ثقافة

الشاعر ماهر حسن: حين يحصل شاعر عربي على نوبل سيعود الشعر إلى السطوع

حوار: عاطف محمد عبد المجيد

ماهر حسن.. شاعر وصحفي وباحث في التاريخ وناقد في الأدب والمسرح والفن التشكيلي، عمل بعدة دوريات آخرها جريدة المصري اليوم التي يشرف فيها على صفحتين أسبوعيتين: دنيا الكتب، وسور الأزبكية، وهما صفحتان مفتوحتان لكل كتاب ومبدعي العالم العربي. من أعماله الشعرية: كل عشق وأنت بخير، دهشة متجددة، وشايات عادية، يمر بيننا، شروخ الوقت ومفترق العشق، لا جديد. وقد حصل على العديد من الجوائز في مجالي الشعر والصحافة.

ما الدور المنوط بالمبدع في أوقات الأزمات التي تجتاح البشر والأوطان؟ وماذا تقول عن أولئك الذين يكتبون وكأنهم يعيشون في أبراج عاجية منفصلين عن هموم الناس ومشكلاتهم؟

هذا سؤال في محله وفي زمنه، ولا بد أن  يسأله كل مبدع ومثقف ومفكر لنفسه فقد غاب تماما عن المشهد ذلك المثقف الفاعل والمثقف العضوي صاحب الدور الفاعل، وهو دور يتراوح بين الدور التوعوي والمحرض والذي يترجم أحلام وهموم الناس، لقد صار الخطاب المعرفي خطاب نخبوي في الصالونات الثقافية المؤسسية المغلقة أو الأهلية وغلب عليه التقعير والتنظير وأحيانا “التفاخر والاستعراض” وهو خطاب اقتصر بين صاحبه وجمهوره الضيق من النخبة في دولة تعاظمت فيها الأمية بنوعيها التعليمية والمعرفية وحين يسمعني أحد هؤلاء سيرد علي قائلا لستُ ملزمًا بأن أقول ما تفهم ولكن عليك أن تفهم ما أقول في حين ما أعنيه لا يعني أننا  مطالبون بتسطيح خطابنا الثقافي والإبداعي، وأنتهز الفرصة لأشدد علي ضرورة ترميم الجسور بين النخبة والمثقفين والمبدعين من جانب وبين الشارع من جانب آخر، وبالمناسبة في كل الصفحات الثقافية التي أسستها في أكثر من صحيفة وأحدثها المصري اليوم أحرص دائما علي تحقيق المعادلة الصعبة والتي تتمثل في طرح خطاب ثقافي جاذب وبسيط دون أن يأتي هذا علي حساب العمق سواء في الإبداع أو النقد وهذا السؤال الذي طرحته أنت لا بد أن يمثل قضية عامة ومحورا هامّا تعقد حوله مناقشات ومؤتمرات وجلسات بحثية في المؤسسات الثقافية المعنية بالأمر علي أن يشارك في هذه الفاعليات البحثية إعلاميون من التليفزيون الإذاعة والتعليم ومسئولو الصحافة الثقافية.

ماذا تمثل لك كتابة الشعر: متعة؟ أم شقاء؟

هي اعتراف أمام مرآة لا تكذب أبدا وهي الاثنان معا وهي “فضفضة مع النفس في غرفة إبداع مغلقة علي المبدع من خلال تسجيل وتوثيق وترجمة هذا البوح إبداعيًّا، وحين يطّلع القارئ علي هذه المونودراما الشعرية يجد فيها ملامح من ذاته وتجربته أيضا كما أن كتابة الشعرهي  أكثر من ذلك فهي متعة وشقاء ومكاشفة ضمنية وبوح صادق وحديث مع النفس ومع الآخر المتخيل ومراجعات وفلسفة وجود بأشكاله،  فأنا لا أكتب نصي بل إن نصي هو الذي يكتبني.

هل ترى صراعا بين الأجناس الأدبية.. شعر، قصة، رواية ، مسرح أم ترى تجاورا بينها؟

علي مر الزمان وفي كل بلدان العالم هناك تجاور بين كل هذه الأجناس الإبداعية، ولكل سلعة جمهورها، لكن لكل مرحلة زمنية معطياتها ولكل بلد أيضا قارئ له توجهاته وذائقته واهتماماته، فوفقا لكل زمن وبلد هناك تجاور، لكنك تجد جنسا أدبيّا طاغيا علي حساب باقي الأجناس، وهو الذي يستأثر بالمشهد وبالقطاع الأكبر من القراء، لكن هذا لا يعني اختفاء إبداع ما من المشهد حتي وإن كان جمهوره هم الأقل، إلا أنه يظل حاضرا، وهناك عامل آخر لا يمكن إغفاله.. فمنذ السبعينييات عُني معظم الشعراء المصريين والعرب بالتحديث والتجريب وتحول الكثير من التجارب الشعرية إلي تجارب معملية حداثية بمنأي عن القراء وبمعزل عن الهم الإنساني، ومع ذلك هناك نصوص تتقاطع مع الهم الإنساني لكن مشكلتها أنها لم تترجم علي خشبة المسرح لعموم المشاهدين، كما أننا نعاني ندرة في النقاد المسرحيين الذين يكشفون عن أقلام مسرحية نابهة جديدة، وهؤلاء النقاد لا يتجاوزون عدد أصابع اليدين.

