشور وياسر إبراهيم بديلا للشحات.
وتمر الدقائق الخمس التي احتسبها الحكم وقتا بديلا عن الوقت الضائع دون خطورة حقيقية على مرمى شوبير لينتهي اللقاء بفوز الأهلي بالمباراة والبطولة.