عصر القلم والقدم

ذات مرة قال لي صديقي الكاتب العراقي المقيم في فرنسا جبار ياسين إننا لا نكتب ونحن سعداء.. بالنسبة لك هل هذا صحيح؟

ليست السعادة أو الحزن هما الدافع الأساسي والشرط الأساسي في الإبداع وإنما الحالة ككل مع الفكرة المختلفة هي التي تفرض نفسها، وهي التي تمثل المخاض الرئيس في ميلاد أي نص إبداعي. أنت في حالة كتابة ستكتب نصا مبهجا أو نصا يفيض بالشجن والحزن  أو نصا إبداعيا رافضا ومعبرا عن موقف وطني.

*هل تتوقع أن يصبح الكاتب ذات يوم، نجما كنجوم الفن والرياضة، أو حتى السياسة؟

حدث هذا في زمن ضم جيل طه حسين وتوفيق الحكيم والعقاد والجيل الذي يليه الذي ضم نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبد الله، لكن هل يتكرر هذا مجددا لا أعتقد، ولعلني هنا أستحضر مقولة  توفيق الحكيم الذي قارن فيها بين الأديب ولاعب كرة القدم حيث قال “انتهي عصر القلم وبدأ عصر القدم”.

هل تُرجمتْ قصائدك إلى لغات أخرى؟ وماذا أضافت إليك هذه الترجمات؟

نعم تُرجم عدد من قصائدي للإنجليزية والفرنسية شعراء من لبنان وتونس، وهم مترجمون أكفاء، وقد كانت ترجمتهم لمكنون نصي الشعري والحالة الخاصة بكل نص والترجمات عرّفتْ بعض الأدباء الأجانب علي بعض نصوصي وأذكر منهم شاعر هندي اسمه سودهاكر.

يعتبر الشعراءُ الشعرَ أرقى أنواع الكتابة..ما رأيك؟

هذا سؤال يجيب عليه النقاد، فلا أحد يشهد للجنس الأدبي الذي يكتبه لأنني أقول أنا شاعر وأفتخر، والشعر هو أصعب أنواع الإبداع، وعليك أن تتذكر سؤالك المتعلق بتحول الشعراء إلي روائيين، لكن لم يتحول روائي إلي شاعر، فالشعر فن الاحتزال والكثافة وليس التدفق السردي، والشعر هو المعني الضمني والموسيقي والدقة اللغوية والإلمام بقواعد اللغة وهناك قصاصون يخطئون في قواعد اللغة وروائيون أيضا، لكن الشاعر الذي يخطئ في اللغة وموسيقي الشعر وتكثيف الحالة وتعدد مستويات التلقي ليس بشاعر.

لو لم تكن شاعرا ماذا كنت تتمنى أن تكون؟

لو لم أكن شاعرا لوددتُ أن أكون شاعرا، فالشاعر هو فليسوف الأدب وعُد لتقرأ المتنبي. ورغم ذلك تمنيت حين كنت صبيّا أن أكون طيارا حربيّا أو صحفيّا، فأصبحت صحفيّا وشاعرا، ولكنني ولدت أولا كشاعر، والشعر فتح طريق الصحافة، ولو لم أكن أتمني غير الشاعر أو الصحفي أو الطيار لتمنيت أن أكون مليارديرا أو كاتب سيناريو أو لاعب كرة.

حين يُطلب منك تقديم نفسك لقارئ لا يعرف عنك الكثير، ماذا تقول؟

أنا شاعر اسمه ماهر حسن، لي سبعة دواوين شعرية، وأسلوبي الشعري ليس أسلوبًا معمليًّا  أتوجه به للنخبة فقط، وإنما أنا شاعر أكتبني وأشعر أن هناك من يشبهونني وعاشوا تجربتي. شعري بسيط الطرح واللغة، عميق المغزي، وكل قارئ يقرأه يمكنه أن يسقطه علي تجربته الإنسانية. أنا أكتب في التاريخ وأعمد أن أكون علي الحياد إذا كتبت عن شخص فلا أصوره كشيطان أو نبي وملاك وإنما أقول ما له وما عليه، فكل منا له حسناته وسيئاته، وأيضا أكتب التاريخ بشكل حكائي سردي جاذب وبسيط، علي أن يكون مدققا ومحايدا وعادلا وفرزي الطابع.

طقوس ساذجة

هل تؤثر الجوائز الأدبية في مسيرة الكاتب؟ وهل يؤثر عدم الحصول عليها سلبًا عليه؟

بالتأكيد الجوائز لها تأثير إيجابي علي أكثر من مستوي بالنسبة للمبدع أولها إحساسه بتقدير مشروعه الإبداعي، وأنه ذا قيمة، ثانيا هي تمثل حافزا علي المواصلة وتمنحه الطاقة الإيجابية، ثالثا سيحرص بعدها علي أن يواصل التميز وأن يكون القادم من منتجه الإبداعي أفضل، فهو سيحرص علي اسمه ومكانته أمام عدم حصوله عليها فلا يؤثر بالسلب وإنما سيسعي للحصول عليها أو يقنع بتقدير قراءه، وسيواصل مشروعه حتي وإن لم يحصل عليها، فالمبدع الحقيقي لا يبدع لاقتناص الجائزة، وإنما للتحقق كمبدع.

هل لديك طقوس معينة وثابتة أثناء الكتابة؟

جميعها طقوس ساذجة كأن أنظف مكتبي وأرتب أوراقي عليه وأصنع قهوتي وكل هذا يحدث بعد أن تتدفق الفكرة أولا، وأكتبها لكي لا أنساها لأن الفكرة كالطائر بين يديك إن لم تمسك بها طارت منك، فتبادر “بالشخبطة” أولا وتكتب تفاصيل الفكرة ثم تبدأ في طقوس ما قبل الكتابة ثم تنخرط فيها مع صوت موسيقي خفيفة وخافتة جدًّا.

 ما الدواوين الشعرية التي تعتز بها، بشكل خاص، من بين كل أعمالك؟

تجربتي هي أنا بكل دواويني، لكن أقربها إلي قناعاتي وتكويني: يمر بيننا، كل عشق وأنت بخير، لا جديد، ووشايات عادية.

أنت واحد من الشعراء الذين لم يكتبوا الرواية بعد فهل تمنحك القصيدة مساحة مفتوحة لأن تقول كل ما تريد من خلالها؟

نعم بالتأكيد ولكن ليست مشروطة بالمساحة المفتحة وهذا هو فن الشعر أن تقول كل ما تريد دون استطالة وتفاصيل، لأن الشعر فكرة وليست حكاية أو قصة، ودعني أعطيك مثالا سريعا في قصيدة كتبتها في كلمتين تلخصان الحياة حيث كانت شقيقتي الكبرى والتي كنت أحتل مكانة خاصة في قلبها وهي أيضا كانت قد أجرت جراحة دقيقة وكنت ملازما لها في المستشفي ونجحت الجراحة وحين أفاقت من المخدر كانت تبكي وتصرخ وهي تقول لي: ” يا ماهر الألم جامد قوي” فقلت لها الألم جامد جدًّا فقالت أيوه فقلت لها الحمد لله يبقي انتي لسة عايشة” وترجمت هذا الموقف في قصيدة من كلمتين يفهمهما القارئ العادي والقارئ النوعي وتقول القصيدة ” اللا ألم….(الموت)..”.

تجارب معملية

 تمتاز قصيدة النثر، في معظمها، عالميًّا بالغموض، أنت مع هذا الاتجاه؟ أم تفضل بساطة الطرح والأسلوب؟

كما ذكرت لك قبلا عن سيادة جنس أدبي على آخر وتراجع الحضور الشعري علي حساب الحضور الروائي أنه  بدءًا من السبعينييات عُني معظم الشعراء المصريين والعرب بالتحديث والتجريب وتحول الكثير من التجارب الشعرية إلي تجارب معملية حداثية بمنأي عن القراء، فهي تتوجه للنخبة والخاصة كما ذكرت سابقًا من “أهل الكار والنقاد والخاصة” وهم قلة في حين عماد أي نص شعري هو التجربة الإنسانية والإحساس الإنساني وهي التي تحقق تجاوب وتواصل مع قارئه وبخاصة أيضا إذا لم يغب الإيقاع عن النص الشعري حيث أحد ركائزه الإيقاع ومن ثم فإن قصيدة النثر  تفتقد أحد ركائزها الذي تميزت به القصيدة العربية وهو الإيقاع  الذي يمثل القصيدة التفعيلية بالاعتماد علي التفعيلة وليس البحر كاملا،  فتبدو قصيدة النثر تجربة معملية حداثية علي حساب حضور الهم الإنساني والملمح الجمالي ولكن هذا لا يعني أن يكون النص مبسطا وسطحيّا ومباشرا وإنما جمالي بسيط في قاموسه عميق في مغزاه تتعدد مستويات تلقيه.

يرى البعض أن قصص الحب هي التي تفجر آبار الإبداع لدى الكتاب ما رأيك؟ وما الذي يُحْدثه الحب في حياة المبدع؟

نعم، الحب يفجر آبار الإبداع حين يقتصر هذا الإبداع علي ترجمة إبداعية لقصة عشق أو فقْد أو هجر أو خيانة أو تضحية أو تماهي ولكن أفق الإبداع يمتد لآفاق أوسع وأشمل حيث يستوعب كافة الهموم والشئون والأفكار من هموم ذات وسيرة ذات ومعاناة في الحياة وعشق إلهي وفكرة فلسفية أو صوفية أو قناعات إيمانية إلي إحساس باغتراب أو وحدة أو هم وطن إلي آخره فالشعر لم يخلق للعشق فقط وإنما العشق يمثل أحد روافده ومؤثراته كما أن الوطن وهمومه يمثل مصدر إلهام وعليك أن تتذكر مثلا الكعكة الحجرية ولا تصالح لأمل دنقل، أو قصيدة مصر تتحدث عن نفسها  لحافظ إبراهيم والتي تغنت بها أم كلثوم والنهر الخالد لمحمود حسن اسماعيل التي تغنى بها عبد الوهاب، وكل هذه القصائد تفاعل معها عموم القراء، وكثير من تجارب أخري تعتمد قصيدة التفعيلة، وهذا يذكرنا بسؤالك عن الحداثة والتطوير فهي نصوص حداثية ولكنها تحقق تجاوبًا مع متلقيها وليست تجارب شعرية معملية اقتدى فيها شعراء مصريون بتجارب شعراء حداثيين كبار بين لبنان والمغرب وغيرهما.

ماذا تنتظر من الشعر؟

لا أنتظر منه سوي أن يخلد اسمي وتجربتي فهو ليس باب رزق، وأنتظر منه أن يكون أكثر جرأة في الكشف عن المسكوت عنه بداخلي.

عصامي الأحلام

هل كونك شاعرا يجعلك تفخر بذلك؟ 

أنا الشاعر الوحيد الذي يفخر بهذا الفعل الفاضح ولكنه فاضح ضمنيًّا.

على الشاعر أن يكون مثقفًا ومطلعًا على شتى العلوم والمعارف ما المجالات التي يحب ماهر حسن أن يقرأ فيها؟

ليس الشاعر فقط وإنما الكاتب والمثقف في العلوم يطلع علي شتي العلوم  والآداب؛ ولكن ليس علي نحو متعمق بحثي وإنما للمعرفة وشمولها، لكن  كشاعر تحديدا تستهويني كتب التاريخ وعلم النفس والفلسفة والشعراء السابقين  والنقد الأدبي والسير الذاتية والكثير من الشعراء الأجانب الرواد والقدامى.

هل هناك لحظات تفضل ألا تكتب فيها؟  

المبدع لا يختار أوقاتا محددة، فالإبداع فكرة تفرض نفسها متي شاءت، وبدون ترتيب مسبق أو توقيت محدد يمكن أن تلح عليك الحالة الإبداعية وأنت حزين أو وأنت سعيد أو وأنت منهمك في طقوس الحياة اليومية، ويمكن أن تأتيك وأنت نائم أو وأنت تستحم، الحالة هي سيدة الموقف في الإبداع، وهي التي تفرض موعدها وشروطها، بل ومذاقها علي الحالة داخل النص الإبداعي.

* هل فكرت ذات يوم في اعتزال الكتابة؟  

نعم سأعتزل الكتابة حين أموت وأسألك كيف لا أعيشني علي الورق، وهي الحياة الوحيدة الصادقة التي أعيشها!

أكمل هذه الجملة: أنا ماهر حسن. …..؟

أنا ماهر حسن عصامي الأحلام، المقاتل في سبيل أحلامه، الذي تربى علي يدي شخص اسمه ماهر حسن. أنا ماهر حسن الذي لم أعرفه بعد ولم أكتب عنه إلا قليلا، ولم أقرأه بعد بشكل كامل، الذي أندهش كيف تحمل كل ما مر به وكيف تحملني أنا!

أريدك أن تلخّص تجربتك في الحياة والكتابة في جملة واحدة.

لولا قلمي ولولا ألمي ولولا قناعاتي ما كانت حياة الشعر حياة بثلاثة أزمنة: ماضٍ وحاضر واستشراف، وثلاث حالات: حزن وشجن، تأمل، وبهجة، ولولا قلمي ما واصلت تمردي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock